الحكومة المصرية لنيل ثقة البرلمان... وترقب لحركة المحافظين

وزير الدفاع: الجيش ساند «ثورة 30 يونيو» لتصحيح المسار وإعادة البناء

TT

الحكومة المصرية لنيل ثقة البرلمان... وترقب لحركة المحافظين

أعلن مجلس النواب المصري (البرلمان) أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة، سوف يعرض برنامج حكومته الجديدة بعد غد (الاثنين) لنيل ثقة البرلمان.
وأدت حكومة مدبولي اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي منتصف الشهر الجاري. كما أدى مدبولي أيضاً اليمين الدستورية لتولي مهام وزير الإسكان في نفس التشكيل الوزاري.
واستقالت الحكومة السابقة برئاسة شريف إسماعيل في وقت سابق هذا الشهر، في إجراء مُعتاد عقب أداء السيسي اليمين الدستورية لولايته الثانية.
ويعول المصريون على الحكومة الجديدة مسؤولية كبيرة، خصوصاً في ضبط الأسعار والأسواق ومكافحة الفساد، والعناية بمحدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً.
وتنص المادة 146 من الدستور على تشكيل الحكومة، وعرض برنامجها على مجلس النواب من أجل الحصول على ثقة الأغلبية. ومن المقرر أن يتضمن برنامج الحكومة المشروعات المستهدفة، التي سيتم تنفيذها خلال فترة تولي الحكومة الجديدة.
وقالت مصادر مطلعة إن «برنامج الحكومة سيتضمن استكمال برامج بناء المواطن المصري، وتحقيق التنمية الاقتصادية، ورفع كفاءة الجهاز الحكومي، ومستوى معيشة المواطن، والإصلاح الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية في ظل التحديات الحالية... بالإضافة إلى تحقيق مستهدفات الخطة الرباعية 2022. والعمل على تحقيق المطالب الجماهيرية العاجلة، والتركيز على قضايا النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية». مضيفة أن برنامج الحكومة يتضمن أيضا عدداً من المحاور، من بينها حماية الأمن القومي، وخطط القضاء على الإرهاب باعتباره أولوية قصوى لعمل الحكومة، ومواصلة التركيز على جهود التصدي للفكر المتطرف، والعمل على التوعية العامة بالاستراتيجية التي تنتهجها مصر على الصعيدين الداخلي والخارجي للحفاظ على حقوق مصر المائية وتنميتها. فضلاً عن سياسة مصر الخارجية، ومواصلة الجهود للتأكيد على توازن وثبات وريادة الدور المصري حيال قضايا المنطقة، والتعامل الإيجابي مع المتغيرات المتلاحقة، وتعزيز بناء الثقة وتنمية المصالح المشتركة مع كافة دوائر الاهتمام الأفريقية بصفة عامة، ودول حوض النيل بصفة خاصة.
إلى ذلك، يترقب المصريون في ربوع البلاد صدور حركة المحافظين، التي أثارت جدلاً في الشارع خلال الفترة الماضية، بعدما ارتفعت التكهنات برحيل عدد كبير من المحافظين وبقاء آخرين.
وقالت المصادر نفسها إن «كل الأسماء المرشحة، التي تم تداولها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، مُجرد شائعات لا أساس لها من الصحة».
ورجحت المصادر أن تشمل الحركة ما يزيد عن 12 محافظاً، من بينهم محافظ «الجيزة ومطروح والإسماعيلية وسوهاج والمنوفية»، فضلاً عن التوسع في أعداد النساء والشباب لشغل منصب المحافظ.
في غضون ذلك، بعث الفريق محمد زكي، القائـد العـام للقـوات المسلحـة وزير الدفـاع والإنتـاج الحربـي، برقيـة تهنئـة للرئيس السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى «ثورة 30 يونيو»، التي أطاحت بحكم جماعة «الإخوان» التي حظرتها مصر، عقب احتجاجات شعبية طالبت بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من السلطة عام 2013.
وقال وزير الدفاع أمس إن «الذكرى الخامسة لثورة الشعب، التي ساندتها القوات المسلحة، جاءت لتصحيح المسار وإعادة بناء الوطن، والتأكيد على أن مصر لكل المصريين وليست حكراً لفئة أو طائفة بعينها». مضيفاً أنه «مع الاحتفال بهذه الذكرى فإن القوات المسلحة سوف تظل على إيمانها المطلق بأن رجالها هم أبناء كل المصريين، يتقدمون الصفوف حماية للوطن ودفاعاً عن مقدساته وسلامة أراضيه بكل البذل والتضحية والفداء في سبيل واجبهم المقدس، الذي كلفهم به شعب مصر العظيم، لتظل مصر دائماً وطناً حراً آمناً لكل المصريين».
كما بعث الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، برقية تهنئة مماثلة للرئيس السيسي بهذه المناسبة.
من جانبه، أشار اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، خلال تكريم عدد من رجال الشرطة أمس، إلى أن يقظة رجال الشرطة وحرصهم على أداء واجبهم بجد وتفان وإخلاص «يُعد رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المجتمع، ويؤكد أن رجال الشرطة سيظلون على العهد بهم دائماً وأبداً، ساهرين على أمن الوطن وأمانه مهما كلفهم ذلك من تضحيات».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.