ارتفاع عدد السياح الأوروبيين في لبنان وتراجع الخليجيين

تعويل على تشكيل الحكومة سريعاً للنهوض بالقطاع السياحي

سياح خليجيون وسط بيروت عام 2008 (غيتي)
سياح خليجيون وسط بيروت عام 2008 (غيتي)
TT

ارتفاع عدد السياح الأوروبيين في لبنان وتراجع الخليجيين

سياح خليجيون وسط بيروت عام 2008 (غيتي)
سياح خليجيون وسط بيروت عام 2008 (غيتي)

برز مع انطلاق الموسم السياحي في لبنان ارتفاع في عدد السياح الأوروبيين مقابل تراجع أعداد الخليجيين الذين يترقبون قرار دولهم برفع الحظر عن المجيء إلى لبنان والذي يبدو مرتبطا بعملية تشكيل الحكومة. وقد انطلقت الشهر الماضي المهرجانات الثقافية والموسيقية في مختلف المناطق اللبنانية على أن تتكثف منتصف هذا الشهر، وهي تشكل عاملا أساسيا جاذبا للسياح الأوروبيين والأميركيين، علما بأن عدد هذه المهرجانات تضاءل هذا العام وهو قد لا يلامس، بحسب وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان الـ100.
ورغم حركة بعض السياح الخليجيين التي يمكن لأي زائر للأسواق وبخاصة في مدينة بيروت أن يلحظها، يشير كيدانيان إلى أن أعداد هؤلاء لا تزال محدودة باعتبار أن من يأتي منهم للسياحة في لبنان يتغاضى عن التحذيرات التي سبق لسلطات الدول الخليجية أن أطلقتها، لافتا إلى تراجع حتى بأعدادهم بنسبة تتراوح ما بين 30 و40 في المائة مقارنة بالعام الماضي، متحدثا عن «إمكانية أن نشهد تطورا إيجابيا جدا في مجال أعداد السياح الخليجيين في حال تم رفع الحظر، وهو ما أبلغنا سفراء دول الخليج أنه قد يحصل بعد تشكيل الحكومة».
وأضاف كيدانيان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بالمقابل، تمكنا من رصد ازدياد في عدد السياح الأوروبيين وبخاصة الفرنسيين والألمان والإنجليز، إضافة إلى ارتفاع كبير بعدد السياح البرازيليين الذي ازداد بما نسبته 50 في المائة عن العام الماضي، وهذا عامل مهم نبني عليه، كما أننا سجلنا ازديادا بأعداد الكنديين والأميركيين».
واعتمدت وزارة السياحة في لبنان في العامين الماضيين استراتيجية جديدة تقوم على أربعة محاور رئيسية: تعزيز وجهة لبنان وتسويقه لدى منظمي الرحلات السياحية الأجنبية، جعل لبنان مركزا للمؤتمرات والأعمال على الصعيد الإقليمي والدولي بالتعاون مع الشركات السياحية الإقليمية والدولية، تشجيع المغتربين اللبنانيين على زيارة لبنان، إعداد أدوات رقمية لمواكبة هذا التطور السياحي مع التركيز على إيجاد تعاون بين مختلف المؤسسات السياحية وتأمين مواقع مخصصة للسياحة الترفيهية والتجارية. وأطلق الوزير كيدانيان خلال زيارته فرنسا مؤخرا «الاستراتيجية السياحية الجديدة للتنمية السياحية»، انطلاقا من الأسواق الأوروبية والعالمية، من أجل جذب السائح الأوروبي ومن مختلف دول العالم إلى لبنان.
ويرجح خبراء بمجال السياحة أن يكون وضع الموسم هذا العام مماثلا لعام 2017 الذي شهد نهضة مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما يتوقعه وزير السياحة الذي يعتبر أن الحجوزات حتى الساعة مقبولة وإن لم تكن على مستوى طموحاتنا. وقال: «إذا تشكلت الحكومة سريعا فقد تتغير الكثير من المعطيات».
بالمقابل، يبدو الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق في لبنان وديع كنعان أكثر تفاؤلا بحيث يؤكد بأن «موسم صيف 2018 من المتوقع أن يكون أفضل المواسم مقارنة مع السنوات الماضية»، لافتا إلى «زيادة نسبتها 100 في المائة شهدها موسم 2017 بعدد السياح الخليجيين وبخاصة القادمين من المملكة العربية السعودية». وقال كنعان لـ«الشرق الأوسط»: نتوقع هذا العام أن نشهد زيادة إضافية بعددهم نظرا لما نلمسه من اهتمام شركات السياحة الخليجية بالسوق اللبنانية».
وتحدث كنعان عن «نجاح لبنان بفتح أسواق جديدة ضمن السوق الأوروبية وأبرزها السوق الفرنسية»، مشيرا إلى «تزايد ملحوظ بعدد السياح الفرنسيين». وأضاف: «كما كان من اللافت أن نشهد حجوزات في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين لوفود سياحية من أوروبا لسياح بأعمار التقاعد»، مرجحا أن يكون هناك سياحة خريفية وربيعية لا أن تقتصر السياحة على موسم الصيف.
ويعول المسؤولون اللبنانيون على التطورات الميدانية التي تحصل في الجنوب السوري باعتبار أن فتح الحدود البرية بين سوريا والأردن، لن ينعكس إيجابا فقط على قطاعي الصناعة والزراعة، إنما أيضا على قطاع السياحة من خلال تمكن لبنان مجددا من استقطاب أعداد كبيرة من السياح الأردنيين وبعض الخليجيين الذين يفضلون السفر برا.
وتلحظ خطة وزارة السياحة أن يتحول هذا القطاع إلى إحدى أهم الركائز الاقتصادية فيُدخل 2 إلى 3 مليارات دولار إلى الخزينة اللبنانية ما سيدعم بشكل أساسي النمو الاقتصادي، بعدما كان في السنوات السابقة يُدخل 800 مليون دولار فقط.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.