هادي يشدد على تحرير الحديدة وقرقاش يعتبر السيطرة عليها مسألة وقت

TT

هادي يشدد على تحرير الحديدة وقرقاش يعتبر السيطرة عليها مسألة وقت

شدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، على استمرار العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش والمقاومة الشعبية، بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية، لتحرير مدينة الحديدة ومينائها.
ووردت تصريحات الرئيس اليمني خلال اتصال هاتفي، أمس، مع قائد «اللواء الأول - عمالقة» العميد رائد الحبهي للوقوف على آخر التطورات الميدانية في جبهة الساحل الغربي. وأفادت وكالة «سبأ» الرسمية أن هادي أشاد «بالجهود الكبيرة التي يجسدها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة الساحل الغربي وما يحققونه من انتصارات متسارعة على الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران والتي تسببت بوضع كارثي في محافظة الحديدة منذ سيطرتها على المحافظة ومينائها».
وشدد هادي على «مواصلة الانتصارات النوعية حتى تحرير المحافظة بالكامل من براثن الميليشيات الانقلابية» التي قال إنها «عاثت في المحافظة فساداً، وتسببت بوضع اقتصادي وإنساني غاية في الصعوبة إثر نهبها للمساعدات الإغاثية والموارد المالية وتجييرها لصالح ما تسميه المجهود الحربي وقتل أبناء الشعب».
وأكد أن الحكومة «مهتمة بالجيش الوطني وتقديم أوجه الدعم كافة لتحقيق الانتصارات في مختلف المواقع والجبهات القتالية»، مثمناً موقف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وإسناد من دولة الإمارات، مشيراً إلى أن جنوده «يخوضون مع أشقائهم المعارك دفاعاً عن الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وحماية الشعب اليمني من الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات أمام مرأى ومسمع من العالم».
إلى ذلك، شدد مسؤول إماراتي، أمس، على أن هجوم التحالف نحو ميناء الحديدة لن يتوقف إلا إذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط، فيما تتواصل مهمة مبعوث الأمم المتحدة في صنعاء لمحاولة التوصل إلى تسوية، ضمن مسعى وصفته الإمارات بأنه «الفرصة الأخيرة».
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش في مؤتمر صحافي في دبي: «نقوم بهذا الضغط ليساعد أيضاً المبعوث الأممي حالياً في فرصته الأخيرة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من المدينة وتجنيب المدينة أي مواجهة». وأضاف: «إذا لم يتم ذلك، فإننا مصممون على تحقيق أهدافنا»، مشدداً على أن «أي عرض للانسحاب لا يجب أن يكون مشروطاً... لو أرادوا (الحوثيون) وضع شروط فكان عليهم أن يقوموا بذلك قبل عام حين كانت المفاوضات جارية، وكانوا في وضع أفضل. هذا ليس وقت التفاوض بل وقت الانسحاب من دون شروط». وأشار قرقاش إلى أن المتمردين «يجنون الكثير من الأموال» من جراء سيطرتهم على الميناء.
واعتبر أن «السيطرة على الحديدة بالكامل بالنسبة إلى التحالف مسألة وقت مراعاة للحالة الإنسانية في المدينة»، مشيراً إلى أن «الطريق مفتوح أمام الحوثيين للخروج والقبول بالحل السياسي من دون مقاومة». وقال: «تركنا خط الحديدة - صنعاء مفتوحاً لضمان استمرار تدفق المساعدات لليمنيين، وأيضاً ليكون طريقاً للحوثيين للانسحاب وتسليم المدينة من دون حرب».
وعن وجود دور إيراني محتمل على الأرض في معركة الحديدة، قال قرقاش: «لا معلومات لديّ. لكن الأكيد أن إيران تقدم لهم مساعدة سياسية وإعلامية»، مشدداً في الوقت ذاته على أن «تهريب السلاح في الوقت الحالي ليس ممكناً... لا يمكن تهريب السلاح الآن لأن كل الأعين على الحديدة». ولفت إلى أن «فرنسا قدمت عرضاً للمساعدة في إزالة الألغام التي زرعها المتمردون» في الحديدة، لكنه شدد على أن «لا قوات فرنسية في اليمن».
وأكد «حرص قوات التحالف على حماية أرواح المدنيين خلال العملية العسكرية في الحديدة». وأوضح أن «التحالف حريص على تجنيب المدنيين آثار الحرب، لذلك تتم العملية بشكل مدروس ومتدرج. وبالتوازي مع الخطوات العسكرية، هناك جسر إغاثي لتقديم المساعدات العاجلة للمدنيين».
وأشار الوزير الإماراتي إلى أن «الحوثيين يمثلون 3 في المائة فقط من السكان، ويحققون 3 مليارات دولار سنوياً من السيطرة على ميناء الحديدة الذي يعد إحدى محطات دعم الحوثيين وتهريب السلاح لهم». ولفت إلى أن «ميناء الحديدة مستمر في عمله، لكن هناك تخوفاً من أن يكون مفخخاً». وعبر عن دهشته للدعم الخارجي للحوثيين، وقال: «رأينا دعماً إيرانياً - قطرياً - إخوانياً عجيباً غريباً للميليشيات الحوثية في اليمن».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».