يأتي مؤتمر الغاز الدولي، المنعقد حالياً في واشنطن، في وقت بالغ الأهمية، حيث تشهد فيه الكثير من دول العالم صراعات داخلية، وتعاني فيه منطقة الشرق الأوسط من توترات سياسية وتغيرات جيوسياسية في بعض بلدانها. ويرى المسؤولون ورجال الصناعة المختصون في قطاعات النفط والغاز، أن هذه التغيرات وتلك الأحداث ستؤثر على مستقبل صناعة الغاز؛ ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، لكن في مناطق أخرى مرتبطة بها من العالم، وبخاصة فيما يتعلق بمشروعات البنية التحتية لنقل وتوزيع الغاز الطبيعي المسال عبر أنابيب وخطوط نقل كبيرة تمتد عبر أقاليم وقارات مختلفة.
وتتصدر قضية الحدود الدولية الحلقات النقاشية بمؤتمر الغاز، الذي يستمر على مدار أربعة أيام. ويبحث صناع القرار وكبرى الشركات العالمية خلال هذه النقاشات تأثير القيود التي تفرضها الدول على حدودها القومية وأنظمة الاستثمار التي تتبعها كل دولة على حجم الاستثمارات التي تتلقاها الدول في قطاعات النفط والغاز، فضلاً عن تأثير ذلك على حجم الاستثمار العالمي للغاز بشكل عام.
وتتركز الجلسات الحوارية للمؤتمر على أنواع السياسات والقواعد التنظيمية التي يجب أن تتبعها الدول لتشجيع وجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم لإقامة مشروعات جديدة في قطاع الغاز. وتمثل توسيع قاعدة البنية التحتية لخطوط نقل الغاز الطبيعي عبر الدول أحد التحديات التي يسعي المشاركون في المؤتمر لإيجاد آليات عملية لمواجهتها.
كما تعد قضية التمويل والبحث عن بدائل مختلفة لتمويل المشروعات الكبرى لنقل وتوزيع الغاز، وبخاصة في الدول النامية، أحد الموضوعات التي تحتل أهمية كبيرة في نقاشات المؤتمر. ويسعى المشاركون لإلقاء الضوء على أهمية التوسع في استخدام الغاز الطبيعي السائل حتى يشجعوا البنوك والمؤسسات التمويلية الدولية على زيادة انخراطهم في تقديم التمويلات اللازمة للمشروعات الكبرى، خصوصاً التي تشترك فيها أكثر من دولة. وتتمثل المعضلة الأساسية في قضية التمويل في كيفية التوازن بين الإنفاق على المشروعات العملاقة لنقل وتوزيع الغاز عبر أنابيب وخطوط نقل أمنة، وبين عدم تحميل المستهلك في الدول الفقيرة تكلفة هذه المشروعات، بحيث يمكن لمواطني الدول الأقل دخلاً الاستفادة من مزايا استخدام الغاز الطبيعي دون أن يتحمل مواطنوها العبء المادي لتأسيس البنية التحتية لذلك.
وكما هو معتاد، ستقدم الشركات الكبرى التي تشارك في هذا المؤتمر بصورة دورية، أحدث التطورات التكنولوجية في نقل وتوزيع وتخزين الغاز الطبيعي بصورة آمنة وسهلة وأقل تكلفة، وأساليب زيادة كفاءة أنظمة توزيع الغاز عبر الدول، مع التركيز بصورة أساسية على زيادة نسب الأمان في مختلف مراحل العملية.
وفي المقابل، يتنافس ممثلو الدول المشاركة في الترويج للأنظمة والمزايا الاستثمارية لدولهم بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين والشركات العالمية؛ سواء لإقامة مشروعات جديدة أو لنقل الأنظمة التكنولوجية الحديثة وزيادة كفاءة أنظمة نقل وتوزيع الغاز الداخلية. هذا فضلاً عن استحداث أنظمة تكنولوجية متطورة تعمل على تقليل مخاطر التوسع في استخدام الغاز على المناخ ودرجة حرارة الجو.
ويتركز جانب كبير من نقاشات المؤتمر على علاقة الحكومات والأنظمة السياسية في الدول بحجم الاستثمارات والشراكات التي تحصل عليها في قطاع الغاز، وبخاصة أن صناعة الغاز على مستوى العالم تعتمد بالدرجة الأولى على الأطر التنظيمية التي تتوافر لدى الدول، وإلى أي مدى تتوافق هذه الأطر مع احتياجات المستمرين. ونظراً لموقعها الجغرافي الذي يتوسط العالم، تبدو منطقة الشرق الأوسط في بؤرة اهتمام المستثمرين والشركات العالمية للغاز، خصوصاً أنها مركز حيوي لربط شبكة نقل الغاز مع أوروبا، فضلاً عن زيادة انتشار العربات التي تعمل بالغاز الطبيعي في هذه المنطقة.
كبرى الشركات العالمية تبحث في واشنطن تحديات صناعة الغاز والفرص البديلة
كبرى الشركات العالمية تبحث في واشنطن تحديات صناعة الغاز والفرص البديلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة