كيف أنهى بيكفورد عقدة حراس المرمى لدى المنتخب الإنجليزي؟

حارس إيفرتون يثبت أقدامه في حراسة عرين منتخب «الأسود الثلاثة» بعد الوصول لنصف النهائي

جوردان بيكفورد (رويترز)
جوردان بيكفورد (رويترز)
TT

كيف أنهى بيكفورد عقدة حراس المرمى لدى المنتخب الإنجليزي؟

جوردان بيكفورد (رويترز)
جوردان بيكفورد (رويترز)

نجح جوردان بيكفورد في تثبيت أقدامه كحارس أساسي للمنتخب الإنجليزي بعد تألقه في مونديال روسيا 2018 الذي بلغ فيه الإنجليز نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال إيطاليا 1990.
وكان المدير الفني غاريث ساوثغيت قد اختار ثلاثة حراس في القائمة النهائية التي ستخوض مونديال روسيا، وهم جوردان بيكفورد حارس إيفرتون وجاك بوتلاند حارس ستوك سيتي ونيك بوب حارس بيرنلي.
وفقًا لما ظهر في المباريات الودية قبل المونديال ظل ساوثغيت يفاضل ما بين بيكفورد وبوتلاند، وهذا أيضًا ما ظهر في تصريحات المدرب والحراس أنفسهم في وسائل الإعلام قبل البطولة، وذلك قبل الدفع ببيكفورد الذي كتب شهادة ميلاده الدولية في المونديال خاصة بتألقه في التصدي لركلات الترجيح في دور الـ 16 أمام كولومبيا واستمرار تألقه أمام السويد في ربع النهائي، علمًا بأن أول مباراة له في المونديال كانت الرابعة فقط له على المستوى الدولي.
حراس منتخب إنجلترا الثلاثة الحاليين يلعبون في أندية متوسطة المستوى في إنجلترا، لا يوجد حارس مرمى إنجليزي واحد يلعب في الـ 6 أندية الكبرى في إنجلترا.
ربما يعود الأمر إلى اعتماد صفوة أندية البريميرليغ على حراس مرمى أجانب، فإذا نظرنا إلى حراس المرمى الأساسين لأهم 6 أندية في إنجلترا حاليًا هم:
- مانشستر سيتي "إيدرسون" البرازيل
- مانشستر يونايتد "ديفيد دي خيا" إسبانيا
- توتنهام هوتسبر "هوغو لوريس" فرنسا
- ليفربول "لوريس كاريوس" ألمانيا
- تشيلسي "ثيبو كورتوا" بلجيكا
- آرسنال "بيتير تشيك" التشيك
وبالعودة إلى صيف عام 2017 أثار خبر انتقال بيكفورد من سندرلاند لإيفرتون الجدل بسبب قيمة الصفقة التي قدرت بـ 25 مليون جنية إسترليني، والتي جعلته حاليًا ثالث أغلى حارس مرمى في التاريخ، ولكنه حاليًا قد يخوض مباراته الدولية العاشرة في نهائي المونديال.
تألق بيكفورد مع منتخب الأسود الثلاثة أنهى حقبة من أشهر الإحباطات التي واجهت منتخب إنجلترا في الألفية الجديدة بسبب تواضع مستوى حراس مرماه خلال السنوات الأخيرة، وهؤلاء أبرز من تصدوا لهذه المهمة:
• ديفيد سيمان "2002"
حارس مرمى آرسنال الذي حظي بمسيرة جيدة سواء مع ناديه أو منتخب بلاده لم يحظى بمشهد ختامي جيد لمسيرته مع الأسود الثلاثة، الحارس الذي كان يبلغ من العمر 39 عامًا في مونديال كوريا واليابان عام 2002 تسبب في خروج منتخب بلاده من ربع نهائي البطولة بخطأ لا يغتفر بالتمركز الخاطئ أثناء ركلة حرة مباشرة سجلها رونالدينيو ليلعن تأهل منتخب بلاده البرازيل لنصف نهائي البطولة ليعض بيكهام ورفاقه أصابع الندم على الخروج من المونديال بسبب خطأ سيمان.
• بول روبنسون "2006"
حارس توتنهام هوتسبر السابق لم ينجح في التصدي لأي ركلة جزاء أمام منتخب البرتغال في ربع نهائي كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا، مقارنة بمنافسه ريكاردو حارس مرمى منتخب البرتغال وقتها، فأن الأخير استطاع حسم تأهل بلاده لنصف نهائي البطولة بتألقه في التصدي لركلات الجزاء وتكرار ما فعله قبلها بعامين أمام منتخب إنجلترا أيضًا في يورو 2004، لم يكتفي روبنسون بخيبة أمل مونديال 2006، فبعد أشهر قليلة أخطأ خطأ فادح أمام منتخب كرواتيا في التصفيات المؤهلة ليورو 2008 عندما أخطأ في استلام كرة من زميله غاري نيفيل لتشهد شباكه هدفًا غريبًا خرج على إثره روبنسون من حسابات ستيف مكلارين مدرب إنجلترا وقتها الذي منح الثقة بعدها للحارس سكوت كارسون، الذي تسبب في كارثة جديدة لإنجلترا.
• سكوت كارسون "تصفيات يورو 2008"
حارس أستون فيلا وقتها عاش أسواء كوابيسه الكروية في نوفمبر/تشرين ثان من عام 2007 عندما شارك في المباراة المصيرية أمام منتخب كرواتيا على ملعب ويمبلي والتي أسفرت عن عدم تأهل منتخب الأسود الثلاثة للمحفل الأوروبي في صدمة كبيرة بعد الهزيمة أمام كرواتيا بنتيجة 3-2، كارسون تحمل مسؤولية الهدف الأول لكرواتيا بعد أن أخطأ في الإمساك بتسديدة نيكو كرانكيار التي سددها من على بعد 30 ياردة ليضيع كارسون فرصة استمراره في حراسة عرين منتخب إنجلترا خاصة بعد الإطاحة بمكلارين وتولي فابيو كابيلو مسؤولية تدريب المنتخب الإنجليزي ومنح الثقة لروبرت غرين في كأس العالم 2010، لم يكن يعرف كابيلو ما الذي يخبئه له غرين في مونديال جنوب أفريقيا!
• روبيرت غرين "2010"
اعتمد كابيلو على روبيرت غرين حارس مرمى ويستهام يونايتد وقتها بشكل أساسي في المباراة الأولى في كأس العالم 2010 أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، تقدم الأسود الثلاثة في النتيجة وكانوا في طريقهم للظفر بالثلاث نقاط حتى أخطأ غرين في الإمساك بتسديدة كلينت ديمبسي القادمة من بعيد بشكل مفاجئ لتنتهي المباراة بالتعادل ويلجأ كابيلو لعدم الاعتماد على غرين في باقي مباريات المونديال والاعتماد على ديفيد جيمس بدلًا منه الذي ظهر أيضًا بمستوى هزيل خاصة في المباراة التي تلقى فيها أربعة أهداف ضد ألمانيا في ثمن نهائي البطولة.
• جو هارت "يورو 2016"
ظهر هارت بشكل جيد في يورو 2012 ليتنفس الإنجليز الصعداء برؤية حارس مرمى يعتمد عليه أخيرًا لحراسة عرين الأسود الثلاثة لأعوام مقبلة خاصة مع تألق هارت مع فريقه أيضًا مانشستر سيتي، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، ودعت إنجلترا مونديال 2014 من الدور الأول بوجود هارت، ولكن تبقى الخطيئة الكبرى لهارت مع المنتخب الإنجليزي هي ما قدمه في يورو 2016، فلقد تلقى هدفًا ساذجًا في مرماه بعد فشله في التصدي لركلة حرة من الويلزي غاريث بيل في دور المجموعات، وبعد ذلك تسبب أيضًا في منح أيسلندا هدف العبور الشهير لربع نهائي كأس الأمم الأوروبية بخطأ أمام المهاجم كولبين سيغورسون، لتودع إنجلترا البطولة من ثمن النهائي بسبب أخطاء هارت الفادحة.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».