رئيس وزراء إثيوبيا يقوم بزيارة خاطفة للصومال

TT

رئيس وزراء إثيوبيا يقوم بزيارة خاطفة للصومال

اتفق الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو مع ضيفه الزائر رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وذلك في نهاية زيارة مفاجئة قام بها آبى أحمد إلى العاصمة الصومالية مقديشو واستغرقت بضع ساعات.
وقال بيان مشترك بعد المحادثات الثنائية، إن الطرفين اتفقا أيضا على أهمية استمرار التعاون النشط بينهما في مكافحة الإرهاب بفاعلية، والتعامل مع التحديات الأمنية عبر الحدود. وأشادت الحكومة الصومالية بشجاعة وتضحية بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام «أميصوم»، وأثنت على ما وصفته بالدور البارز للقوات الإثيوبية في هذا الصدد، فيما أكد البيان أهمية دور بعثة «أميصوم» في التقدم الذي أحرزته الصومال. كما وافقا بحسب البيان، على فتح مكاتب دبلوماسية وقنصلية متبادلة في المدن الرئيسية في الصومال وإثيوبيا، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير للسماح بحرية حركة السلع تتضمن إزالة جميع الحواجز التجارية والاقتصادية وتعميق وتوسيع الروابط الاقتصادية، وتطوير البنية التحتية الحيوية في تطوير الموانئ والطرق السريعة الرئيسية التي تربط بين البلدين.
وفي محاولة لجذب الاستثمارات الأجنبية، اتفقا فرماجو وآبي أحمد على الاستثمار المشترك في 4 موانئ بحرية رئيسية بين البلدين، وبناء شبكات الطرق الرئيسية، عبر تشكيل فريق فني مشترك.
واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي، أن هدف زيارته هو فتح صفحة جديدة وعلاقة جيدة من أجل تعزيز «جهودنا المشتركة، لا سيما استئصال الإرهاب من المنطقة» التي قال إنها، بحاجة إلى مزيد من الأمن والاستقرار. وتعتبر زيارة آبي أحمد هي الأولى من نوعها منذ توليه مهام منصبه كرئيس لوزراء إثيوبيا.
من جهة أخرى، يخطط رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإنهاء عقود من النزاع مع إريتريا المجاورة، لكن تحقيق هذا الهدف يحتم عليه أولا أن يقنع بذلك سكان مدينة بادمي الحدودية التي يتنازعها البلدان. ويعتزم آبي أحمد القيام خلال الأسبوع القادم، بزيارة إلى مدينة هاواسا، عاصمة الولاية الإقليمية الجنوبية في إثيوبيا، والتي شهدت أعمال شغب، من أجل العمل على تهدئة التوترات هناك. وقالت الإذاعة الإثيوبية الرسمية إنه من المنتظر أن يجتمع مع شيوخ المجتمع المحلي ومسؤولي محليين من أجل استعادة السلام في المدينة، مشيرة إلى أنه يخطط لإنشاء لجنة للحدود من أجل حل النزاعات الإقليمية التي أثيرت في أجزاء مختلفة في إثيوبيا. وطالبت «جبهة تحرير شعب التيغري» التي تتولى إدارة بادمي بعقد اجتماع طارئ للتحالف الحاكم في إثيوبيا حول هذا الملف.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.