تغييرات سيادية في الحكومة المصرية الجديدة

زكي للدفاع وتوفيق للداخلية ومعيط للمالية... وحصة المرأة ترتفع لـ8

السيسي لدى استقباله في مكتبه أمس وزير الدفاع الجديد (الأول من اليسار) وسلفه (أ.ب)
السيسي لدى استقباله في مكتبه أمس وزير الدفاع الجديد (الأول من اليسار) وسلفه (أ.ب)
TT

تغييرات سيادية في الحكومة المصرية الجديدة

السيسي لدى استقباله في مكتبه أمس وزير الدفاع الجديد (الأول من اليسار) وسلفه (أ.ب)
السيسي لدى استقباله في مكتبه أمس وزير الدفاع الجديد (الأول من اليسار) وسلفه (أ.ب)

شهدت الحكومة الجديدة في مصر برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي تغييرات سيادية كبيرة، حيث تم تعيين وزيرين جديدين للدفاع والداخلية. وأدى الفريق محمد أحمد زكي، الذي كان يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري، اليمين الدستورية وزيراً للدفاع خلفاً للفريق أول صدقي صبحي. وعُين اللواء محمود توفيق، الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز الأمن الوطني، وزيراً جديداً للداخلية خلفاً للواء مجدي عبد الغفار. كما عُين الدكتور محمد معيط، وزيراً للمالية، وكان يشغل منصب نائب وزير المالية لشؤون الخزانة العامة منذ مارس (آذار) 2016. وعين الفريق يونس المصري وزيراً للطيران وكان يشغل منصب قائد القوات الجوية. واللواء محمود شعراوي، وزيراً للتنمية المحلية، وكان مسؤولاً بإدارة مكافحة النشاط المتطرف بقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، هو صاحب أشهر العمليات الناجحة التي قام بها الجهاز.
وأدت حكومة مدبولي، التي شهدت ارتفاعاً في الحقائب الوزارية الخاصة بالمرأة، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) أمس. كما أدى مصطفى مدبولي أيضاً اليمين الدستورية لتولي مهام وزير الإسكان في التشكيل الوزاري نفسه.
وعقد السيسي اجتماعاً مع كل من وزيري الدفاع والداخلية السابقين، ووزيري الدفاع والداخلية الجديدين في حكومة مدبولي.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الرئيس أشاد خلال الاجتماع بمستوى التنسيق والتعاون المتميز بين القوات المسلحة والشرطة من أجل مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن والحماية للمواطن المصري وترسيخ الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد، ووجه الرئيس التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة والشرطة»، مضيفاً أن «الرئيس أكد أن الشعب المصري يقدر تضحياتهم الغالية من أجل نشر الأمن والسلام في ربوع الوطن، كما أكد تقديره والشعب المصري لما يبذله رجال القوات المسلحة من جهود وتضحيات للحفاظ على أمن الوطن واستقراره والإصرار على اقتلاع جذور الإرهاب».
وتكافح مصر للقضاء على خطر «المتشددين» الذين يتمركزون في شمال شبه جزيرة سيناء، وفي مقدمتهم تنظيم «ولاية سيناء» الذي بايع «داعش» الإرهابي عام 2014... ويقوم الجيش بالتعاون مع الشرطة بعملية واسعة يطلق عليها «سيناء 2018» منذ فبراير (شباط) الماضي، للقضاء على الإرهاب.
وتضمن التشكيل الجديد للحكومة تعيين 12 وزيراً جديداً هم: الدكتورة هالة زايد للصحة والسكان، والدكتور محمد معيط للمالية، والدكتور عز الدين أبو ستيت للزراعة واستصلاح الأراضي، وهشام توفيق لقطاع الأعمال العام، وعمرو عادل بيومي للتجارة والصناعة، وأشرف صبحي للشباب والرياضة، وياسمين فؤاد للبيئة، وعمرو طلعت للاتصالات، إلى جانب وزراء الدفاع والداخلية والمالية والطيران المدني والتنمية المحلية.
في غضون ذلك، شهدت الحكومة الجديدة ارتفاعاً في عدد الوزيرات لتصل إلى 8 سيدات، وذلك بانضمام سيدتين لتولي حقائب كل من البيئة، والصحة، مع استمرار 6 سيدات وهن، السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، وغادة والي وزيرة التضامن، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، وإيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ورانيا المشاط وزيرة السياحة. وقالت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة أمس، إن وجود 25 في المائة‏ نسبة الوزيرات في الحكومة تحرك إلى الأمام وثقة في سيدات وقيادات مصر من النساء.
واستقالت الحكومة السابقة برئاسة شريف إسماعيل في وقت سابق هذا الشهر، في إجراء مُعتاد عقب أداء السيسي اليمين الدستورية لولايته الثانية... ويعول المصريون على الحكومة الجديدة مسؤولية كبيرة، خصوصاً في ضبط الأسعار والأسواق ومكافحة الفساد والعناية بمحدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً.
وأكد وزير المالية الجديد في أول تصريح له أمس، أن وزارته ستعمل على تدبير التمويل المطلوب لسرعة الانتهاء من جميع المشروعات العامة خاصة المتعلقة بالخدمات الجماهيرية كالصحة والتعليم والإسكان، {حتى يشعر المواطنون بثمار ما حققته مصر من إصلاحات اقتصادية}.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.