ليبيا: ملف النفط يتصدر اجتماع سلامة مع حفتر

اشتباكات مسلحة في طرابلس... والجيش يعترف بأسر «داعش» لاثنين من ضباطه

صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع سلامة مع حفتر خارج بنغازي
صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع سلامة مع حفتر خارج بنغازي
TT

ليبيا: ملف النفط يتصدر اجتماع سلامة مع حفتر

صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع سلامة مع حفتر خارج بنغازي
صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع سلامة مع حفتر خارج بنغازي

سعى رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة لإقناع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، أمس، بإعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي إلى حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، التي تجددت فيها الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة المتنازعة على السلطة والنفوذ.
وقال سلامة في بيان مقتضب إنه بحث مع حفتر بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي بشرق البلاد، أول من أمس، آخر المستجدات في منطقة الهلال النفطي وسبل الخروج من الأزمة الراهنة. ونشرت البعثة صورة تجمع سلامة بحفتر داخل مكتب الأخير، دون أن تقدم أي تفاصيل إضافية حول المباحثات، بينما لم يصدر عن حفتر أو مكتبه أي بيان عن فحوى الاجتماع الأحدث من نوعه مع رئيس البعثة الأممية للداعمة لحكومة السراج.
لكن مصادر مقربة من حفتر قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه كرر على مسامع سلامة دعوته لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الملابسات التي أحاطت بالهجوم الذي شنته ميليشيات إبراهيم الجضران الرئيس السابق لجهاز حرس المنشآت النفطية على منطقة الهلال النفطي الشهر الماضي، قبل أن يستعيد الجيش سيطرته عليها مجددا. كما اتهم حفتر حكومة السراج بموالاة الجماعات الإرهابية والمتشددة، لافتا إلى أن هناك تلاعبا كبيرا يتم في عائدات النفط الليبي، بحسب المصادر.
ورغم ذلك شدد حفتر على التزامه بالجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، مؤكدا أيضا على التزامه بلقاء باريس الشهر الماضي برعاية فرنسية في نفس الإطار.
وتضم منطقة الهلال النفطي، التي تبعد 500 كيلومتر شرق طرابلس، المخزون الأكبر من النفط الليبي وأكبر ثلاثة موانئ لشحن النفط خارج ليبيا وهي الزويتينة ورأس لانوف والسدرة. وأعلن حفتر سيطرة قوات الجيش عليها دحر ميليشيات الجضران، كما قرر تسليم إدارة موانئ النفط في منطقة لمؤسسة النفط المنبثقة عن الحكومة غير المعترف بها دوليا، والتي يترأسها عبد الله الثني في شرق البلاد، بدلا عن مؤسسة النفط التابعة لحكومة السراج.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن اشتباكات مسلحة اندلعت بين ميليشيات بعضها يوالي حكومة السراج مساء أول من أمس في طرابلس، ما أدى إلى مصرع قائد ميداني في ميليشيات الإسناد والدعم بمنطقة بوسليم بالمدينة. وتحدثت المصادر عن سقوط عدد غير معلوم من الجرحى في الاشتباكات التي قالت بوابة الوسط الإلكترونية استخدمت الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فيها، مشيرة إلى أنها اندلعت على نحو مفاجئ بين مجموعات مسلحة يقودها غنيوة الككلي وأخرى يقودها محمد بوعزة، ما أدى إلى إغلاق عدد من الشوارع بمنطقة طريق المطار.
ونقلت عن مصدر أن مستشفى بوسليم للحوادث استقبل قتلى وجرحى إثر اشتعال النيران في عدد من السيارات، مشيرا إلى أن أصوات القصف الثقيل سمعت من قبل السكان في معظم أحياء طرابلس. وتحدث مصدر أمني وشهود عيان عن دخول رتل مسلح إلى بلدية القرة بولي شرق طرابلس، مشيرة إلى أنه تمركز عند بوابة الشرطة العسكرية.
من جهة أخرى، اعترف الجيش الوطني أن تنظيم داعش اختطف اثنين من ضباطه مؤخرا، وقال العميد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات عن الخطف صحيحة، مضيفا: «نعم للأسف صحيحة وهما من سكان مدينة زلة وخطفا أثناء تجولهما في محيط المدينة». من جهتها، دعت مؤسسة الموارد المائية التابعة لحكومة الثني إلى إطلاق سراح المختطفين من عمالها عقب الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على موقع حقل آبار المياه بتازربو المغذي لمياه «السرير سرت - تازربو - بنغازي».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.