إردوغان ناقش مع ترمب تنفيذ خريطة الطريق في منبج

تسيير دورية جديدة... وعسكريون أتراك وأميركيون يواصلون التنسيق

جنود أتراك خلال قيامهم بدورية في مدينة منبج في 18 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
جنود أتراك خلال قيامهم بدورية في مدينة منبج في 18 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
TT

إردوغان ناقش مع ترمب تنفيذ خريطة الطريق في منبج

جنود أتراك خلال قيامهم بدورية في مدينة منبج في 18 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
جنود أتراك خلال قيامهم بدورية في مدينة منبج في 18 يونيو الحالي (أ.ف.ب)

ناقش الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والأميركي دونالد ترمب تنفيذ خريطة الطريق المشتركة بشأن مدينة منبج السورية واستمرار التعاون في مكافحة الإرهاب.
وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن ترمب أجرى اتصالاً هاتفياً بإردوغان أمس (الثلاثاء) لتهنئته بالفوز في انتخابات الرئاسة التي أجريت الأحد الماضي، لافتة إلى أنهما أكدا عزمهما على تعزيز العلاقات الثنائية وفي مقدمتها التعاون العسكري.
في الوقت ذاته، سيّر جنود في الجيش التركي، الثلاثاء، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، الدورية الخامسة في منطقة منبج السورية، على أطراف نهر ساجور الفاصل بين منطقة جرابلس الواقعة ضمن مناطق «درع الفرات»، وخط الجبهة لمنطقة منبج.
وكشفت مصادر عسكرية تركية عن استمرار «اللقاءات التنسيقية» بين مسؤولين عسكريين أتراك وأميركيين بشأن تسيير الدوريات في منبج بريف حلب شمال سوريا في إطار خريطة الطريق التي اتفق عليها وزيرا خارجية البلدين خلال لقائهما في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) الحالي.
وقالت المصادر إن مسؤولين عسكريين من الجانبين التركي والأميركي التقيا مرتين يومي الجمعة والسبت الماضيين قبل تسيير الدورية الرابعة في منبج يوم الأحد الماضي، حيث تسير القوات التركية والأميركية دورياتهما بشكل مستقل ومنسق أيضاً، لكن لم يتم تسيير دوريات مشتركة حتى الآن.
وأكدت المصادر أن الاجتماعات التنسيقية بشأن الدوريات التي بدأ تسييرها في 18 يونيو الحالي مستمرة للتنسيق بشأن الدوريات القادمة.
وكانت رئاسة الأركان التركية أعلنت في 18 يونيو الحالي بدء الجيشين التركي والأميركي تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة منبج، بعد توصل واشنطن وأنقرة إلى اتفاق على خريطة طريق بشأن منبج تتضمن إخراج مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج والإشراف على توفير الأمن والاستقرار للمنطقة، وتشكيل مجلس محلي من أبناء منبج لإدارتها عقب خروج من تسميهم أنقرة «إرهابيين» منها.
وسيطرت «الوحدات» الكردية على منبج التابعة لمحافظة حلب في شمال سوريا في أغسطس (آب) 2016 بدعم أميركي في إطار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي. ويشكل العرب نحو 90 في المائة من سكان منبج.
في سياق مواز، أعلنت ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا، تسليم أحد عناصر «الوحدات» الكردية نفسه لقوات الأمن التركية بعد فراره من سوريا.
وقالت الولاية في بيان أمس (الثلاثاء) إن أحد عناصر «الوحدات» الكردية سلّم نفسه إلى قوات حرس الحدود التركية في قضاء كيزل تبه المحاذي للحدود مع سوريا، بعد فراره من صفوفها. وأشار إلى أن قوات الأمن نقلته إلى قيادة قوات الدرك في ماردين لتبدأ الإجراءات القانونية لمحاكمته.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».