العاهل الأردني بعد لقاء ميركل: لا سلام من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى ترحيبه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عمان أمس (أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى ترحيبه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عمان أمس (أ.ب)
TT

العاهل الأردني بعد لقاء ميركل: لا سلام من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى ترحيبه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عمان أمس (أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى ترحيبه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عمان أمس (أ.ب)

أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، أكد خلالها الملك أنه لا سلام في المنطقة دون حل عادل يقود إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
والتقت ميركل العاهل الأردني في قصر الحسينية (غرب عمان) وأدليا بتصريحات عقب مباحثات تركزت على الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال الملك: «لا يمكن أن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل ودائم يقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».
وأكد أن «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال القضية المحورية في المنطقة، ولألمانيا والاتحاد الأوروبي دور رئيسي في تعزيز جهود السلام استناداً إلى حل الدولتين». من جهتها، قالت ميركل: «لا يمكن الحديث عن الأردن دون الإشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، التي تصب في صميم مصالحه، لكن للأسف لم نر على مدار عدة سنوات تقدماً فيها». وأضافت: «نحن جميعاً نعرف أهمية ما يقدمه الأردن من آراء للتوصل إلى حل»ووصلت أمس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بيروت في زيارة تستمر يومين، وتلتقي اليوم (الجمعة) رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد اجتماعها مساء أمس برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي كان في استقبالها في مبنى كبار الزوار في مطار رفيق الحريري الدولي.
وكان في استقبال ميركل ووفد رجال الأعمال الذي يرافقها، إضافة إلى الحريري، سفير لبنان في برلين مصطفى أديب، وسفير ألمانيا لدى لبنان مارتن هوث ومحافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة نجلا عساكر، إضافة إلى ممثل قائد الجيش العميد زخيا الخوري وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج دومط، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام».
وأقيمت للمستشارة الألمانية التي وصلت إلى بيروت آتية من الأردن، مراسم استقبال رسمية، قبل أن تتوجه والوفد المرافق إلى السرايا الحكومية، حيث شاركت في عشاء عمل أقامه الحريري على شرفها. ومن المتوقع أن تتركز محادثات ميركل في بيروت على موضوعين أساسيين، هما قضية النازحين والشراكة الاقتصادية عبر الاستثمارات الألمانية في لبنان. ومن المتوقع أن تختم ميركل زيارتها إلى بيروت بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد أن تعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع الحريري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».