تقرير سري أممي يؤكد وجود «بصمات إيرانية» على صواريخ الحوثي

تقرير سري أممي يؤكد وجود «بصمات إيرانية» على صواريخ الحوثي
TT

تقرير سري أممي يؤكد وجود «بصمات إيرانية» على صواريخ الحوثي

تقرير سري أممي يؤكد وجود «بصمات إيرانية» على صواريخ الحوثي

أفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير سري أعده لمجلس الأمن حول القرار 2231 وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بأن خبراء المنظمة الدولية تعرفوا على مكونات إيرانية الصنع والتصميم في حطام خمسة صواريخ باليستية أطلقتها ميليشيات الحوثي ضد السعودية منذ يوليو (تموز) 2017.
وأورد غوتيريش في تقريره الخامس حول تنفيذ القرار أن «الأمانة العامة عرضت بعناية كل المعلومات والمواد المتاحة في شأن الادعاءات المتعلقة بنقل الصواريخ الباليستية أو أجزاء منها أو التكنولوجيا ذات الصلة من إيران إلى الحوثيين في اليمن، والتي ربما تكون قد استخدمت في عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية التي تستهدف أراضي المملكة العربية السعودية»، مضيفاً أنه «على أساس المعلومات والمواد التي جرى تحليلها، فإن تقييم الأمانة هو أن حطام خمسة صواريخ أطلقت على ينبع والرياض منذ يوليو 2017 يشترك في سمات تصميم رئيسية بنوع معروف من الصواريخ التي تصنعها إيران». وأضاف أن أن «تقييم الأمانة العامة (خلص إلى) أن بعض الأجزاء المكونة للحطام صنعت في إيران». غير أنها «لم تتمكن بعد من تحديد موعد نقل مثل هذه الصواريخ أو أجزاء منها أو التكنولوجيا ذات الصلة من إيران، ولا سيما ما إذا كان النقل حصل بعد 16 يناير (كانون الثاني) 2016، اليوم المحدد في دخول الاتفاق حيز التنفيذ».
وأشار إلى أنه «في فبراير (شباط) 2018، لفتتني إسرائيل إلى معلومات عن احتمال وجود طائرة إيرانية من دون طيار أتت من سوريا، وذكرت إسرائيل أنها اعترضتها وأسقطتها بعد دخولها المجال الجوي الإسرائيلي». ولكن «لم تتح الفرصة للأمانة بعد لفحص حطامها». بيد أنه لفت إلى تقارير لوسائل الإعلام الإيرانية عن نشر كثير من الطائرات الإيرانية بلا طيار في سوريا، مضيفاً أنه «لا توجد لدى الأمانة معلومات عن مالك أو مشغل الطائرة من دون طيار».
كذلك لفت إلى أن الأمانة العامة «دعيت إلى درس أسلحة وعتاد ذي صلة استولت عليها البحرين بعد 16 يناير 2016، كما أنجزت الأمانة استعراضها لسفينة محملة بالمتفجرات اكتشفتها القوات المسلحة الإماراتية». وأضاف أنه «في كلتا الحالتين، فإن الأمانة واثقة من أن بعض الأسلحة والمواد ذات الصلة إيرانية الصنع»، لكنها لم تعثر على الدليل الخاص بنقلها من إيران بعد 16 يناير 2016.
وأشار إلى ما قاله القائد في «حماس» يحيى السنوار في 21 مايو (أيار) 2018 عن تزويد إيران لـ«كتائب القسام» وجماعات مسلحة أخرى في غزة بالمعدات العسكرية والمال والخبرة، بما في ذلك بعد النزاع في غزة عام 2014. منبهاً إلى أن «أي عمليات نقل أسلحة إيرانية بعد تاريخ 16 يناير (...) مخالف للأحكام المرفقة بالقرار 2231». وكشف أن الكيانات الإيرانية الموضوعة على لوائح العقوبات «لا تزال تشارك في معارض الأسلحة الأجنبية، بما في ذلك منظمة الصناعات الدفاعية، وهي كيان مدرج في القائمة وفقا للقرار 2231». وأكد أن أن الجنرال قاسم سليماني «يواصل السفر إلى العراق على رغم أحكام حظر السفر» الواردة ضده.
وفي استنتاجات رئيسية أخرى، قال غوتيريش إن الأمم المتحدة «تبحث في تقارير من دولتين (لم يذكر اسميهما) تفيد بأن إيران تلقت مواد ومعدات وتكنولوجيا مزدوجة الاستخدام» في انتهاك لقيود فرضها مجلس الأمن. كما أفاد بأنه تلقى رسالة مؤرخة 15 مايو من السفير الأوكراني تشير إلى أن أجهزتها الأمنية «منعت محاولة قام بها اثنان من المواطنين الإيرانيين لشراء ونقل» مكونات لصاروخ جو - جو والوثائق الفنية ذات الصلة به.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».