الإفراج عن رموز نظام القذافي خطوة لإحياء آمال المصالحة

أبو زيد دوردة
أبو زيد دوردة
TT

الإفراج عن رموز نظام القذافي خطوة لإحياء آمال المصالحة

أبو زيد دوردة
أبو زيد دوردة

أثار قرار الإفراج الصحي، الذي اتخذه النائب العام الليبي عن بعض رموز نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، ردود أفعال متباينة في الأوساط السياسية والاجتماعية، بعضها جاء مرحباً بالخطوة بغية «طي صفحة الماضي»، والبعض الآخر تساءل عن أسباب إطلاق سراح أناس «حُكم عليهم بالإعدام لاتهامهم بقتل الثوار»، في حين تم إغفال التحقيق مع مافيا التهريب والفساد في البلاد.
وشمل قرار الإفراج، الذي تحدثت عنه مصادر قضائية، مسؤولين بارزين من النظام السابق في كل من طرابلس وبنغازي، تتراوح أعدادهم بين ست وعشرة قيادات، بينهم رئيس جهاز الأمن الخارجي أبو زيد دوردة، وصدر بحقهم حكم الإعدام قبل ثلاثة أعوام.
ورحب عدد كبير من أعضاء مجلس النواب بقرار الإفراج، ورأوا فيه «فرصة كبيرة لإعادة بناء البلاد على التسامح»؛ إذ قال الدكتور محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار الإفراج عن قيادات في النظام السابق «خطوة في اتجاه دعم المصالحة واللٌحمة الوطنية»، لافتاً إلى أن هذه الخطوة من شأنها المحافظة على النسيج الاجتماعي، ودعم العملية العسكرية لتحرير مدينة درنة من أيدي الإرهابيين، فضلاً عن كونها ستسهم في إجراء الانتخابات الليبية المرتقبة». وعقب اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) جرى اعتقال 37 من قيادات النظام السابق، ووجهت لم اتهامات تتعلق بقمع الثورة، والتحريض على قتل المتظاهرين من خلال تشكيل مجموعات مسلحة، وجلب المرتزقة من الخارج، وتأييد نظام القذافي، إلى جانب إهدار المال العام والفساد الإداري.
وكانت محكمة استئناف طرابلس قد أصدرت في يوليو (تموز) 2015 أحكاماً بحقهم، تراوحت بين الإعدام والمؤبد والسجن من 5 إلى 12 عاماً، لكنها لم تنفذ الأحكام حتى اليوم، بعد تقدم معظم المدانين بطعون أمام المحكمة العليا، التي لم تؤيد حتى الآن الأحكام أو الطعون.
واستقبل جل المواطنين الليبيين هذا القرار بامتعاض كبير، ومنهم عثمان سلام، ابن مدينة مصراتة (شمال غرب) الذي تساءل قائلاً: «لماذا لم يحقق النائب العام في قضايا تهريب ثروات البلاد إلى الخارج؟ ولماذا لم يحقق مع متهمين بسرقة النفط؟... يبدو أن هذه القضايا أقل أهمية من إطلاق سراح أناس محكومين بالإعدام».
في المقابل، رد عبد المنعم الحر، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، على من يتحفظ على قرار الإفراج، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زرت الكثير من رموز النظام السابق مرات عدة، كان آخرها في سنة 2017، ولا نريد الخوض في مسألة تعرضهم للانتهاكات والانتقاص من حقوقهم المعنية بحقوق التقاضي. لكن يبقى الإفراج الصحي لمن يعانون أمراضاً مزمنة أمراً معمولاً به ووفقاً للقانون».
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إن قرار الإفراج عن تلك المجموعة في هذه «المرحلة، ومن بينهم جبريل الكاديكي ومحسن اللموشي يعزز ويوطد جسور وأسس الحوار والمصالحة الوطنية»، مشيرة إلى أن مثل «هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في دعم التوافق الاجتماعي والوطني، وطي صفحة الماضي، واستشراف آفاق المستقبل لبناء الوطن، ولمّ شمل أبنائه».
وثمنت اللجنة في بيان لها أمس «الجهود القضائية المنصفة لمكتب النائب العام المتعلقة بسيادة القانون، ونحن ندعوه لمتابعة الإفراجات الصادرة منه بحق مئات المواطنين والأجانب، والتي ما زالت متعثرة التنفيذ منذ سنوات بسبب عدم التزام رجال نفاذ القانون بالسجون».
من جهته، أوضح مصطفى الزائدي، الأمين التنفيذي للحركة الوطنية الشعبية الليبية، أن قرار الإفراج سينعكس بشكل إيجابي على المصالحة الوطنية الشاملة. وقال في بيان أمس «لعلها مناسبة تستوجب التأكيد بأن الإفراج على القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، المحتجزون بالمخالفة للقانون في مصراتة وطرابلس والزاوية، سوف يساهم في تسريع وتيرة المصالحة الشاملة، لكي يتمكن شعبنا من بناء دولته الجديدة في مناخ من التعايش السلمي والوئام الاجتماعي».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».