مدبولي يستهل نشاطه بدعم مخطط لتحفيز السياحة

يتضمن إنشاء متحف وتطوير منطقة الأهرامات

مصطفى مدبولي
مصطفى مدبولي
TT

مدبولي يستهل نشاطه بدعم مخطط لتحفيز السياحة

مصطفى مدبولي
مصطفى مدبولي

استهل مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري الجديد، أول أنشطته الميدانية منذ أداء اليمين الدستورية قبل أقل من أسبوعين، بتفقد منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير بالجيزة، وهو المشروع الذي تعول عليه الحكومات المتعاقبة لتحفيز القطاع السياحي بالغ الأهمية، كمورد أساسي للعملات الأجنبية للبلاد.
وأجرى مدبولي جولته، أمس، رفقة عدد من كبار المسؤولين، وزار عدة مواقع في نطاق مشروع كبير تتبناه مصر لإنشاء المتحف المصري الكبير، وإعادة تأهيل منطقة الأهرامات الثلاثة الشهيرة لجذب مزيد من الزائرين، وذلك ضمن مخطط كبير لتطوير المنطقة.
وقال رئيس الحكومة، الذي لم يحظَ بعد بموافقة (شبه محسومة) مجلس النواب على تسميته، إن «مشروع المتحف المصري الكبير عالمي حضاري عملاق بكل المقاييس، وكذلك مشروع تطوير هضبة الأهرامات، الذي وصل إلى مراحل مبشرة جداً، وسيكون واحداً من أكبر المشروعات الثقافية والسياحية على مستوى العالم».
وتأثرت السياحة المصرية بشكل سلبي لافت بعد حادث سقوط طائرة سياحية روسية، ومقتل 224 شخصاً كانوا على متنها عام 2015. غير أن القاهرة تمكنت من تحقيق نشاط في القطاع، إذ ارتفع إجمالي عدد السائحين الوافدين إلى مصر من 539 ألف سائح خلال شهر فبراير (شباط) عام 2017، إلى 730 ألف سائح خلال الشهر نفسه من عام 2018، أي بنسبة ارتفاع قدرها 35.5 في المائة.
ووجه رئيس الوزراء بسرعة رفع كفاءة وتطوير مدخل منطقة الأهرامات الجديدة، و«الاهتمام بأعمال تنسيق الموقع والنظافة ليكون مشروع تطوير هضبة الأهرام واجهة مشرفة، تعبر عن تاريخ عظيم لهذا الوطن». ‏
من جهته، أوضح وزير الآثار خالد العناني، أن «المشروع يهدف إلى تطوير هضبة أهرامات الجيزة، وتوفير الخدمات للزائرين بشكل أفضل، مع تطوير منظومة الإضاءة والتأمين الإلكتروني، ما يعمل على استعادة المنطقة الأثرية لرونقها، بما يليق بالحضارة المصرية القديمة»، مشيراً إلى أنه «تم إنجاز 90 في المائة من أعمال مشروع التطوير، الذي يتم تنفيذه من خلال وزارة الآثار بتعاون مع وزارة السياحة والإسكان، وتحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتكلفة بلغت 400 مليون جنيه مصري (22 مليون دولار تقريباً)».
وبحسب ما أعلن العناني، فإن المشروع يتضمن «نقل المدخل الحالي للأهرامات إلى طريق أخرى، وتوفير حافلات كهربائية غير مضرة بالبيئة لنقل الزائرين داخل المنطقة الأثرية، وكذلك استحداث مركز للزوار لخدمة السائحين عند المدخل الرئيسي للهضبة، مزوّد بشاشات عرض وكتيبات، وخرائط توضيحية لكل موقع من المواقع الأثرية المختلفة الموجودة بالمنطقة، ومنها الأهرامات الثلاثة والمقابر الملكية، ومقابر كبار رجال الدولة والكهنة».
وبحسب بيانات رسمية، فقد قفزت إيرادات مصر من قطاع السياحة 123.5 في المائة، بتحقيق عائدات تقدر بـ7.6 مليار دولار في عام 2017.
وشدد رئيس الوزراء المصري على «الانتهاء خلال أسبوعين من الأعمال الإنشائية لمشروع تطوير هضبة الأهرامات، وحل مشكلة الخيول والجمال بالمنطقة، وعلاجها بطريقة حضارية منظمة، مع الحرص على عدم تضرر أصحاب الخيول والجمال، الذين يبلغ عددهم 1500 فرد».
وقال رئيس الوزراء إن «معدلات الإنجاز المرتفعة للمشروع، التي سجلت 78 في المائة ترجع إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المكلفة بتنفيذ المشروع من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والخاصة بالتوقيت الزمني للافتتاح قبل نهاية العام».
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن «المتحف المصري الكبير سيزيد من جاذبية مصر السياحية والثقافية على مستوى العالم، ويتزامن مع مشروع المتحف مشروعات تطوير كل شبكات الطرق المحيطة بالمتحف، وأيضاً الانتهاء من إنشاء مطار (سفنكس) على بعد 12 كيلومتراً وأيضاً تجهيز فنادق عالمية».
وتبلغ إجمالي مساحة المتحف المصري الكبير 491 ألف متر مربع، ويغطي المبنى نحو 168 ألف متر مربع، ويضم 100 ألف قطعة أثرية، ويستوعب 15 ألف زائر يومياً.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.