هل أضاع الجيل الذهبي البلجيكي فرصته في اعتلاء منصات التتويج؟

كثير من اللاعبين لن يكون بمقدورهم الظهور في مونديال 2022 لكن يأملون التعويض في أمم أوروبا

لاعبو بلجيكا يواسون بعضهم بعد السقوط في قبل نهائي المونديال (أ.ف.ب)
لاعبو بلجيكا يواسون بعضهم بعد السقوط في قبل نهائي المونديال (أ.ف.ب)
TT

هل أضاع الجيل الذهبي البلجيكي فرصته في اعتلاء منصات التتويج؟

لاعبو بلجيكا يواسون بعضهم بعد السقوط في قبل نهائي المونديال (أ.ف.ب)
لاعبو بلجيكا يواسون بعضهم بعد السقوط في قبل نهائي المونديال (أ.ف.ب)

كان لبلجيكا موعد مع التألق، إلا أن الفرصة ضاعت. الجيل الذهبي البلجيكي الذي يضم مواهب يحسده العالم بأجمعه على امتلاكها انهار حلمه بنهائي مونديالي أول في تاريخه، بخسارته أمام فرنسا في نصف نهائي كأس العالم في روسيا.
كان الهدف الرأسي للمدافع صامويل أومتيتي كافيا ليؤهل فرنسا إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة، ويحرم بلجيكا من اختبار معنى النهائي للمرة الأولى.
في تصريحات للمدرب السابق للمنتخب مارك فيلموتس الذي فشل في قيادة بلجيكا إلى الألقاب، فرحل ليخلفه الإسباني روبرتو مارتينيز قال: «أعتقد بوجود أربعة أو خمسة أعوام أمام هذا الجيل، لكن يعتمد ذلك على الرغبة والإرادة لدى لاعبينا. في مرحلة ما، يمكننا أن نكون متهالكين بعد كل دورة ونسأل أنفسنا:هل استمر أم لا؟ لا أعرف ماذا سيدور في رؤوس البعض الآن».
وأضاف فيلموتس: «لاعبون مثل فنسان كومباني، 32 عاما، ويان فيرتونغن، 31 عاما، ومروان فيلايني، 30 عاما، تخطوا عتبة الثلاثين عاما واقتربوا من إنهاء مسيرتهم مع المنتخب. لقد تعرضوا لإخفاق جديد، على رغم أن ما حققه المنتخب في مونديال روسيا كان أفضل من خيبتي مونديال 2014 في البرازيل وكأس أوروبا 2016 في فرنسا، حيث سقطوا عند حاجز الدور ربع النهائي».
وبحسب المدرب السابق للفئات الشابة في المنتخب جان فرنسوا دو سارت: «كانت هذه السنة حاسمة بالنسبة إليهم»، لجيل إدين هازار وكيفن دي بروين والآخرين. وأضاف: «حسنا، ثمة كأس أوروبا بعد عامين، لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى كأس العالم المقبلة في 2022».
وحذر دو سارت «من عدم إمكانية إنتاج لاعبين مثل إدين هازار كل سنة، ما يمكن أن نأسف عليه، هو أنهم لم يحظوا ببطولات أخرى في وقت سابق في 2010 (كأس العالم بجنوب أفريقيا) و2012 (كأس أوروبا)، وهذه خيبة أمل كبيرة أصابتنا. كذلك كان ينبغي تحقيق نتيجة أفضل في كأس أوروبا 2016».
تيبو كورتوا، دي بروين، هازار، درايس مرتنز، روميلو لوكاكو... لاعبون تسعى خلفهم أفضل النوادي الأوروبية، وتتطلع إليهم البلدان المجاورة.
وقال المدرب مارتينيز بعد إنهاء بلجيكا الدور الأول بالعلامة الكاملة: «نعرف كل المواهب التي نتمتع بها، جيل يمكننا أن نفخر به بشكل كبير، في بلاد تعدادها السكاني 11 مليون شخص، ظهر أفراد خارج المألوف».
مثل جيل ليونيل ميسي في الأرجنتين، وأريين روبن في هولندا، لم تعرف الكتيبة البلجيكية المدججة بالنجوم طريقها إلى التتويج بلقب كبير. هل كانت التوقعات منها كثيرة؟قال كومباني قطب الدفاع قبل مواجهة فريقه مع البرازيل: «لم يقل أحد لنفسه، سنطلق على أنفسنا اسم الجيل الذهبي، نحن لا نهتم. لكن هذه المباراة ضد البرازيل (2-1) ستحدد من نحن». كان يتوقع من هذا الفوز أن يكون فألا حسنا بالنسبة لبلجيكا لتحقيق المزيد، لا سيما أنه جاء بعد عشر سنوات من الإخفاق أمام البرازيل في الحصول على ميدالية برونزية في دورة بكين 2008 الأولمبية.
لكن رغم ألم الخروج فإن الأمر الإيجابي لبلجيكا أن معظم التشكيلة الحالية من اللاعبين سيكون بوسعهم المشاركة في بطولة أوروبا بعد عامين وسيملك الفريق فرصة جديدة لإحراز لقب كبير.
وقال روبرتو مارتينيز الذي مدد تعاقده كمدرب لبلجيكا حتى 2020 قبل أسابيع من انطلاق كأس العالم: «كرة القدم البلجيكية تملك وفرة في المواهب الشابة والواعدة ووفقا لمنصبي فإني أتطلع إلى بطولة أوروبا 2020». وأضاف: «من المبكر جدا الحديث عن تقييم مسيرة الفريق في مونديال روسيا. نحتاج إلى التركيز على مباراة المركز الثالث، وبعد ذلك سنعيد تنظيم المجموعة كما يحدث دائما بعد أي بطولة. نحن نحتاج إلى النظر إلى الجيل الأكثر شبابا ونحاول أن نصبح أكثر قوة من بطولة إلى بطولة. هذا هو هدفنا وطموحنا».
وستلعب بلجيكا يوم السبت مع الخاسر من لقاء كرواتيا وإنجلترا لتحديد صاحب المركز الثالث. ولا يزال عمر لاعبين كبار مثل القائد إيدن هازار وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو والحارس تيبو كورتوا أقل من 28 عاما وستكون لديهم جميعا فرصة جديدة. وقال دي بروين: «الإحباط كبير جدا لكننا يجب أن نتحلى بالواقعية. قدمنا بطولة جيدة وحتى المباراة أمام فرنسا كانت جيدة ويجب أن نشعر بالفخر رغم واقع خسارتنا».
وأضاف: «الفارق كان ضئيلا بيننا وبين فرنسا وفي النهاية كانت ركلة ركنية واحدة هي الحاسمة».
ويعود أفضل أداء دولي سابق لبلجيكا عندما احتلت المركز الثاني في بطولة أوروبا 1980 إضافة إلى الوصول مرتين لقبل نهائي كأس العالم حيث كانت المرة الأولى في 1986، وردا على سؤال حول إذا كان الخروج من كأس العالم يمثل آخر فرصة لهذا الجيل من اللاعبين قال الحارس كورتوا: «لا أعرف. بطولة أوروبا على بعد عامين فقط».
وإذا كان هناك لاعبون لن يكونوا حاضرين لحصد ثمار 10 إلى 15 سنة من العمل الشاق، فإن البعض مثل مرتنز وهازار ودي بروين لم يقولوا بعد كلمتهم الأخيرة. في حين يبدو «أشقاؤهم الصغار» مثل ميتشي باتشواي، 24 عاما، وعدنان يانوزاي، 23 عاما، ويوري تيليمانس، 21 عاما، حاضرين لمواصلة إيقاد الشعلة البلجيكية.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».