رادار وهمي في قرية ألمانية يكبح جماح المسرعين

الشرطة تقره لأن وضعه قانوني

رادار وهمي في قرية ألمانية يكبح جماح المسرعين
TT

رادار وهمي في قرية ألمانية يكبح جماح المسرعين

رادار وهمي في قرية ألمانية يكبح جماح المسرعين

رغم أنه مجرد تقليد إلا أنه كان ذا أثر بالغ، إنه رادار وهمي محمول على مقطورة وضعت عند مدخل بلدة أيفلدورف أوبر أوفلينجن بولاية راينلاند بفالتس غرب ألمانيا.
وقال كريستوف تول، الذي صنع الرادار الوهمي ووضعه بالتعاون مع يان هوفمان في عقار خاص، «لم نكن نعتقد أبداً أن هذا الشيء البسيط سيكون له هذا التأثير. إنه لا يكبح جماح المسرعين فقط بل مقنع لسكان البلدة أنفسهم البالغ عددهم قرابة 290 نسمة».
بل إن هذا الرادار المقلد حصل على موافقة الشرطة نفسها «فهو تقليد متقن جداً ليس عليه أي مأخذ قانوني»، حسب المتحدث باسم رئاسة شرطة مدينة ترير، أوفه كونس.
وأوضح كونس لوكالة الأنباء الألمانية، أن هذا الرادار الوهمي موضوع في عقار خاص وليس به أي تقنية داخله، ولا يزعج المواصلات، وقال إن رجال الشرطة تفقدوا المكان لفحص الرادار الوهمي «ولا غبار عليه إطلاقاً».
بالنسبة لشرطة مدينة ترير، فإن هذا الرادار الوهمي هو الوحيد من نوعه في ألمانيا «وهو تقليد لراداراتنا روعيت فيه أدق التفاصيل».
ويبدو الرادار المقلد من بعيد أصلياً لدرجة تجعله يخدع أصحاب السيارات.
صنع هوفمان، الذي يعمل في قطاع التدفئة، هذا الرادار من رقائق مصنوعة من نشارة الخشب، ودهنه باللون الأبيض، وصنع فيه نافذة صغيرة وضع فيها خشبة مستديرة تمثل الكاميرا الموجودة في الرادار الأصلي، بالإضافة لقرص مضغوط يراد له أن يحل محل الرادار نفسه. كما أن هناك رقماً أيضاً لهذا الرادار الوهمي.
ووضع الرجلان هوفمان وتول هذا الرادار على سبيل المزحة في الليلة السابقة للأول من مايو (أيار)، وهي ليلة دأب سكان المنطقة على تبادل الخدع والمقالب فيها.
ثم اكتشف الشابان أن الناس انخدعوا بهذا الرادار فعلاً مما جعلهما يبقيان عليه «لأننا نريد من خلال هذا الرادار حث السائقين على خفض سرعتهم» حسبما أوضح هوفمان، كذكرى، إن صح القول: «فلدينا هنا في القرية أطفال كثيرون... وحركة مرورية تزداد يوماً بعد يوم... في السابق كانت هناك جرارات أكثر من السيارات».
يقول عمدة البلدة، تيو فيبر: «قبل الرادار المستعار بشكل جيد... أصبح سكان القرية يعرفون أنه ليس أصلياً، ولكن الغرباء عن البلدة يكبحون سياراتهم عند رؤيته».
أما إلكه تومبيرس التي تسكن مقابل الرادار، فتقول عنه: «أسمع كثيرين يدوسون على كوابح سياراتهم بقوة عند الاقتراب من القرية... إنها فكرة رائعة، أرجو أن يظل الرادار هنا على أي حال».
غير أن سكان هذه البلدة ليسوا أول من خطرت ببالهم فكرة الرادار الوهمي، حيث صنع أحد سكان بلدة ماركدورف بالقرب من بحيرة كونستانس في ربيع عام 2017 راداراً وهمياً مستخدماً ماسورة صرف صحي. وفي عام 2011 صنع سكان في منطقة رورجبيت كاميرا لمراقبة السرعة من صندوق للطيور.
يقول المحامي هانز يورغين جيبهارت، المتخصص في قضايا المرور في مدينة هومبورغ في ولاية زارلاند، إن الرادارات الوهمية مشروعة طالما أنها لا توضع في منطقة مرور عامة، ولا تؤثر على حركة السير.
يعني ذلك أنه لا بد ألا تصدر هذه الرادارات المقلدة ومضات ضوئية ولا تسجل أرقام سيارات «وخلاف ذلك فإن ما أصنعه في حديقتي ليس شأن أحد، فتعاليم المرور لا تنسحب سوى على أماكن المرور العامة».
ولكن هناك حالات استثارت فيها مثل هذه الرادارات الوهمية غضب البعض، كما حدث على سبيل المثال عام 2005، حيث فجر مجهولون في ولاية زارلاند راداراً وهمياً بعبوة ناسفة أدت لتطاير أجزاء الرادار لمسافة وصلت 30 متراً.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.