الوجبة الأخيرة لمومياء من العصر الجليدي احتوت على دهون عالية

تكشف العادات الغذائية لإنسان العصر النحاسي

الوجبة الأخيرة لمومياء من العصر الجليدي احتوت على دهون عالية
TT

الوجبة الأخيرة لمومياء من العصر الجليدي احتوت على دهون عالية

الوجبة الأخيرة لمومياء من العصر الجليدي احتوت على دهون عالية

ذكرت دراسة علمية نشرت، الجمعة، أن الوجبة الأخيرة التي عثر عليها بأحشاء مومياء من العصر الجليدي يعود تاريخها إلى 5300 عام والمعروفة باسم «رجل الثلج» كانت تحتوي على كمية مرتفعة بشكل ملحوظ من الدهون مع الحبوب.
وقام نحو 40 باحثاً من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك علماء أستراليون، بتحليل المحتويات المحفوظة جيدا التي كانت بمعدته - التي تم اكتشافها مؤخراً فقط أثناء تحريك معدته خلال عملية التحنيط.
وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية «كارنت بايولوجي»، وجد الباحثون كمية من اللحم لنوع من أنواع الماعز البري والغزال الأحمر، وآثاراً من نبات السرخس، ونوعاً من القمح (حبة واحدة فقط).
وبيّنت الدراسة، أن نصف محتويات معدته كانت من الدهون، ربما نتيجة لتناول لحم الماعز الذي تم تدخينه قبل تناوله، حيث كانت هناك جسيمات من الفحم في المعدة.
وأشار التحليل إلى أن اللحم البري كان يؤكل طازجاً أو ربما تم تجفيفه، وأن الوجبة الأخيرة كانت متوازنة بشكل جيد بالنسبة لإنسان في هذه المراحل المبكرة.
وكانت دراسة سابقة لرفات هذه المومياء قد أظهرت نوعاً من تصلب الشرايين بها، ربما كان نتيجة الإكثار من الدهون في الطعام.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، أنه تم اكتشاف «رجل الثلج» محفوظاً بشكل طبيعي في ثلوج جبال الألب الإيطالية عام 1991 من قبل سياح ألمان.
وكشفت الاختبارات السابقة على رفاته، عن أنه كان في الخامسة والأربعين من عمره عندما قُتل، حيث اخترق رأس سهم كتفه الأيسر؛ مما أدى إلى إصابته بنزيف حتى الموت.
وكانت معدته مليئة بالطعام عندما مات؛ مما يعني أنه ربما أكل قبل وقت قصير من تعرضه للهجوم.
وكانت هذه الدراسة أول تحليل متعمق لمحتويات معدة رجل الثلج، وتقدم لمحة نادرة عن العادات الغذائية والتغذية القديمة، التي تعود إلى العصر النحاسي، خلال الفترة التي كان فيها البشر ينتقلون من صيادين إلى مزارعين.
وفي عام 2009، تم إطلاق محاولة لتحليل محتويات معدة المومياء.
وقال فرانك ميكسنر، الباحث في معهد يوراك لبحوث دراسات المومياوات في بولزانو بإيطاليا «كانت مادة المعدة بالمقارنة مع عينات من الأمعاء الدقيقة التي تم تحليلها سابقاً، محفوظة بشكل جيد للغاية».
وأضاف «كما أنها تحتوي على كميات كبيرة من الجزيئات الحيوية الفريدة مثل الدهون، التي أتاحت لنا فرصاً منهجية جديدة لمعالجة تساؤلات حول النظام الغذائي لرجل الثلج».
وبينما كان النظام الغذائي عالي الدهون غير متوقع، قال الباحثون، إنه «منطقي تماماً»؛ نظراً لبيئة جبال الألب الوعرة التي يعتقد أن رجل الثلج عاش فيها.
ويقول ألبرت زينك، وهو أيضاً في معهد أبحاث يوراك لدراسات المومياوات «إن البيئة المرتفعة والباردة تمثل تحدياً خاصاً لعلم وظائف الأعضاء البشرية وتتطلب إمدادات غذائية مثالية لتجنب الجوع السريع وفقدان الطاقة».
وأضاف «يبدو أن رجل الثلج كان يدرك تماماً أن الدهون تمثل مصدراً ممتازاً للطاقة».
وتحفظ المومياء حالياً في حالة تجمد في متحف ساوث تيرول للآثار في إيطاليا.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.