صوفيا
• إخراج: مريم بنمبارك
• دراما اجتماعية | المغرب - 2018
• تقييم: وسط
كيف يمكن لفتاة شابة إخفاء حملها عن والديها وهي في الأيام الأخيرة قبل أن تضع حملها؟ لا جواب على ذلك لكن صوفيا (مهى علمي) تشعر بآلام مبرحة بينما كانت تغسل الصحون في المطبخ وتحضر القهوة التي طلبها منها والدها (فوزي بن سعيد). تهب لنجدتها قريبتها لينا (سارة برليس) وتأخذها إلى المستشفى الحكومي الذي يرفضها. الثاني (غير حكومي) يستقبلها سراً فتلد فيه طفلاً معافى وسليماً.
فقط آنذاك تكتشف العائلة أن ابنتها كانت حاملاً. ليس أنها مسألة صغيرة ربما نتجت عن الرغبة في تمريرها لصالح ما هو آت، لكنها عقبة تحيل الناقد لمعاينة مناطق أخرى قد تكون المخرجة الجديدة مريم بن مبارك عالجتها على النحو ذاته. يطرق الفيلم باب مشكلة تحديد هوية الأب لفترة. تدعي صوفيا أن الشاب عمر هو الأب. ينفي هذا ثم يقبل الزواج منها في مشهد غير مقنع آخر.
المفاجأة تقع قبل قليل من نهاية الفيلم عندما تكشف صوفيا عن أن الأب هو رجل أعمال اختلى بها واغتصبها خلال غياب أسرتها. العائلة تقرر السكوت عن هذا الفعل حتى تخسر عقد عمل جار تداوله بين الأب ورجل الأعمال. هذا القرار تم الوصول إليه في مشهد يقع على شرفة. الرجال غير موجودين فقط النساء يمثلن بينما يلعب الهواء بشعر كل واحدة فتترك التمثيل لتزيح خصال شعرها عن وجهها.
طبعاً هناك قدر من نقد ازدواجية المعايير والنفاق الاجتماعي لدى العائلة البرجوازية التي تكتشف كامل الحقيقة لكن ذلك لن يغير موقفها خوفاً من أن تخسر رجل الأعمال وعقده، لكن هذا الصيد السهل غير مقنع بالطريقة التي تم تنفيذ الفيلم بها. ونقد الطبقة الميسورة أمر درج وانتهى أمره منذ حين وبعض الأفلام التي تداولته كان لها حسن اختيار الدلالات والنماذج. بالإضافة إلى ذلك وفي الوقت ذاته، نجد المخرجة لا توفر العائلة الفقيرة من النقد أيضاً، فالشاب تزوّج ليحسن وضعه الاجتماعي عالماً بأنه ليس أب الطفلة المولودة وأمه تطمح في الثراء وشقيقته تمعن في الغيرة. لا يبقى شيء من نقد الفوارق الطبقية إذا كان الجميع بلون سلبي واحد.
من ناحية أخرى، فإن صوفيا ليست نموذجاً حتى يسارع الفيلم في مطلعه للتذكير بأن هناك عقوبة من سنة لثلاث سنوات للفتاة التي ترتبط بعلاقة عاطفية خارج الزواج. الصورة التي تمثلها صوفيا هي لامرأة شابة ضللت واحتالت على الجميع خدمة لمآرب خاصة ثم استدارت لنقد والديها وأقاربها عندما يواجهونها. الفاصل بين جعل صوفيا ضحية وبين حقيقة أنها دبّرت كل ذلك وحققته عن سابق عمد وتصميم ممحو من الاعتبار ليس من قِبل المخرجة وحدها بل من قبل النقاد المتسامحين.
ما سبق لا ينفي أن المخرجة لديها ثقة وإدراك فني عام يجعلها تنجز فيلماً يثير المتابعة ويتحلى بسرد جيد. والفيلم نال جائزة أفضل سيناريو من مهرجان «كان» رغم تعرجاته.