البرلمان المصري يدرس فرض ضريبة جديدة على أصحاب الدخل المرتفع

TT

البرلمان المصري يدرس فرض ضريبة جديدة على أصحاب الدخل المرتفع

في حين يترقب أعضاء مجلس النواب المصري برنامج حكومة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي للتصويت على منحه الثقة، تدرس «لجنة الخطة والموازنة» في المجلس مقترحا بإجراء تعديل على مواد قانون الضريبة على الدخل، يسمح بإضافة شريحة جديدة لتحصيل ضريبة قدرها 25 في المائة من أصحاب الدخل المرتفع، الذين يحصلون على أجور سنوية تتجاوز نصف مليون جنيه (28.1 ألف دولار تقريبا).
ووفق قانون الضريبة على الدخل، فإن المصريين يدفعون المستحقات الضريبية وفق 5 شرائح متدرجة تحسب بشكل سنوي، ويبلغ الحد الأقصى للأولى 8 آلاف جنيه (معفاة بالكامل)، والثانية أكثر من 8 آلاف إلى 30 ألف جنيه (تدفع 10 في المائة ضريبة)، والثالثة أكثر من 30 ألف إلى 45 ألف (يستحق عليها 15 في المائة ضريبة)، والرابعة أكثر من 45 ألف وحتى 200 ألف (تدفع 20 في المائة ضريبة)، والخامسة أكثر من 200 ألف جنيه ومن دون حد أقصى (تسدد ضريبة 22.5 في المائة).
وقالت ميرفت ألكسان، النائبة بالبرلمان لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من مقترحها بالتعديل باستحداث شريحة جديدة هو «تحقيق العدالة عن طريق مساهمة أصحاب الدخول الأعلى في تمويل الإيرادات الضريبية للبلاد، التي تمثل الجانب الأكبر من إجمالي موارد الدولة (يقرب من 80 في المائة)».
وأوضحت ألكسان أن البرلمان أقر قبل نحو أسبوعين إعفاءات وخصومات للشرائح الضريبية المختلفة، غير أنها تحفظت على ذلك، واقترحت كبديل «إضافة شريحة جديدة بما يساهم في سد عجز الموازنة». وتابعت ألكسان موضحة أنه «ينبغي أن يساهم الأكبر دخلاً بمساعدة الأقل، وبالتبعية فإن إضافة شريحة أكبر ستنسحب على زيادة الشريحة المعفاة تماماً من الضرائب من أصحاب الدخول المتدنية»، موضحة أن «الشريحة الإضافية لن تؤثر على استقرار الاستثمارات بحسب ما يقول معارضون للمقترح».
وبحسب أحدث إحصاء رسمي أجري عام 2015، فإن نحو 28 في المائة من المصريين (يمثلون 30 مليون مواطن) كانوا يعيشون بمعدل دخل تحت خط الفقر (ألف جنيه شهرياً أو 56 دولاراً)، ويعتقد على نطاق واسع زيادة النسبة بسبب قرارات تعويم العملة المحلية، التي أقدمت عليها مصر قبل عامين، وتسببت في زيادة غير مسبوقة في معدلات التضخم بالبلاد، تجاوزت 30 في المائة.
وأفادت ألكسان أن المقترح، الذي تقدمت به، سيكون رهناً بتقديم الحكومة لبرنامجها إلى البرلمان لدراسته، وإعداد تقرير بشأنه والتصويت على منحها الثقة، وهو ما سيتم على أساسه تحديد موعد لمناقشة مقترحها ضمن جدول أعمال البرلمان.
وبشأن موقفها من المقترح المقدم من النائب البرلماني كمال أحمد بفرض «ضريبة على الثروة لمرة واحدة»، قالت عضو لجنة الخطة والموازنة إن «المقترح لم يكن تفصيلياً، ولم يكن واضحاً بشكل كاف لطبيعة حساب الثروة التي سيتم تحصيل ضريبة عليها، إذ تتنوع بين الأصول والحسابات والعقارات أو الأنشطة التجارية والصناعية»، ومع ذلك فقد أشارت إلى أنها «تؤيد بشكل عام مساهمة أصحاب الدخل الكبير في تمويل عجز الموازنة»



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.