مشروع قانون إسرائيلي يمنع تصوير الجنود خلال المظاهرات

TT

مشروع قانون إسرائيلي يمنع تصوير الجنود خلال المظاهرات

اتفقت أحزاب الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل على بحث مشروع قانون جديد في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، خلال جلستها الأسبوعية غدا الأحد، يقضي بمنع نشطاء الجمعيات وحركات حقوق الإنسان، أو حتى المواطنين العاديين، من توثيق وتصوير ممارسات وأعمال جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو رجال شرطته ضد المواطنين الفلسطينيين.
وذكرت مصادر مطلعة في وزارة الأمن الداخلي، المبادرة للمشروع، أن «الوزارة تفحص إمكانية أن يطبق وينفذ القانون أيضا على أفراد الشرطة، بحيث يشمل حظر التصوير أيضا قوات الأمن في البلاد».
وينص مشروع القانون على منع تصوير الجنود أثناء تنفيذ «أي عمليات عسكرية»، بذريعة أن ذلك قد يؤثر سلبا على معنوياتهم. لكن بعض الحقوقيين اعتبروا أن الخطوة ترمي إلى منعهم من توثيق انتهاكات العسكريين الإسرائيليين.
كما ينص المشروع على منع تصوير الجنود أو تسجيل مواد صوتية لهم، ومنع نشر صورهم في وسائل الإعلام، أو مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حال ثبت أن التصوير يهدف «المس بروح الجنود القتالية فسيحكم على من يصور بالسجن 5 سنوات، أما إذا كان الهدف المس بأمن الدولة فالسجن سيكون 10 سنوات».
وجاء في مسوغات طرح هذا القانون أن هناك مؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات حقوقية تعمل على تصوير الجنود، وأنها تهدف إلى تخويف الجنود من محاكمات دولية، وتشويه صورة إسرائيل وتدعو لمقاطعتها. ويهدف مشروع القانون، الذي بادر إليه عضو الكنيست روبرت إيلاطوف، من حزب «يسرائيل بيتنو»، إلى الرفع من معنويات الجنود والمواطنين الإسرائيليين، كما يسعى مشروع القانون لحماية الجنود الإسرائيليين، الذين يرتكبون مخالفات بحق الفلسطينيين. وجاء في مقدمة نص القانون: «منذ سنوات طويلة ونحن أمام ظاهرة مقلقة، مفادها توثيق أنشطة وأعمال جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، من خلال مقاطع فيديو وصور وتسجيلات، تقوم بها جمعيات ومنظمات مناهضة لإسرائيل وتدعو لمقاطعتها».
وبدأ الحديث عن سن هذا القانون منذ سنتين، بعد تفجر قضية الجندي القاتل إليئور أزاريا، الذي أعدم الجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف، رغم أنه كان مصابا ومسلوب الإرادة وملقى على الأرض في مدينة الخليل في الضفة الغربية عام 2016. في جريمة وثقتها كاميرات الفيديو. وكان هذا التوثيق سندا أساسيا في المحكمة ضد الجندي القاتل. ومع ذلك، فقد تمت تبرئته من تهمة القتل المتعمد يومها، وحكم عليه بالسجن سنتين، أمضى نصفها تقريبا قبل أن يتم إطلاق سراحه.
يشار إلى أن آلاف الشبان الفلسطينيين، تجندوا لمؤسسة «بتسليم» الإسرائيلية الحقوقية، ضمن مشروع لتصوير انتهاكات جنود الاحتلال في الضفة الغربية. وتقوم هذه المؤسسة بتوزيع الكاميرات في المناطق الساخنة لهذا الهدف، وساهم مشروعها في كشف عدد من جرائم الاحتلال، إحداها جريمة قيام الجندي أزاريا بإطلاق النار على الشاب عبد الفتاح الشريف وهو ينزف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».