«الترشيد»... الحل لخفض قيم فواتير الكهرباء في السعودية

«الترشيد»... الحل لخفض قيم فواتير الكهرباء في السعودية
TT

«الترشيد»... الحل لخفض قيم فواتير الكهرباء في السعودية

«الترشيد»... الحل لخفض قيم فواتير الكهرباء في السعودية

يشكل إعادة تعديل تعريفة الكهرباء ضمن حزمة إصلاح أسعار منتجات الطاقة في السعودية، خطوة يؤمل منها تعزيز الكفاءة الاقتصادية، ومساهمة القطاعات غير النفطية كمحرك تنموي اقتصادي مستدام، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية «منتجات الطاقة» واستدامتها للأجيال القادمة.
وجاء صدور التعريفة الجديدة وتطبيقها مع بداية العام الجاري، كجزء من رفع كفاءة الدعم الحكومي عبر الاستفادة منه، وإعادة توجيهه لمستحقيه من المواطنين والقطاعات الاقتصادية، من خلال معايير واضحة بخلاف ما كان يعمل به من تقديم الدعم غير المنتظم، وفقا لما ذكرته هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج السعودية.
ويعد ترشيد الاستهلاك هدفاً ومحوراً جديداً، يمكن أن يسهم في خفض قيمة فاتورة الاستهلاك عند المستفيد النهائي؛ خاصة في ظل تصنيف السعودية من ضمن الدول الخمس الأكثر استهلاكاً للطاقة في المنزل؛ حيث يستهلك القطاع السكني نحو 50 في المائة من الكهرباء، وتأتي الأحوال الجوية في البلاد من أهم أسباب ارتفاع الاستهلاك، في الوقت الذي تشير فيه هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج السعودية إلى وجود بعض الممارسات التي أدت إلى تضخم الاستهلاك بشكل كبير، مثل غياب العزل الحراري عن 70 في المائة من المباني، واستخدام المصابيح غير الموفرة للطاقة، وترك الإضاءة وأجهزة التكييف تعمل عند ترك المنزل.
وتتوقع الهيئة أن يساهم تعديل التعريفة في رفع التوعية، مما يخلق فرصة كبيرة لخفض الاستهلاك، عن طريق تغيير بعض الممارسات السلبية وخيارات المستهلكين للأجهزة المنزلية، والتي تأثرت سابقاً بانخفاض تعريفة الكهرباء.
وتتمثل الممارسات السلبية في تشغيل أجهزة أو إنارة أو مكيفات دون الحاجة، واستخدام أجهزة فاقدة للكفاءة وتستهلك كثيراً من الطاقة، مما ينعكس على الاستهلاك الكلي للمستفيد النهائي، وبالتالي يظهر ذلك الاستهلاك الفاقد للكفاءة على قيم فاتورة الكهرباء.
من جهته يوضح المركز السعودي لكفاءة الطاقة، أن نسبة الاستهلاك في القطاع السكني تبلغ نحو نصف الاستهلاك الكهربائي، مشيراً إلى أن المكيفات تستهلك نحو نصف الاستهلاك الكهربائي بالجملة، ونحو 70 في المائة من استهلاك المباني، حيث دعا المركز لأهمية استخدام المكيف الأكثر كفاءة، ونصح بشراء «مكيفات السبليت» لأنها أكثر كفاءة من «مكيفات الشباك».
كما أكد المركز على أن العزل الحراري الجيد يساهم في الحفاظ على برودة المكان؛ لأنه يقلل من انتقال الحرارة الساخنة لداخل المنزل، وهو يوفر نحو 30 في المائة من الطاقة المستهلكة للمكيف.
وينتظر أن تسهم حملات تغير السلوك في استخدام الكهرباء من ممارسات سلبية إلى إيجابية في رفع كفاءة القطاع الكهربائي في السعودية، في الوقت الذي يعمل فيه على تخفيض فاتورة الكهرباء على المستفيد النهائي، حيث إن القطاع يعاني من ازدحام في الاستهلاك غير المنظم، في الوقت الذي يروج البعض فيه لوجود أجهزة تساعد على تقليل فاتورة الكهرباء.
ونفت هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج وجود أجهزة تخفض الاستهلاك يتم تركيبها داخل المنشآت، وأن مقدم الخدمة لا يكشف على الشبكات الداخلية لمنشآت المستهلكين، وإنما مسؤوليته تقف عند عداد قياس الاستهلاك. وقالت الهيئة إن من يروج لمثل هذه الأجهزة فإنه قد يعمد إلى التلاعب بالعداد أو توصيلاته، ليوهم المستهلك أن الجهاز الذي قام بتركيبه قد أدى إلى تخفيض الاستهلاك، بينما الانخفاض في الاستهلاك كان نتيجة العبث بالعداد.
وقالت: «إن الهيئة تخالف من يثبت تلاعبه بعداد حساب استهلاك الطاقة الكهربائية أو توصيلاته، بموجب نظام حماية المرافق العامة، سواء رافق هذا التلاعب تركيب الأجهزة المضللة أو من دونها. ومن تثبت عليه المخالفة فإنه ملزم بسداد كامل الاستهلاك المفقود نتيجة المخالفة، وتكاليف إصلاح العداد، بالإضافة إلى غرامة العبث التي يصل مقدارها إلى ثلاثة آلاف ريال، وتضاعف الغرامة عند العودة إلى ارتكاب المخالفة».
كما حذرت من استخدام أي أجهزة يدعي مروجوها أنها قادرة على تقليل قيمة الفواتير، حيث إن الهيئة تلقت عدداً من الشكاوى من مستهلكين تعرضوا لتلك الاحتيالات.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.