تفاؤل يصاحب انطلاق جولة جديدة من اجتماعات المصالحة الفلسطينية

الأوضاع الإنسانية في غزة ومعبر رفح على جدول أعمالها في القاهرة

موسى أبو مرزوق،
موسى أبو مرزوق،
TT

تفاؤل يصاحب انطلاق جولة جديدة من اجتماعات المصالحة الفلسطينية

موسى أبو مرزوق،
موسى أبو مرزوق،

قال مصدر مصري مطلع على ملف المصالحة بين حركتي «حماس وفتح»، إن «هناك تفاؤلاً يخيم على جولة الاجتماعات الجديدة للمصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر في القاهرة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «وفد حماس سوف يكتمل مساء اليوم (أمس، الخميس)؛ وسوف تبدأ الاجتماعات؛ لكن حتى الآن لم تظهر ملامح محددة لجدول أعمال هذه الاجتماعات».
وكانت مصادر مصرية قد ذكرت أن «الاجتماعات سوف تبحث ملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، والتطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إلى جانب العلاقة الثنائية بين مصر وفلسطين على المستوى السياسي والأمني».
ووصل وفد من قياديي المكتب السياسي لحركة حماس، إلى القاهرة، مساء أول من أمس الأربعاء، قادماً من قطاع غزة ومن خارج الأراضي الفلسطينية، تلبية لدعوة من القائمين على الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية. وترأس الوفد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي قدم من الخارج، إلى جانب كل من موسى أبو مرزوق، وحسام بدران، وعزت الرشق. فيما وصل من قطاع غزة كل من خليل الحية وروحي مشتهى.
وأوضحت المصادر أن «الاجتماعات سوف تناقش أيضاً فتح معبر رفح حتى عيد الأضحى، وظروف قطاع غزة والصعاب التي وصلت إلى مراحل متفجرة، لا سيما مع وصول الأوضاع الصحية والبيئية إلى حالة خطيرة هناك، إلى جانب التأكيد على ضرورة إنهاء أزمة معبر رفح بشكل كامل، والعمل بكل جهد ممكن لإنهاء معاناة المواطنين وتحسين الأوضاع الحياتية والإنسانية والاقتصادية، فضلاً عن ترجيحات بالاتفاق مع مصر على إقامة عدد من المشروعات الاقتصادية لدعم قطاع غزة».
وأعربت المصادر عن تفاؤلها بالاجتماعات، مضيفة أن «حماس تلمس دفئاً في العلاقات بينها والقيادة المصرية خاصة في الآونة الأخيرة، التي قامت فيها القاهرة بدور إيجابي في دعم سكان قطاع غزة، في ضوء الأوضاع التي جاءت في أعقاب الهجمات الإسرائيلية بعد مسيرات العودة»، مشيرة إلى أن «مصر قامت حينها، بإدخال المعونات للقطاع ونقل الجرحى والمصابين لمستشفيات مصرية، بالإضافة إلى فتح معبر رفح أمام المعونات الغذائية والاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم من قبل إسرائيل».
يشار إلى أن زيارة وفد حماس للقاهرة ولقاء المسؤولين المصريين، تتزامن مع زيارة وفد فتح بقيادة عزام الأحمد. وقال مراقبون: «يبدو أن كثيرا من العقبات تم تذليلها من أجل إتمام اتفاقية المصالحة، هذا بالإضافة إلى تطور لافت على العلاقات المصرية مع حماس بما يتعلق بالوضعين الإنساني والسياسي في قطاع غزة، حيث باتت مصر تأخذ على عاتقها المزيد من المسؤوليات تجاه قطاع غزة بالتعاون مع حماس».
من جهته، أكد عماد عمر، القيادي في حركة «فتح»، أن «وفد حماس حضر للقاهرة بدعوة من المخابرات المصرية لتحريك (عجلة المصالحة)، على حد وصفه. وقد تم توجيه الدعوة لحماس، وكان موجوداً قبلها في القاهرة بأيام وفد من فتح برئاسة عزام الأحمد». مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاءات لها علاقة بالمصالحة؛ لكن حتى الآن، لا أحد يعرف ماذا سيخرج من الاجتماعات؟ وما الذي يحويه جدول أعمالها، وكل ذلك سوف يخرج للنور خلال يومين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.