تحتضن مدينة الدار البيضاء المغربية أعمال المؤتمر التقني الـ31 للاتحاد العربي الأسمدة، برعاية المجمع الشريف للفوسفات بالمغرب. وقال محمد عبد الله زعين، أمين عام الاتحاد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هدف المؤتمر الذي يشارك فيه 300 من الخبراء وكبار المسؤولين في شركات صناعات الأسمدة العالمية هو تبادل الخبرات والتجارب، واستعراض آخر المستجدات التكنولوجية في مجال صناعة الأسمدة.
وأضاف زعين أن المنطقة العربية تمتلك قدرات هائلة في صناعة الأسمدة، مشيراً إلى توفرها على ثروات هائلة من الفوسفات، خصوصاً في المغرب الذي يأوي أكبر احتياطي للفوسفات في العالم، بالإضافة إلى مخزون الغاز الطبيعي، خصوصاً في بلدان الخليج، والبوتاسيوم في الأردن بالبحر الميت، وكذلك الكبريت الذي يعد عنصراً مهماً في عملية تحضير الحامض الفوسفوري. وبالتالي، يقول عزين، فإن المنطقة العربية تتوفر على مؤهلات هائلة في مجال تصنيع الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية والبوتاسية.
وأشار عزين إلى أن هدف الاتحاد العربي للأسمدة، التابع لجامعة الدول العربية، هو تعزيز التكامل والتعاون العربي في هذا المجال الحيوي، مؤكداً أن المؤتمر التقني الذي ينعقد لمدة 3 أيام في الدار البيضاء، ابتداء من أمس، يهدف إلى جمع الصناعيين والخبراء العرب، ووضعهم وجهاً لوجه، من أجل تبادل الخبرات والتجارب، وبحث فرص التكامل والتعاون.
وأوضح أن المؤتمر سيتخلله 21 عرضاً فنياً، حول أحدث التطورات والابتكارات في مجال صناعة الأسمدة، إضافة إلى عرض لقصص نجاح في العالم العربي، وقال: «في مجال الحامض الفوسفوري، سيعرض علينا المجمع الشريف للفوسفات 5 مسالك تكنولوجيا، في حين أننا كنا نسمع في السابق بمسلكين فقط. وسنتمكن خلال المؤتمر من الوقوف عملياً على هذه المسالك التي طورها المجمع الشريف للفوسفات، باعتباره رائداً عالمياً في هذا المجال، وذلك من خلال زيارة مصانعه في المنطقة الصناعية الجرف الأصفر»، مشيرا إلى أن المسالك التي طورها المجمع الشريف للفوسفات لها تأثيرات حاسمة على الاقتصاد والبيئة في مجال الأسمدة النتروجينية.
وأضاف زعين أن شركة «أبو قير» المصرية للأسمدة ستستعرض تجربتها في مجال السلامة، وقال: «ستحكي لنا الشركة كيف تجنبت حادثاً كان سيصبح أكبر كارثة في صناعة الأسمدة خلال القرن الـ21 لو تحققت، وكيف تمكنت من تجنب انفجار هائل بفضل خبرة وحنكة تقنييها. كما ستعرض علينا شركة البوتاس العربية التقنية الجديدة لبلورة البوتاس التي طورتها، إضافة إلى العروض التقنية الغنية التي سيقدمها خبراء عرب ودوليين خلال المؤتمر».
وأشار زعين إلى أن الاتحاد ينظم عدة مؤتمرات متخصصة خلال السنة، ضمنها المؤتمر التقني الخاص بمجال التطورات التكنولوجية التي يعرفها القطاع، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية لتطوير قدرات الشركات العربية، وتمكينها من مسايرة التطورات السريعة التي يعرفها العالم، وقال: «لدينا في العالم العربي شركات رائدة، وجد متقدمة، كالمكتب الشريف للفوسفات، الذي قضيت فيه فترة تدريبية في بداية اشتغالي في مجال الفوسفات بالعراق بداية الثمانينات من القرن الماضي. لكن لدينا أيضاً شركات ما زالت تعاني كثيراً من التخلف. وهدف هذا المؤتمر هو العمل على ردم هذه الهوة عبر تبادل الخبرات والتجارب».
ومن أبرز التجارب التي طورها المغرب، وتبناها الاتحاد العربي للأسمدة، تجربة القوافل الزراعية. وقال زعين بهذا الصدد: «هذه القوافل، التي بدأت في المغرب قبل 10 سنوات، أصبحت تشكل بالنسبة للاتحاد العربي آلية أساسية في استراتيجيته لنشر الوعي بين الفلاحين، ونشر ثقافة الأسمدة»، وأضاف: «لقد نقلنا هذه الآلية بنجاح، ونظمنا قافلة كبيرة في مصر، و7 قوافل في السعودية، وقافلة في كل من السودان وعمان، ونخطط لقوافل أخرى في الأردن وتونس والإمارات».
وأشار إلى أن هذه القوافل تمكن الصناعيين من اللقاء المباشر مع الفلاح، المستهلك للأسمدة، ومن فهم مشكلاته، من أجل إيجاد حلول عملية لها، إضافة إلى نقل المعلومة مباشرة إلى الفلاح حول كيفية وطرق استعمال الأسمدة، من حيث المقادير والتوقيت وطرق التسميد وإعداد المخاليط، حسب أنواع التربة والمزروعات.
شركات الأسمدة العربية تعرض آخر ابتكاراتها في المغرب
300 مشارك دولي بمؤتمر الدار البيضاء
شركات الأسمدة العربية تعرض آخر ابتكاراتها في المغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة