يتوجه اليوم نحو 90 مليون ناخب للمشاركة في اختيار رئيس المكسيك و500 عضو بمجلس النواب و128 عضوا بمجلس الشيوخ، فضلا عن اختيار مسؤولين على مستوى الولايات والأقاليم ومجالس المدن، بعد انتهاء أشد الحملات الانتخابية عنفا في البلاد منذ عشرين عاما، مما جعل معدلات الجريمة تتصدر البرامج الانتخابية للمرشحين الأربعة.
وتسيطر على الانتخابات مخاوف وقوع عمليات قتل تستهدف السياسيين، ووفقا لروبن سالازار مدير منظمة «إيتيلليكت» المعنية باستشارات المخاطر، وشملت قائمة ضحايا عمليات القتل أكثر من 40 مرشحا أو مرشحا محتملا، وتسعى جماعات الجريمة من وراء ذلك إلى أن يكون لها نفوذ بصورة خاصة على المستوى المحلى.
تقول بريجيت لام، مديرة قسم شؤون أميركا اللاتينية بمؤسسة فريدرش ناومان الألمانية للوكالة الألمانية للأنباء: «إن أجواء الخوف تؤثر بالتأكيد على اتخاذ الكثير من القرارات» من جانب السياسيين. لقد تراجع أكثر من ألف مرشح عن قراراتهم بخوض الانتخابات بسبب مخاوف على حياتهم، بحسب ما ذكرته صحيفة «ميلينيو».
تقول سوزانا أوشوا، المرشحة لعضوية مجلس الشيوخ: «هذه دولة يتم فيها قتل أبرز الصحافيين ونشطاء البيئة، وقتل النساء فقط لمجرد كونهن نساء». لقد تفوقت قضية الجريمة في البرامج الانتخابية عما عداها من قضايا أخرى، مثل تباطؤ معدل النمو الاقتصادي إلى نحو 2 في المائة في ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية. ويصنف البنك الدولي نحو 40 في المائة من سكان المكسيك على أنهم فقراء.
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي العام تقدم مرشح حزب التجديد الوطني اليساري الشعبوي أندريه مانويل أوبرادور، 64 عاما، على منافسيه، وشغل أوبرادور منصب عمدة العاصمة مكسيكو سيتي في السابق. ويوصف الرئيس السابق لمجلس النواب ريكاردو أنايا، 39 عاما، من جانب التحالف الحزبي الذي يقوده ويضم عددا من الأحزاب على أنه يمثل «التغيير الحديث» في مواجهة مدرسة أوبرادور الاشتراكية القديمة.
ويواجه خوسيه أنطونيو ميدي، 49 عاما، السياسي المستقل، الذي شغل منصبا وزاريا خمس مرات، تحديا يتمثل في المحافظة على مسافة فاصلة عن الحزب الثوري المؤسسي، الذي يقوده الرئيس المنتهية ولايته إنريكي بينا نييتو، والذي اختاره مرشحا عنه لخوض الانتخابات الرئاسية في محاولة لتحسين صورة الحزب الفاسدة. وليس متوقعا أن يحصل المرشح الرئاسي الرابع المستقل جايمي رودريجيز سوى على نسبة مئوية قليلة من الأصوات في الانتخابات التي تجرى بنظام الجولة الواحدة. ولا يحق للرئيس الحالي بينا نييتو خوض الانتخابات مرة أخرى، حيث يحدد الدستور شغل منصب الرئاسة لمدة واحدة فقط.
وينظر البعض إلى الإجراءات القوية التي اتخذها الرئيس المنتهية ولايته بينا نييتو وأسلافه على أنها ذهبت أدراج الرياح ولم تسفر عن نتيجة. ويقترح أوبرادور وضع بديل استراتيجي يقضي بمنح عفو عن المجرمين من المستويات الدنيا الأقل خطورة، والحيلولة دون الانضمام إلى العصابات من خلال محاربة الفساد وإطلاق برامج توعية اجتماعية.
يقول أوبرادور: «إن الفساد هو السبب الرئيسي وراء عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد».
تقول ديبورا راميريز، حيث لا يزال شقيقها بين 35 ألف مفقود في المكسيك إن أوبرادور يمثل «خيارا جديدا» لكن الشكوك تساور ماريا دوران، التي تعتصرها آلام اختفاء ابنها أيضا.
تقول دوران: قد يستحق «بعض المعتقلين» العفو، لكن يجب أن يدفع المجرمون المذنبون «ثمنا» عن ارتكابهم جرائمهم.
يتوقع الكثيرون أن يؤدي الفوز المحتمل لأوبرادور إلى مزيد من التدهور في العلاقات المتوترة بالفعل حاليا مع الولايات المتحدة، التي يهاجم رئيسها دونالد ترمب المكسيك بسبب الهجرة غير الشرعية، ويمارس ضغوطا عليها للمساهمة في إقامة سور على الحدود بين البلدين.
يقول ألفونسو رومو، مستشار أوبرادور، إنه (أوبرادور) سوف يسعى من أجل خفض مستوى الاعتماد على الوقود الأميركي والأنشطة التجارية الأخرى. وأضاف رومو: «لكن النحلة لا تلدغ نحلة أخرى» معربا عن أمله في حدوث بعض التفاهم بين ترمب وأوبرادور، اللذين تسببت سياساتهما غير التقليدية والمناوشات مع وسائل الإعلام في عقد مقارنة بينهما. ويسعى أوبرادور أيضا من أجل تبديد المخاوف من إمكانية أن يؤدى فوزه إلى تحويل المكسيك إلى «فنزويلا أخرى» تعاني من أزمة اقتصادية حادة في ظل نظام الحكم الاشتراكي.
وعلى الرغم من هجومه على رجال الأعمال ووصفهم بأنهم «أقلية جشعة» فإن أوبرادور استبعد مصادرة أموالهم، وتعهد بضمانات للمستثمرين وأعرب عن رغبته في «مراجعة» إحساسه بالقلق إزاء حصول الأجانب على حصص في صناعة البترول المكسيكية.
يقول يواكيم سولوريو أوروتيا، زعيم الفلاحين إنه حتى بعد تغيير مواقع القوة، فإن التغيير الحقيقي سوف يستغرق وقتا. يرى يواكيم «أن الوضع معقد للغاية، إن التوصل إلى حل يفوق طاقة الرئيس القادم» ويضيف: «إن المشكلات المتجذرة لا يمكن استئصالها خلال فترة وجيزة».
تقدم الجريمة على الأوضاع الاقتصادية في الانتخابات المكسيكية
نجاح مرشح اليسار الشعبوي قد يؤدي إلى تدهور في العلاقات مع واشنطن
تقدم الجريمة على الأوضاع الاقتصادية في الانتخابات المكسيكية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة