مصر تشيع «مهندس عبور بارليف» في حرب 1973

اللواء باقي زكي يوسف
اللواء باقي زكي يوسف
TT

مصر تشيع «مهندس عبور بارليف» في حرب 1973

اللواء باقي زكي يوسف
اللواء باقي زكي يوسف

شيّعت مصر، أمس، اللواء باقي زكي يوسف، أحد أبطال حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، صاحب فكرة استخدام خراطيم المياه لتدمير الساتر الترابي المعروف باسم خط «بارليف»، الذي أقامته إسرائيل بعد احتلالها شبه جزيرة سيناء في عام 1967.
وعُرف البطل الراحل على امتداد حياته العسكرية والعامة في مصر بأنه أحد مفاتيح عبور قناة السويس في الحرب. ونعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اللواء يوسف، في بيان لها أمس، قائلة: «تنعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة، بطلاً من أبطال مصر الشجعان».
وذكرت بأن اللواء الراحل «كان صاحب فكرة استخدام قوة دفع المياه في حرب 1973 لهدم الساتر الترابي لخط بارليف، الذي كان وقتها رمزاً لتفوق العدو وسيطرته التامة على الضفة الشرقية لقناة السويس، ليفتح الطريق أمام قوات مصر الباسلة للعبور»، وأضافت أن «التاريخ والوطن سيذكران حفيد مهندسي مصر العظام، بناة الأهرام وصانعي الحضارة والإرث الإبداعي الكبير».
وأقيمت الصلاة على جثمان اللواء أركان حرب باقي زكي يوسف ظهر أمس، في كنيسة القديس مارمرقس كليوباترا، بمصر الجديدة.
جدير بالذكر أن اللواء يوسف من مواليد 1931، وقد تخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس قسم ميكانيكا سنة 1954، والتحق بالقوات المسلحة في نهاية عام 1954، وعمل في القوات المسلحة بجميع الرتب والمواقع المختلفة حتى نال رتبة لواء في 1984. وبدأ الراحل العمل في بناء السد العالي في أثناء خدمته، وطلب وقتها من القوات المسلحة ضباطاً مهندسين متخصصين، وكان له النصيب الأكبر في اختيارهم، وعاد إلى صفوف القتال بعد نكسة 1967.
يُشار إلى أن اللواء الراحل صمم مدفعاً مائياً فائق القوة، بإمكانه تحطيم وإزالة أي عائق أو ساتر رملي أو ترابي أمامه في زمن قياسي قصير، وبأقل تكلفة ممكنة، ما ساهم في تقليل الخسائر البشرية خلال تجريف خط بارليف وعبور القناة في الحرب.
ونعى اللواء مهندس هشام أبو سنة، نقيب مهندسي القاهرة، وأعضاء مجلس النقابة الفرعية بالقاهرة، وأعضاء الجمعية العمومية، «صاحب الفكرة العبقرية باستخدام مضخات وخراطيم المياه لتجريف رمال خط بارليف المنيع من الضفة الغربية لقناة السويس أثناء حرب أكتوبر المجيدة».
ونعى مجلس الوزراء اللواء يوسف «أحد أبطال وعقول حرب أكتوبر المجيدة، وأحد رجال القوات المسلحة الباسلة»، وقال في بيان صحافي إن «التاريخ سيظل يذكر بمجد وشرف بطولات أبناء القوات المسلحة على مدار العقود والأزمنة، وسيظل اسم الراحل الكريم محفوراً في سجلات الشرف المصرية».
وأوضح أن «الدولة حريصة على أن تظل هذه البطولات، وما حققه أصحابها، ماثلة في الأذهان وراسخة في الوجدان، تثير في نفوس الأجيال الحالية والمقبلة مشاعر الفخر والعزة والكرامة والاعتزاز بهذا الوطن وبطولات وأمجاد وتضحيات أبنائه المخلصين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».