تقنية «الفيديو المساعد» تثير الجدل بعد تعادل البرتغال

كريستيانو رونالدو عقب المباراة مع إيران في إشارة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (رويترز)
كريستيانو رونالدو عقب المباراة مع إيران في إشارة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (رويترز)
TT

تقنية «الفيديو المساعد» تثير الجدل بعد تعادل البرتغال

كريستيانو رونالدو عقب المباراة مع إيران في إشارة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (رويترز)
كريستيانو رونالدو عقب المباراة مع إيران في إشارة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (رويترز)

إذا كان نظام حكم الفيديو المساعد تم تصميمه لمحو الجدل من كرة القدم، فإن تأثيره كان عكس ذلك تماماً خلال تعادل البرتغال المثير 1 - 1 مع إيران في كأس العالم لكرة القدم أمس (الاثنين).
وستكون ركلة جزاء إيران في الوقت المحتسب بدل الضائع، التي أجبرت البرتغال على اتخاذ الطريق الأصعب في القرعة، إضافة لقرار إعطاء كريستيانو رونالدو بطاقة صفراء فقط بعد أن بدا أنه اعتدى على لاعب منافس، مثار جدل كبيراً لبعض الوقت.
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إنه يفضل استخدام نظام حكم الفيديو المساعد مرة واحدة كل 4 مباريات بدلاً من 4 مرات في كل مباراة، لكن في سارانسك أمس (الاثنين)، تم استخدامه 3 مرات في الشوط الثاني، واستمر الجدل في كل مرة.
وبدا أن الاستخدام المتكرر لهذه التكنولوجيا أسهم في الأجواء السيئة في الشوط الثاني الذي شهد ادعاء اللاعبين للإصابة ومحاولة خداع الحكم بصورة متكررة.
وتنص لوائح الفيفا على أن أي لاعب يجب أن يحصل على إنذار تلقائي إذا رسم شاشة تلفزيون في الهواء، لكن هذا لم يمنعهم من الضغط شفهياً على الحكم إنريكي كاسيريس القادم من باراغواي الذي مر بأوقات صعبة.
وكان أول قرار يستخدم فيه نظام حكم الفيديو المساعد في الدقيقة 50 عندما تلقى رونالدو الكرة عند حافة منطقة جزاء إيران قبل أن يصطدم بمدافع ويسقط بطريقة درامية على الأرض.
وطلب منه الحكم في البداية النهوض، لكنه استشار حكام الفيديو لاحقاً، واحتسب ركلة جزاء نفذها رونالدو وأنقذها حارس إيران علي رضا بيرانوند.
وكان رونالدو طرفاً مرة أخرى في واقعة في الدقيقة 81، لكن هذه المرة دون كرة مع مرتضى بورعلي كنجي الذي سقط فجأة على الأرض، ما أدى لاعتراضات من لاعبي إيران.
وأوضحت الإعادة التلفزيونية أن رونالدو اعتدى على بورعلي كنجي بمرفقه، وهي مخالفة واضحة تستوجب بطاقة حمراء، وعندما قرر الحكم مراجعة الواقعة على شاشة خارج خطوط الملعب، بدا أن كل شيء انتهى بالنسبة لقائد البرتغال.
وعاد الحكم إلى الملعب ووضع يده في جيبه وأخرج بطاقة صفراء بدلاً من الحمراء.
وكان هناك مزيد من الجدل في قراره باحتساب ركلة جزاء لإيران في الوقت المحتسب بدل الضائع.
ولمس سردار آزمون الكرة برأسه لترتطم بذراع سيدريك سواريس من مسافة قريبة، وبدا من المستحيل على الظهير الأيمن للبرتغال أن يتفاداها.
ومرة أخرى بعد احتجاجات شديدة الانفعال، قرر الحكم مراجعة الفيديو وقرر احتساب ركلة جزاء أخرى وسط عدم تصديق من جانب لاعبي البرتغال.
ومتأثراً بشكل واضح بالقرار، كاد المنتخب البرتغالي أن يستقبل هدفاً آخر قرب النهاية كان سيطيح به من البطولة.
ونال استخدام نظام حكم الفيديو المساعد إشادة بسبب تقليل الضغط على الحكام وتقليص مخاطر ارتكاب أخطاء جسيمة أفسدت بطولات كبرى في الماضي.
لكن مثلما أظهرت مباراة الاثنين، فإن بإمكانه بسهولة أن يعكر الأجواء.
وقال كارلوس كيروش مدرب إيران الذي اشتكى من أن قرارات حكم الفيديو المساعد لا تتحلى بالشفافية: «ضربة بالمرفق تستحق بطاقة حمراء. اللوائح لا تقول ماذا لو كان رونالدو أو ميسي. إنها بطاقة حمراء. القرارات يجب أن تكون واضحة».
وأضاف: «نحتاج لمعرفة ماذا يجري ولا أحد يسمح لنا بذلك. هناك نظام تكلف ثروة... ولا أحد يتحمل المسؤولية. عندما يتم اتخاذ قرار بمساعدة الفيديو، نحتاج إلى معرفة من يحكم المباراة».


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».