أكد سياسي عراقي بارز مقرب من إحدى الكتل الكبيرة لـ«الشرق الأوسط»، أن تحركات داخلية وإقليمية ودولية أجهضت غالبية التحالفات التي أعلنتها القوى السياسية المختلفة منذ ظهور نتائج الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) الماضي. وتوقع تغيرات واسعة في خريطة التحالفات بعد حسم الجدل في شأن النتائج.
وطبقاً لكل المؤشرات، فإن عملية العد والفرز اليدوي الجزئي للأصوات التي دخلت يومها الثالث في كركوك، أمس، لن تؤدي إلى تغيير في الخريطة الانتخابية لجهة النتائج. ومع أن نحو أربع محافظات أخرى هي بغداد، والأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، ستشهد عداً وفرزاً يدويين للصناديق المطعون في نتائجها، فإن الاطمئنان بات يسود القوائم الكبيرة التي تصدرت النتائج.
وقال السياسي البارز لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل ما تم الإعلان عنه من تفاهمات، وفيما بعد تحالفات، لم يكتب له الصمود فضلاً عن النجاح، لكن لا أحد يريد الإعلان عن فك الشراكة لأنه لم تترتب عليها اتفاقات ملزمة، بل غالباً كانت لقاءات يتم فيها بحث مشتركات يعقبها مؤتمر صحافي مشترك يعلن عن تفاهم أو تحالف سرعان ما يجري التحرك عليه، إما لإجهاضه أو للانضمام إليه، لكن أحياناً بشروط قد تكون صعبة مثل إقصاء طرف أو عدم الموافقة على التحرك ضد طرف آخر». وأضاف، إن «بعض هذه التحركات نجح إلى حد كبير، ولا سيما الدوران الإيراني والأميركي وتدخل بعض الأطراف الإقليمية الأخرى؛ ما أدى إما إلى توقف المباحثات التفصيلية بين الأطراف التي أعلنت عن تحالفات مبكرة تحولت إلى طعم لتلك الأطراف الداخلية والخارجية المؤثرة لفرض شروطها، أو محاذيرها وتخوفاتها».
وأكد أن «التحالفات والتفاهمات التي بدت سريعة بعد إعلان النتائج الأولية، لا يبدو أنها ستصمد بسبب التدخلات الإقليمية والدولية التي غيرت إلى حد كبير من طبيعة التفاهمات إلى انتظار المصادقة النهائية على النتائج، وهو تبرير لا يصمد مع حقيقة ما يجري خلف الكواليس اليوم، سواء داخل العراق أو خارجه».
ويبدو أن آخر تغريدات زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، أمس، كشفت عن حجم الضغوط الخارجية التي تتعرض لها الكتل السياسية. وأكد الصدر عبر «تويتر» رفض التدخلات الخارجية التي تمارس على الكتل الفائزة لتغيير مسار التحالفات. وقال: «لن أسمح بأن يُدار العراق من خلف الحدود، شمالاً أم جنوباً شرقاً أم غرباً... العراق سيُدار بسواعد عراقية وطنية خالصة، وبتحالفات نزيهة عابرة للمحاصصة».
وطبقاً للسياسي البارز الذي يرى أن «ما عبر عنه الصدر يبقى في حدود الأمنيات لأنه إذا لم يكن مستعداً للقبول بالضغوط الخارجية، فإن هناك من يقبل بشكل أو بآخر. وكل طرف له تبريره في فهم التدخل الخارجي، سواء أكان إقليمياً أم دولياً».
وفي سياق تحركات الكتل، أكد المستشار الإعلامي لزعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» كفاح محمود، وجود تقارب بين حزبه وحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» للعمل المشترك في بغداد. وقال في تصريح صحافي، أمس، إن «الحزبين الكرديين الرئيسيين يسعيان إلى جعل التحالف الثنائي بينهما منطلقاً لبقية الأحزاب السياسية للعمل المشترك في بغداد من أجل المحافظة على مكاسب الأكراد».
في المقابل، دعا الأكاديمي والسياسي المستقل الدكتور نديم الجابري إلى إجراء انتخابات مبكرة «لأن قضية الشرعية ستبقى تطارد الحكومة والبرلمان المقبلين». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لتفادي الانزلاق إلى أزمة جديدة، يجب أن يُصار إلى إلغاء نتائج الانتخابات كلياً وإجراء انتخابات جديدة أو إقرار نتائج الانتخابات رغم ما شابها من شبهات، مع تحديد موعد قريب لانتخابات مبكرة».
واقترح «انتداب 9 خبراء أو قضاة للإشراف على الانتخابات الجديدة بواقع ثلاثة قضاة عراقيين، وثلاثة خبراء أو قضاة من الأمم المتحدة، وثلاثة خبراء أو قضاة من جامعة الدول العربية، مع إجراء تغييرات في الكوادر الإدارية العاملة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للتخلص من التعيينات ذات الميول السياسية». واعتبر أن «من الضروري وضع قانون جديد للانتخابات يقوم على أساس الانتخاب الفردي والدوائر الصغيرة بحيث يكون كل مائة ألف مواطن دائرة واحدة يمثلها نائب واحد».
تغيرات مرتقبة في التحالفات العراقية
تغيرات مرتقبة في التحالفات العراقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة