أعلنت وزارة الدفاع الأميركية مقتل قائد كبير في حركة طالبان خلال غارة جوية أميركية في ولاية كونار شرقي أفغانستان، على الحدود مع باكستان. ولم يعلن مسؤولو «البنتاغون» اسم القائد الكبير، لكن وسائل إعلام أميركية رجحت أن يكون زعيم حركة طالبان الباكستانية، الملا فضل الله. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي، الليفتنانت كولونيل مارتن أودونيل، في بيان إن «القوات الأميركية شنت ضربة ضد الإرهاب مساء الأربعاء الماضي، في ولاية كونار قرب الحدود بين أفغانستان وباكستان استهدفت إرهابيا كبيرا في منظمة إرهابية». ولم يحدد المتحدث العسكري، اسم الهدف ولا المنظمة التي ينتمي إليها، لكنه أكد أن القوات الأميركية مستمرة في «الالتزام بوقف إطلاق النار»، الذي توصلت إليه كابل مع حركة طالبان أفغانستان. وأضاف المتحدث العسكري: «نواصل مع القوات الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي الالتزام بوقف إطلاق النار من جانب أفغانستان مع حركة طالبان، وكما ذكرنا سابقا فإن وقف إطلاق النار لا يتضمن جهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب ضد (داعش) و(القاعدة) وغيرهما من الجماعات الإرهابية الإقليمية والدولية أو الحق الأصيل لدي القوات الأميركية والدولية للدفاع عن أنفسنا في حال تعرضنا للهجوم».
وشدد على أنه يأمل أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى الحول والمضي قدما في المصالحة ونهائية دائمة للعمليات العدائية. وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد أعلن وقفاً لإطلاق النار الأسبوع الماضي وبدأ سريانه بالفعل هذا الأسبوع حتى العشرين من يونيو (حزيران) الحالي واقترح تمديده لفترة أطول.
إلى ذلك قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأفغانية أمس الجمعة إن الملا فضل الله زعيم جماعة طالبان الباكستانية قُتل في ضربة جوية أميركية أفغانية في أفغانستان قرب الحدود بين البلدين. وأكد مسؤول في قوة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان مقتل فضل الله الأربعاء.
في المقابل، أكد محمد رادمنيش المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية مقتل الملا فضل الله زعيم حركة طالبان في عملية جوية مشتركة في منطقة ماراويرا الحدودية في إقليم كونار في التاسعة صباحاً يوم الخميس بتوقيت أفغانستان. ومن المتوقع أن يؤدي مقتل الملا فضل الله إلى تخفيف حدة العلاقات المتوترة بين إسلام آباد وواشنطن. وتسعى واشنطن لدفع باكستان لإقناع قادة طالبان - الذين يتخذون من الأراضي الباكستانية ملاذاً لهم - بفتح مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاماً في أفغانستان. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في مارس، عن مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار، لمن يساعدها في الكشف عن مكان الملا فضل الله، الذي تحمّله واشنطن المسؤولية عن اعتداءات كثيرة أدمت باكستان وكان الملا فضل الله مسؤولاً عن إطلاق النار على ملالا يوسف زاي عام 2010 بسبب دعوتها لتعليم الفتيات والتي حصلت فيما بعد على جائزة نوبل للسلام. بالإضافة إلى محاولة تفجير سيارة مفخخة في ميدان تايمز سكوير في نيويورك في 2010.
وقد برز اسم الملا فضل الله كزعيم متشدد في منطقة وادي سوات شمال غربي العاصمة الباكستانية إسلام آباد، واشتهر على مدى عشر سنوات بسبب خطاباته النارية التي كان يتم بثها عبر قناة إذاعية منذ عام 2007، وروجت لحركة طالبان في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية وتشير بعض التقارير إلى أن عدد عناصر طالبان باكستان يتراوح ما بين 30 و35 ألف مسلح معظمهم من خريجي المدارس الدينية.
وقد انتخبت حركة طالبان الباكستانية الملا فضل الله قائدا لها في عام 2013 خلفا للملا حكيم الله محسود زعيم الحركة الذي تم قتله في غارة جوية بطائرة دون طيار في عام 2013. وبحسب الخارجية الأميركية، فإن حركة طالبان باكستان تقيم «تحالفاً وثيقاً مع تنظيم القاعدة»، وقد درَّبت أيضاً فيصل شهزاد، الذي حاول تفجير سيارة مفخخة في ميدان «تايمز سكوير». وفي سبتمبر (أيلول) 2010 أعلنت واشنطن أدراج حركة طالبان على لائحة المنظمات الإرهابية. وفي 2014 تبنت الجماعة الإرهابية، هجوماً على مدرسة في بيشاور، أسفر عن مجزرة راح ضحيتها أكثر من 150 قتيلاً. وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان اللفتنانت كولونيل مارتن أودونيل إن القوات الأميركية نفذت «ضربة ضد الإرهاب» استهدفت «قياديا كبيرا في منظمة إرهابية محددة». وقال أودونيل: «القوات الأميركية في أفغانستان وقوة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي تواصل الالتزام... بوقف إطلاق النار من جانب واحد المعلن من قبل (حكومة) أفغانستان مع طالبان الأفغانية».
وأعلنت الحكومة الأفغانية وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي وبدأ سريانه هذا الأسبوع.
وقال أودونيل: «كما هو معلن من قبل لا يشمل وقف إطلاق النار جهود مكافحة الإرهاب الأميركية ضد (تنظيمي داعش والقاعدة) والجماعات الإرهابية الأخرى الإقليمية والدولية أو حق الولايات المتحدة والقوات الدولية الثابت في الدفاع عن النفس إذا هوجمنا، نأمل أن تؤدي هذه الهدنة إلى الحوار وإلى تحقيق تقدم في المصالحة ووقف دائم للأعمال القتالية».
وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني وقفا لإطلاق النار يستمر إلى 20 يونيو، لكنه قال اليوم الجمعة إن وقف إطلاق النار يمكن تمديده.
ويمكن أن يحسن موت فضل الله العلاقات المتصدعة بين إسلام آباد وواشنطن حتى في الوقت الذي تطبق فيه أفغانستان وقفاً لإطلاق النار غير مسبوق مدته ثلاثة أيام مع طالبان الأفغانية وهي الحركة الأكبر.
وتعتبر باكستان صاحبة دور رئيسي في إقناع قادة طالبان الأفغانية، الذين تعتقد الولايات المتحدة أنهم يتخذون من باكستان مأوى لهم، ببدء مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاماً في أفغانستان. ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من المتحدثين الحكوميين أو العسكريين في باكستان. وقال عضو في طالبان الباكستانية لـ«رويترز» عبر الهاتف أمس إن الجماعة تسعى للحصول على معلومات من أفغانستان التي يتمركز فيها حالياً معظم مقاتلي الجماعة. وظهر الملا فضل الله قائداً إسلامياً في وادي سوات شمال غربي العاصمة الأفغانية إسلام آباد منذ أكثر من عشر سنوات. وعرف باسم «الملا راديو» بسبب خطبه النارية التي يوجهها عبر محطة إذاعية.
وأثار سخط الباكستانيين بسبب هجوم 2014 على مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور، وهو الهجوم الذي قتل فيه رجال طالبان بالرصاص 132 تلميذاً على الأقل.
ويعتقد أيضاً أنه أمر بقتل ملالا يوسف زاي في 2012، وكانت في الخامسة عشر من عمرها بسبب دفاعها عن تعليم الفتيات.
وقبل عشر سنوات بدأت طالبان الباكستانية حربا هدفها إقامة نظام حكم يطبق تفسيرا متشددا للشريعة لكن معظم مقاتليها موجودون الآن في أفغانستان. وطالبان الباكستانية منفصلة عن طالبان الأفغانية التي حكمت البلاد لمدة خمس سنوات قبل الإطاحة بها خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2001.
وتتهم واشنطن باكستان بإيواء طالبان الأفغانية وشبكة حقاني المتحالفة معها وتنفي إسلام آباد ذلك. وتقول باكستان إن طالبان الباكستانية تتخذ من أفغانستان مأوى لها.
واشنطن تعلن مقتل زعيم {طالبان ـ باكستان} الملا فضل الله
خلال غارة جوية أميركية بولاية كونار شرق أفغانستان
واشنطن تعلن مقتل زعيم {طالبان ـ باكستان} الملا فضل الله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة