6 لاعبين تألقوا في كأس العالم على رادار الأندية الإنجليزية

بعضهم بزغ نجمه قبل انطلاق المونديال الحالي... لكن الاختبار الأكبر لجدارتهم كان في روسيا

الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش في مواجهة أمام البرازيل
الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش في مواجهة أمام البرازيل
TT

6 لاعبين تألقوا في كأس العالم على رادار الأندية الإنجليزية

الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش في مواجهة أمام البرازيل
الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش في مواجهة أمام البرازيل

غالباً ما كشفت بطولات كأس العالم عن مواهب جديدة لم تكن ضمن حسابات الجماهير، أو حتى المدراء الفنيين المشاركين في المسابقة، ومع أنّ كثيراً من اللاعبين قد بزغ نجمهم حتى قبل انطلاق كأس العالم روسيا 2018، فإن الرهان الأكبر لإثبات جدارتهم كان المونديال الحالي. وفجر عدد من اللاعبين مفاجآت كبيرة مع منتخبات بلادهم في البطولة الحالية، بعدما ظهروا بمستويات رائعة حتى الآن. ديفيد موس، رئيس فريق الكشافين السابق بنادي سيلتك الاسكتلندي رئيس جهاز الكرة بنادي هيدرسفيلد تاون، اختار لاعبين اثنين من كولومبيا بين 6 لاعبين تركوا انطباعاً جيداً، وتتابعهم الأندية الإنجليزية.
1- أنتي ريبيتش (كرواتيا)
يتميز الجناح الكرواتي أنتي ريبيتش بأنه فارع الطول، حيث يصل طوله إلى 185 سنتيمتراً، بالإضافة إلى القوة البدنية الهائلة والقدرة على المراوغة واللعب بشكل مباشر إلى الأمام. وعلاوة على ذلك، فبمجرد أن يتسلم ريبيتش الكرة، فإنه يتجه نحو الأطراف مباشرة، وليس عمق الملعب. وتجب الإشارة إلى أن ريبيتش، البالغ من العمر 24 عاماً، قوي للغاية أيضاً في الناحية الدفاعية، ويعود بسرعة كبيرة لمساعدة المدافعين واستعادة الكرة، كما يضغط على لاعبي الفريق المنافس بقوة، ولا يتوقف عن الركض، وهو ما يجعله خياراً رائعاً، سواء على الأطراف أو في منتصف الملعب. ومع ذلك، يتعين على ريبيتش أن يحسن لمسته الأخيرة أمام المرمى، نظراً لأنه يتمركز بشكل رائع في المناطق الخطيرة، كما يتعين عليه أيضاً أن يطور عملية اتخاذ القرار عندما يستحوذ على الكرة، لأنه يرتكب بعض الأخطاء التي قد تعود لأنه يركض بسرعة هائلة، لكن من المؤكد أنه سيتغلب على هذا الأمر بمرور الوقت لأنه لاعب ذكي. وفي الوقت الذي تسعى فيه معظم الفرق للضغط على الفرق المنافسة من الأمام، فإن ريبيتش يعد خياراً جيداً بسبب لياقته البدنية العالية وسرعته الكبيرة.
هل يناسب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ في بداية الموسم الماضي، كان أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قد توصل لاتفاق مع نادي فيرونتينا الإيطالي لضم ريبيتش مقابل نحو 4 ملايين جنيه إسترليني، لكن كرواتيا لم تكن عضواً دائماً في الاتحاد الأوروبي، ولم يكن ريبيتش يلعب بشكل منتظم في صفوف المنتخب الكرواتي، وبالتالي لم يتمكن من الحصول على تصريح عمل بشكل مباشر. وتقدم النادي الإنجليزي بطلب يسمح له بالحصول على تصريح عمل لريبيتش، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض. وفي نهاية المطاف، انتقل ريبيتش من فيورنتينا إلى إنتراخت فرانكفورت الألماني على سبيل الإعارة. والآن، وبعد تألقه مع المنتخب الكرواتي في كأس العالم، فمن المتوقع أن يرتفع سعر اللاعب إلى نحو 30 مليون جنيه إسترليني.
2- خوان كوينتيرو (كولومبيا)
لم أعمل من قبل على اكتشاف المواهب الشابة في قارة أميركا الجنوبية، لكن عندما رأيت كوينتيرو يلعب مع منتخب كولومبيا أمام اليابان، قلت: «يا إلهي، من هذا؟». في الحقيقة، يعد هذا اللاعب من نوعية اللاعبين الكبار، ويمكنك أن تلحظ ذلك بمجرد أن يلمس الكرة، بالإضافة إلى أنه يمتلك قدرة كبيرة على المراوغة والتسديد. وعلاوة على ذلك، فهو يشعر بمكان زملائه داخل الملعب حتى من دون أن ينظر إليهم، ويمرر كرات خطيرة، كما رأينا كيف كان يقوم بنقل الهجمة بصورة رائعة للأمام في مباراة بولندا، وكان يساعد فريقه كثيراً على الاستحواذ على الكرة في نصف ملعب الفريق المنافس. ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أن كوينتيرو، الذي يلعب في صفوف ريفر بليت الأرجنتيني على سبيل الإعارة من بورتو البرتغالي، ليس بالقوة نفسها في الناحية الدفاعية. ويلعب منتخب كولومبيا بطريقة 4 - 3 - 3، وبالتالي فإن كوينتيرو يكون بحاجة دائماً إلى لاعب محور ارتكاز دفاعي من خلفه للتغطية الدفاعية. ويجعلك هذا تتساءل عما إذا كان كوينتيرو لاعباً كسولاً بعض الشيء أم أنه بكل بساطة ليس لديه الوعي التكتيكي والخططي بواجباته الدفاعية؟ ومع ذلك، تلعب معظم الفرق الآن أمام الأندية الكبرى بتحفظ دفاعي كبير، وبالتالي يمكن لكوينتيرو، البالغ من العمر 25 عاماً، أن يحل الشفرات الدفاعية للفرق المنافسة في المناطق الصعبة، وسط التكتلات الدفاعية الكبيرة، وهو ما يعني أنه موهبة لا نراها كثيراً في الوقت الحالي.
هل يناسب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ ربما لا، فقد لعب كوينتيرو في اثنين من الأندية الأوروبية، هما نادي بورتو الذي أعاره إلى ريفر بليت، ونادي رين الفرنسي الذي كان نادراً ما يشارك معه. وقدم كوينتيرو أفضل أداء له في أميركا الجنوبية، ربما لأسباب تتعلق بصعوبة التكيف مع الأجواء الأوروبية، لأنه ليس لاعباً صغيراً في السن. ومن هذا المنطلق، قد يكون كوينتيرو خياراً أفضل للعب في إسبانيا أو إيطاليا. أما بالنسبة للأندية الإنجليزية، فقد يكون التعاقد معه خياراً محفوفاً بالمخاطر.
3- سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش (صربيا)
وصل ميلينكوفيتش سافيتش إلى كأس العالم وهو يتمتع بسمعة جيدة كلاعب كبير، وقدم أداء في المونديال يتناسب مع ذلك. ويتميز لاعب خط وسط نادي لاتسيو الإيطالي بالطول الفارع، حيث يصل طوله إلى 192 سنتيمتراً، بالإضافة إلى قوته الهائلة في الألعاب الهوائية، سواء في الناحية الدفاعية أو الهجومية. لكن أهم ما يميز ميلينكوفيتش سافيتش هو قدرته على تسجيل الأهداف، ويكفي أن نعرف أنه سجل 12 هدفاً في 35 مباراة بالدوري الإيطالي الممتاز الموسم الماضي، وهو معدل رائع بالنسبة للاعب خط وسط، كما تشير الإحصائيات إلى أنه يسدد من جميع الزوايا داخل المستطيل الأخضر. إنه يلعب بشكل يسحر العقول، فهو يراوغ بشكل رائع، ويتمتع بثقة كبيرة في نفسه وفي قدراته وإمكانياته، كما يمتلك رؤية ثاقبة تمكنه من لعب تمريرات سحرية لزملائه في عمق دفاعات الفرق المنافسة. أما نقطة الضعف الوحيدة في أدائه، فتتمثل في أنه يلعب بوتيرة بطيئة، تجعلك تشعر بأنه يتمشى داخل الملعب، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، لأنه قادر على قطع الكرات بشكل جيد في منتصف الملعب.
هل يناسب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ عندما ترى ميلينكوفيتش سافيتش يتحرك داخل الملعب، تشعر بأنه خيار ممتاز لنادي مانشستر يونايتد. ويلعب اللاعب، البالغ من العمر 23 عاماً، إلى جوار نيمانيا ماتيتش في منتخب صربيا، ومن الممكن أن يشكل معه ثنائياً متفاهماً للغاية أيضاً تحت قيادة جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد، لكن قيمة اللاعب قد تكون عقبة كبيرة في طريق انتقاله للشياطين الحمر. لقد اكتشفت هذا اللاعب للمرة الأولى عندما كان يلعب في صربيا عام 2014 لنادي فويفودينا، وكان متاحاً آنذاك مقابل 600 ألف جنيه إسترليني. وقد خطفه نادي جينك البلجيكي، وباعه بعدها بعام واحد مقابل 9 ملايين جنيه إسترليني. والآن، سوف يطلب نادي لاتسيو ما يصل لنحو 80 مليون جنيه إسترليني من أجل التخلي عن خدماته.
4- مانويل أكانجي (سويسرا)
يمتلك أكانجي كل المقومات التي يحلم بها أي نادٍ في قلب الدفاع، حيث يصل طوله إلى 186 سنتيمتراً، ويمتلك قوة بدنية هائلة وسرعة كبيرة ووعياً خططياً كبيراً، كما أنه يستطيع بناء الهجمات من الخلف، ولديه القدرة على التفوق على لاعبي الفرق المنافسة في المواقف الفردية. ويمتلك أكانجي، الذي انضم لصفوف المنتخب السويسري قبل عام واحد، قدرة كبيرة على تمرير الكرات القصيرة والطويلة، على حد سواء. ويكمل أكانجي عامه الثالث والعشرين في شهر يوليو (تموز) المقبل، وقد لفت الأنظار بشدة مع منتخب بلاده في كأس العالم الحالية بروسيا.
ومع ذلك، هناك بعض الجزئيات التي يتعين على أكانجي أن يعمل على تحسينها، مثل الألعاب الهوائية، رغم أن هذه الأشياء سيكتسبها بمرور الوقت لأنه لاعب صغير في السن، ويمتلك قوة بدنية كبيرة.
وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أنه لا يقطع الكرات من لاعبي الفرق المنافسة بالشكل المطلوب، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى تحسين تمركزه داخل الملعب، لكن ذلك قد يعود أيضاً إلى نقص الخبرة. وهناك احتمالات كبيرة للغاية لتطوره بشكل رائع في المستقبل.
هل يناسب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ لعب أكانجي مع نادي بازل السويسري لمدة عامين ونصف العام، ويجعلك تشعر بأنه قادر على اللعب في أي مكان. ولعب أكانجي 40 مباراة في الدوري السويسري، قبل انتقاله لنادي بروسيا دورتموند الألماني مقابل 20 مليون جنيه إسترليني في يناير (كانون الثاني) الماضي. ومن السهل أن نرى أكانجي ينتقل خلال الفترة المقبلة إلى أحد أندية القمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، مثل مانشستر سيتي أو توتنهام هوتسبير أو آرسنال، لكن سعره لن يقل بأي حال من الأحوال عن 50 مليون جنيه إسترليني.
5- ياري مينا (كولومبيا)
يمتلك المدافع الكولومبي ياري مينا كل مقومات اللاعبين الكبار، حيث يصل طوله إلى 195 سنتيمتراً، ويتفوق في الألعاب الهوائية، كما رأينا في مباراتي منتخب بلاده أمام بولندا والسنغال، كما يمتاز بقدرته على التمرير الدقيق، بما يتناسب مع لاعب كبير جذب أنظار نادي برشلونة الإسباني، وانتقل إليه قبل 6 أشهر. ويستحوذ مينا، البالغ من العمر 23 عاماً، على الكرة بشكل رائع، ولديه القدرة على بناء الهجمات من الخلف، كما يمتاز بالقدرة على استخلاص الكرة، والسرعة الشديدة، وهي المقومات التي جعلت نادي برشلونة يتعاقد معه حتى عام 2023، ويضع شرطاً جزائياً في عقده يصل إلى 100 مليون يورو. ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن مينا ليس قوياً في اللعب برأسه في الناحية الدفاعية، وقد يكون السبب في ذلك هو أن اللاعب قد نشأ في أميركا الجنوبية مع نادي بالميراس، ثم انتقل بعد ذلك للعب في إسبانيا مع برشلونة. وعلاوة على ذلك، فإن التمرير الطولي لمينا ليس جيداً بالدرجة الكافية، لكن برشلونة لا يطلب من مدافعيه على أية حال أن يلعبوا تمريرات طولية، في ظل اعتماد النادي الكاتالوني على التمريرات القصيرة والسريعة. وفي الحقيقة، يمتلك مينا كل المقومات التي تؤهله للنجاح في أعلى المستويات، سواء من حيث القوة البدنية أو السرعة أو النواحي الخططية أو الذكاء الكروي.
هل يناسب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ إنه يناسب أي نادٍ من الأندية الست الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، التي ستراقب عن كثب وضعه مع نادي برشلونة، بعدما وجد نفسه يجلس على مقاعد البدلاء، في ظل مشاركة جيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي مع الفريق الكاتالوني. ولم يشارك مينا في الدوري الإسباني الممتاز سوى 5 مرات فقط. ولذا، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل يبقى مينا في برشلونة كخيار ثالث أم يبحث عن فرصة في مكان آخر؟
6- ألكسندر غولوفين (روسيا)
يبدو أن صانع الألعاب الروسي ألكسندر غولوفين مُصر على الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، عاجلاً وليس آجلاً، نظراً لأنه يتميز بالنشاط الكبير والحركة الدؤوبة داخل الملعب، فضلاً عن قدرته على اللعب في مركزي خط الوسط المهاجم وصانع الألعاب. ويتميز غولوفين بالقدرة على الاستحواذ على الكرة بشكل رائع، وصنع الفرص لزملائه في الفريق. وحتى في الناحية الدفاعية، يتميز غولوفين بالقدرة على استخلاص الكرة، وغلق المساحات بشكل جيد. ومع ذلك، يتعين على غولوفين أن يحسن معدله التهديفي، فعلى الرغم من أنه سجل هدفاً رائعاً من ركلة حرة مباشرة في مرمى المنتخب السعودي في كأس العالم، فإنه لم يسجل سوى 5 أهداف فقط مع نادي سيسكا موسكو الروسي الموسم الماضي، و3 أهداف في الموسم السابق، وهو معدل متدنٍ للغاية. وتشير الإحصائيات إلى أنه يتحرك بشكل جيد في المناطق الخطيرة، لكنه لا يسدد كثيراً على المرمى. بيد أنه على أية حال يمتلك غولوفين كثيراً من الإيجابيات، مثل النشاط الكبير والحركة الدؤوبة والقدرة على صناعة الأهداف.
هل يناسب اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز؟ من دون أدنى شك، ومن الممكن أن يكون خياراً ممتازاً بالنسبة لنادي آرسنال، لكي يحل محل آرون رامسي. وحتى في مانشستر يونايتد، قد يكون غولوفين أكثر إبداعاً من أندير هيريرا في وسط الملعب. وفي تشيلسي، سوف يزيد غولوفين من الناحية الهجومية مع وصول سيسك فابريغاس إلى عامه الحادي والثلاثين. وقد يصل سعر اللاعب الآن إلى 25 مليون جنيه إسترليني.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».