الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في حيفان تعز

الانقلابيون يتراجعون في نهم وصعدة ويقرون بمقتل قيادي في البيضاء

TT

الجيش اليمني يحرر مواقع جديدة في حيفان تعز

حققت قوات الجيش الوطني اليمني تقدماً جديداً في جبهات القتال بمحافظة تعز، إذ حررت مواقع جديدة في جبهة حيفان الواقعة جنوب المحافظة. وجاء هذا تزامناً مع تراجع الميليشيات الانقلابية في مواقع بنهم شرق العاصمة صنعاء وصعدة، واعترافهم بمقتل أحد قيادييهم في البيضاء.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الجيش في تعز، العقيد عبد الباسط البحر، أن «المواجهات العنيفة مع ميليشيات الحوثي أسفرت عن تحرير مواقع جبل الصلة والممشاح، وصولاً إلى منطقة الكرب بالأعبوس، وسوق بني علي ومعهد الخير، كما تم تحرير جبل سعيد طه الاستراتيجي بالأثاور. وأكد أن الانتصارات مستمرة في ظل فرار جماعي للميليشيات الانقلابية التي تكبدت خسائر فادحة».
وتابع البحر بأن «القيادة العسكرية في تعز تواصل جهودها مع القيادة الشرعية في عدن وقيادة التحالف، محققة بذلك نجاحات في أكثر من ملف يخدم الأهداف الجمعية لأبناء المحافظة، المتمثلة في استكمال التحرير وكسر الحصار، الذي يعتبر أولوية الأولويات، ثم ترسيخ الأمن وضبط الاختلالات، وأخيرا توفير الخدمات وعودة المؤسسات». وشدد على أن «الانتشار الأمني يسير وفق ما هو مخطط له، وبدأت مظاهر الدولة تعود بقوة وتختفي كل المسميات الأخرى».
وتزامنت المعارك المحتدمة في جنوب تعز مع تجدد المواجهات في مديرية الوازعية ومقبنة وجبل حبشي، غربا، فيما تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير مواقع جديدة مطلة على مديرية الوازعية، التي كانت قوات الجيش الوطني قد أعلنت استكمال تحريرها منتصف مايو (أيار) الماضي. كما شهدت منطقة شرف العنين ومحيط قرين العنين ومحيط التبة الصفراء وقرية موليا في جبل حبشي، معارك متقطعة بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي.
وقال مصدر عسكري، نقلت عنه وكالة «سبأ» للأنباء، إن «المواجهات التي اندلعت بين الجيش الوطني والميليشيات في جبل الحصن غرب تعز، أسفرت عن مقتل 6 عناصر من الميليشيات»، وإن «المعارك العنيفة اندلعت في مقبرة الخربة، بمنطقة الأخلود، بمديرية مقبنة، وامتدت إلى وادي الجسر، الذي سيطرت عليه قوات الجيش الوطني خلال الأيام الماضية». وقصفت مدفعية الجيش الوطني ثكنة عسكرية للميليشيات الحوثية في قرية الصراهم.
وفي محيط العاصمة اليمنية، حررت قوات الجيش مواقع جديدة في نهم، شرق صنعاء، بعد معارك عنيفة تكبدت فيها ميليشيات الانقلاب خسائر كبيرة. ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن مصدر عسكري ميداني، تأكيده أن «قوات الجيش مسنودة بالتحالف شنت هجوماً واسعاً، من عدة محاور، على مواقع تتمركز فيها الميليشيات في ميسرة جبهة نهم، تمكنت خلاله من تحرير عدد من المواقع المهمة، منهاجبال النهود وقرية المدفون وسلسلة جبال الرباح والمواقع المجاورة لتبة صالح المطلة على وادي محلي، ولا تزال المعارك مستمرة حتى اللحظة وسط انهيار كبير في صفوف الميليشيات». وقال إن «مقاتلات التحالف استهدفت بثلاث غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيات، حيث أسفرت الغارات عن تدمير أطقم قتالية وعربة (بي إم بي) غرب البياض، ومقتل من كانوا على متنها».
وفي محافظة البيضاء، قالت مصادر عسكرية، إن قوات الجيش شنت هجوماً مباغتاً على إحدى النقاط التابعة للميليشيات، في أطراف اليسبل، وبمساندة من مقاتلات التحالف التي استهدفت تجمعات وآليات عسكرية لميليشيات الحوثي بمواقع متفرقة في سلسلة جبال اليسبل الاستراتيجية، فيما اعترفت الميليشيات بمقتل أحد قادتها الميدانيين في جبهة قانية، هو المدعو أشرف محمد أحمد إدريس، على أيدي الجيش في المعارك التي دارت السبت الفائت. ويعد القيادي الحوثي القتيل من أقارب مشرف ميليشيات الحوثي الانقلابية على مديريات رداع بالبيضاء، المدعو عبد الله إدريس.
وفي صعدة، معقل الانقلابيين، أحبطت قوات الجيش محاولة تسلل للانقلابيين على مواقعها في كتاف، شمالا. وقال قائد تبة المنقعر الرائد حمود القديمي، إن «المواجهات اندلعت عقب محاولة الميليشيات التسلل باتجاه تبة المنقعر في وادي العطفين بمديرية كتاف»، وإن «قوات الجيش أحبطت محاولة الميليشيات وأجبرتها على التراجع والفرار، بعد أن كبدتها خسائر بشرية كبيرة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.