تعد الهند إحدى كبرى الدول المنتجة للصلب في العالم بعد أن ارتفع إنتاجها مؤخراً بنسبة 7%، ولا تزال تعمل على زيادة الإنتاج في ضوء المطالبات المتزايدة من كبار اللاعبين العالميين لشركات الصلب الهندية لزيادة إنتاجها.
غير أن 3 من بين كبرى شركات صناعة الصلب في الهند أعلنت إفلاسها، مما دفع بالبنوك لأن تهرع لاسترداد وتعويض القروض التي دفعتها لهذه الشركات. كان أكثر من استفاد من تلك الأزمة شركات عملاقة مثل «تاتا ستيل»، و«أركيلور ميتال» و«فينداتا» التي دخلت في صراع لإحكام قبضتها على قطاع أصبح صفقة قابلة للمساومة.
وقد هرعت تلك الشركات الكبرى لشراء الشركات المفلسة بسعر زهيد، لأن منظور القطاع برمته بدا أنه قد أخذ في التحرك إلى الأمام. وساعدت حزمة إجراءات حماية الواردات التي فرضتها الحكومة الهندية، بالإضافة إلى أزمة العرض في الصين، على زيادة أسعار الصلب خلال العام الماضي.
واستحوذت شركة «تاتا» مؤخراً، إحدى كبرى شركات إنتاج الصلب في العالم والتي تعمل في 26 دولة، على شركة «بوشان» الهندية بعد أن أعلنت إفلاسها، وذلك مقابل 5.21 مليار دولار. وبتلك الضربة، ارتفع إنتاج مجموعة شركات الصلب في الهند بواقع 40% بين ليلة وضحاها. لكن «تاتا» لم تكتفِ بذلك، فقد دخلت مجموعة شركات الصلب الهندي –والتي تعمل بإجمالي رأسمال يبلغ 103 مليارات دولار- في منافسة مع شركة «ليبرتي هاوس» ومقرها بريطانيا ومجموعة «جي إس دابليو» للاستحواذ على شركة صلب كبرى هي «بوشان باور آند ستيل».
وتسعى شركة «تاتا ستيل» للتركيز على السوق المحلية، وذلك بعد أكثر من 10 سنوات من شرائها لشركة «كوراس» ومقرها المملكة المتحدة. وتجري «تاتا» مباحثات في الوقت الحالي مع نظيرتها «ثيسنكروب» بغرض دمج الكثير مما تبقى من وحداتها في أوروبا. ورغم إرجاء عملية الدمج، فمن المتوقع استكمالها نهاية العام الجاري.
وفي قطاع الصلب الهندي، تهيمن 6 شركات هي «تاتا ستيل»، و«جي إس دابليو»، و«بوشان ستيل»، و«أيسار ستيل» على 85% من إنتاج الصلب المسطح. ومن تلك الشركات 3 تخضع لإجراءات إشهار الإفلاس وفق قانون الإعسار والإفلاس الهندي.
وفي غضون ذلك، تعمل شركة «أركيلور ميتال»، ومقرها لكسمبورغ والتي تعد ضمن أكبر شركات إنتاج الصلب في العالم والتي يمتلكها الملياردير لاكشمي ميتال المقيم في بريطانيا، على إزالة العقبات الكفيلة بتصديق المحكمة على العطاء الذي تقدمت به لشراء شركة «إيسار ستيل» بمبلغ 4.9 مليار دولار.
وتعد شركة «إيسار» ضمن الشركات الصناعية في الهند، وجاء افتتاحها في عام 1997 ليشكل إضافة إلى شركات الهند الكبرى بعدما توسعت بصورة كبيرة في مدينة تشيناي الهندية. وكان الملياردير ميتال قد خسر بالفعل عطاء لشراء شركة «مونيت إزبيت»، بينما فازت به مجموعة «جي إس دابليو غروب» التي يمتلكها رجل الأعمال البارز سيجان جندال. وربما يكون مصنع «إيسار ستيل» الفرصة الأخيرة لميتال للاستحواذ على أصول كبيرة في الهند بعد فترة انتظار طويلة للاستثمار في الهند منذ عام 2006 عندما فازت مجموعته التي تحمل اسم «ميتال ستيل» بعطاء شركة «أركيلور» مقابل مبلغ 33 مليون دولار.
وفي مقابلة شخصية جرت في وقت سابق مع صحيفة «ماني كونترول»، ذكر لاكشمي ميتال أن شركة «أركيلور ميتال» تركز على شركة «إيسار ستيل» لتصبح باكورة عملها في الهند. وتخطط الشركة لإنشاء مشروعات صديقة للبيئة بمدن جرخاند وأوديشا وكرنتكا.
وتمكنت مجموعة «فيدانتا غروب»، عملاق التعدين البريطاني التي يمتلكها البارون الهندي أنيل أغرويل، من الاستحواذ على شركة «إلكتروستيل ستيلز المحدودة» مقابل مبلغ 813 مليون دولار. ومن المقرر أن تشارك الشركة في أسهم «إلكتروستيل» بقيمة 275.7 مليون دولار وأن تطرح مبلغ 536.9 مليون دولار لتسوية ديون «إلكتروستيل» مع دائنيها.
وتعد صناعة الصلب عنصراً متكاملاً مع صناعة تعدين ركائز الحديد التي تمثل المادة الخام لصناعة الصلب. وشركة «إلكتروستيل» تمتلك وتدير مصنعاً متكاملاً لتصنيع الحديد بالقرب من وحدات إنتاج ركائز الحديد في شركة «فيدنتا». ويبلغ إنتاج المصنع حالياً نحو 1.5 مليون طن سنوياً، ومن المتوقع زيادة الإنتاج إلى 2.5 مليون طن في المستقبل.
وحسب تقديرات وكالة تصنيف «موديز»، «فلكي ترفع شركة (إلكتروستيل) إنتاجها إلى 2.5 مليون طن، يتعين على شركة (فيندتا) أن تنفق ما بين 100 مليون و150 مليون دولار سنوياً من موازنتها لعامي 2019 و2020».
وتتوقع «موديز» أن يرتفع استهلاك الصلب بواقع 5.5 – 6% عام 2018، وهو أحد أعلى معدلات النمو في آسيا. ونظراً إلى التوسع الحضري، تعد مشاريع البنية التحتية الكبيرة والارتفاع الكبير في قطاع السيارات والنقل، السبب الأول لزيادة الإقبال على الصلب، حسب «موديز».
وصنفت وكالة «ودي لتصنيف الاستثمار» استحواذ شركة «فيندتا» العملاقة للتعدين على شركة «إلكتروستيل» التي أشهرت إفلاسها بـ«الائتمان» الإيجابي، مشيرة إلى أن الإجراء سوف يرتقي بمستوى الشركة المفلسة.
وبالتزامن مع هذا الحدث، فقد أنشأت مجموعة الشركات اليابانية ذات النشاط المتنوع «سوميتومو كوربوريشن» شركة مشتركة تحت اسم «موكاند سومي سبيشال ستيل المحدودة» برأسمال 173.6 مليون دولار بالشراكة مع شركة «موكاند المحدودة» للسيارات.
ومن المقرر أن يعمل المشروع المشترك في إنتاج وتسويق قضبان الحديد الزهر التي تنتجها حصرياً مع مصانع «موكاند المحدودة» للصلب في كرنتكا. ومن المقرر أن يقوم المشروع المشترك بتوفير الصلب الذي تحتاج إليه صناعة السيارات ولغيرها من الصناعات الهندسية، وستحتفظ شركة «موكاند» بنسبة 51% من أسهم الشركة.
تعد شركة «موكاند» مورداً للحديد الاختصاصي لمختلف صانعي الصلب العالميين العاملين في الهند، نظراً إلى المكونات الدقيقة التي تتطلبها تلك المصانع.
وتمتلك مؤسسة «سوميتومو كوربوريشن» 500 شركة موزعة على 129 موقعاً في 66 دولة ومنطقة في العالم، ويعد استثمارها في الهند الأكبر في العالم، وهو الأكبر لشركة يابانية في الهند.
انتعاش حركة الاستحواذات على قطاع الصلب في الهند
أدى إلى زيادة الإنتاج بنحو 40 %
انتعاش حركة الاستحواذات على قطاع الصلب في الهند
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة