انتهت مرحلة دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وسط حالة من التوتر والجدل، ولكنها في النهاية أكدت هيمنة الأندية الألمانية والإنجليزية على الكرة الأوروبية، في الوقت الذي شهدت فيه تراجعا قويا للأندية الإيطالية.
ونجحت جميع الأندية الألمانية والإنجليزية الأربعة المشاركة في التأهل إلى دور الستة عشر، حيث صعدت فرق شالكة، وبوروسيا دورتموند، وبايرلفركوزن، وحامل اللقب بايرن ميونيخ من ألمانيا، في الوقت الذي تأهلت فيه أيضا فرق مانشستر يونايتد، وتشيلسي، وأرسنال، ومانشستر سيتي من إنجلترا.
واكتفت الكرة الإسبانية بصعود ثلاثة أندية فقط هي برشلونة، وريال مدريد، وأتلتيكو مدريد، بينما خرج ريال سوسيداد من السباق مبكرا.
واكتمل عقد الدور الثاني بتأهل زينيت سان بطرسبورغ الروسي، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وأولمبياكوس اليوناني، وغلاطة سراي التركي، وميلان الإيطالي.
وتقام قرعة الدور الثاني الاثنين المقبل على أن تقام مباريات الذهاب في 18 و19 و25 و26 فبراير (شباط) والإياب في 11 و12 و18 و19 مارس (آذار) المقبلين.
وكانت الإثارة عنوان المرحلة الأخيرة وخاصة في المجموعة السادسة حيث عاد أرسنال من ملعب «سان باولو» الخاص بفريق نابولي ببطاقة التأهل لكنه تنازل عن الصدارة بخسارته صفر-2 أمام مضيفه نابولي الذي أجبر على الاكتفاء بمواصلة المشوار القاري في بطولة «يوروبا ليغ» وأصبح أول فريق يودع دور المجموعات وفي رصيده 12 نقطة.
ويدين نابولي بفوزه إلى الأرجنتيني غونزالو هيغواين الذي سجل الهدف الأول في الدقيقة 73 والإسباني خوسيه كاليخون الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع في مباراة أكملها أرسنال بعشرة لاعبين بعد طرد قائده الإسباني ميكيل أرتيتا في الدقيقة 76 لحصوله على إنذار ثان.
وكان نابولي بحاجة إلى الفوز بفارق ثلاثة أهداف على الفريق اللندني لكي يبلغ الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة منافسه دورتموند، وذلك لخسارته ذهابا في «استاد الإمارات» صفر-2. لكن هذا الأمر لم يتحقق كما أن دورتموند عاد من «ستاد فيلودروم» بالفوز 2-1، مما سمح له بالتصدر أيضا على حساب أرسنال وبفارق المواجهتين المباشرتين لكونه فاز على الفريق اللندني ذهابا في معقل الأخير 2-1 وخسر إيابا صفر-1.
أما بالنسبة لنابولي، فريق المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز، فقد حل في المركز الثالث رغم أنه على المسافة ذاتها من منافسيه (12 نقطة) وذلك بسبب المواجهتين المباشرتين مع دورتموند (فاز ذهابا 1-2 وخسر إيابا 3-1) وأرسنال.
وأبدى الفرنسي أرسين فينغر المدير الفني لفريق أرسنال سعادته بتأهل فريقه لمرحلة خروج المغلوب، وقال: «نحن سعداء بتأهلنا للدور الثاني، كانت مباراة صعبة للغاية. أخذنا الأمور على محمل الجد، ولكننا سقطنا بدنيا في الشوط الثاني، خاصة بعدما خضنا مباراة قوية يوم الأحد الماضي أمام إيفرتون بالدوري الإنجليزي».
أضاف فينغر: «لعب نابولي بشكل جيد جدا، وكنا على حافة الهاوية لبضع دقائق. اتسمت المباراة بالعصبية في نهايتها، ولكننا عبرنا نحو الدور الثاني، ربما كانت المباراة تسير بشكل هادئ أثناء تعادل دورتموند مع مرسيليا 1-1، ولكن الأمور تعقدت بعد نجاح الفريق الألماني في إضافة الهدف الثاني، وهو ما أدى إلى عدم قيامنا بالضغط بشكل كبير قبل نهاية المباراة».
وعد الفرنسي فرانك ريبيري أيقونة فريق بايرن ميونيخ والمرشح لجائزة أفضل لاعب بالعالم، صعود الأندية الألمانية الأربعة تأكيدا على قوة «البوندسليغا» وأنه أفضل دوري في أوروبا في هذا الوقت».
وقال ريبيري: «مستوى (البوندسليغا) تطور بشكل هائل في السنوات الماضية. ونجح في أن يصبح من ضمن أفضل بطولات الدوري في العالم، إن لم يكن الأفضل بالفعل».
أما لوثر ماتيوس القائد السابق لمنتخب ألمانيا فقال: «أرى أن (البوندسليغا) يعد حاليا أقوى دوري في أوروبا. توقعت بالفعل صعود جميع الفرق الألمانية الأربعة إلى دور الستة عشر».
ويأمل بايرن ميونيخ مواصلة حملة الدفاع عن اللقب بنجاح بعدما فاز في مبارياته الخمس الأولى قبل أن يسقط بشكل مفاجئ أمام ضيفه مانشستر سيتي 2- 3 بملعب أليانز أرينا في الجولة الأخيرة رغم تقدمه المبكر 2- صفر، وكاد الفريق أن يفقد صدارة المجموعة الرابعة في حال سجل مانشستر الهدف الرابع.
ويأمل بايرن في أن يصبح أول فريق يستطيع الحفاظ على لقبه الأوروبي منذ عام 1990 حينما نجح ميلان في الدفاع عن لقبه آنذاك.
وخطف ليفركوزن بطاقة التأهل إلى الدور الثاني بعدما تغلب على مضيفه ريال سوسييداد الإسباني 1- صفر في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى، ليقبل الهدية التي قدمها له المتصدر مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي فاز على ضيفه شاختار دونتسك الأوكراني 1- صفر.
واحتفلت الصحف البريطانية بتأهل ممثلي الكرة الإنجليزية الأربعة حيث كتبت صحيفة «الديلي ميل»: «اكتساح الفرق الإنجليزية للكرة الأوروبية»، واصفة ما حدث بأنه «إنجاز مهم» رغم تحسرها على فريق أرسنال الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج مبكرا من البطولة عقب خسارته أمام مضيفه نابولي صفر- 2.
ومن المفارقات الغريبة أنه في الوقت الذي فشل فيه نابولي في التأهل رغم حصوله على 12 نقطة، فإن زينيت الروسي نجح في التأهل رغم أنه لم يكن في جعبته سوى ست نقاط فقط في المجموعة السابعة بعدما اكتفى بالفوز في مباراة واحدة فقط وتعادل في ثلاث مباريات.
وفي الوقت الذي احتفل فيه الإنجليز والألمان بفرقهم، تلقى الطليان ضربة موجعة بخروج كل من يوفنتوس ونابولي، بينما صعد ميلان بشق الأنفس لدور الستة عشر بفضل تعادله من دون أهداف مع أياكس أمستردام ليخطف المركز الثاني خلف برشلونة، ليصبح فريق المدرب ماسيميليانو أليغري هو الوحيد الذي سيدافع عن سمعة الكرة الإيطالية في البطولة هذا الموسم.
وكان يوفنتوس يحتاج لنقطة واحدة فقط في مواجهة مضيفه التركي غلاطة سراي لكن آماله تحطمت في إسطنبول بهدف الهولندي ويسلي شنايدر لاعب إنترناسيونالي السابق في الدقيقة 85 من المباراة التي لعبت على يومين بسبب تساقط كثيف للثلوج في إسطنبول.
وأعرب أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس عن غضبه من الأجواء التي خاض فيها فريقه المباراة، وقال: «نحن نتحدث عن مباراة أقيمت في بحر من الطين، ما أغضبني هو ما حدث من الحكم الذي أوقف المباراة في المرة الأولى لوجود خطورة، فجأة في اليوم الثاني أصبح الأمر ليس خطيرا. ربما أنا بحاجة لتحسين مستواي في اللغة الإنجليزية لأنه يبدو أن الحكام لا يفهمونني جيدا».
أما نابولي فلم يكن محظوظا لأنه خرج من السباق رغم تساويه مع أرسنال ودورتموند في رصيد النقاط (12 نقطة). وقال هيغواين مهاجم الفريق وهو يذرف الدمع في استاد سان باولو: «لقد فزنا على متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.. لا أصدق أننا لسنا في دور الستة عشر!». ومثلت الهزيمة ضربة أخرى لكبرياء الدوري الإيطالي وهي مسابقة باتت تتأخر وراء التفوق الذي تحققه مسابقات الدوري في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا خلال العقد الأخير.
وبعدما عد يوما الأفضل في العالم أصبح الدوري الإيطالي يعاني من سوء الإدارة وفضائح الفساد ومباريات تقام عادة أمام جمهور قليل في ملاعب سيئة.
وللمفارقة كان ميلان المتعثر في الدوري المحلي الوحيد الذي حالفه الحظ للتأهل للدور الثاني في دوري الأبطال، وعن ذلك قال ماريو بالوتيللي مهاجم ميلان: «نشعر بالفخر لتأهلنا لكن كان يمكن أن تتأهل فرق إيطالية أخرى أيضا. للأسف لم يحدث هذا».
وبسبب سوء الأداء في أوروبا وخاصة في كأس الأندية الأوروبية خسرت إيطاليا مكانا رابعا في دوري الأبطال والآن مع إقامة نهائي كأس الأندية الأوروبية في ملعب يوفنتوس سيسعى ميلان وحده لتحقيق ما هو أفضل لضمان بقاء إيطاليا ضمن الصفوة في أوروبا.
في المقابل، نجح الغريمان ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في أن يجمعا أكبر عدد من النقاط في دور المجموعات بعدما حصدا 16 نقطة في المجموعتين الثانية والسابعة.
وامتلك ريال مدريد الريادة الهجومية بعدما نجح في تسجيل 20 هدفا طوال مبارياته بالدور الأول ليصبح صاحب أقوى هجوم في البطولة، ويدين الفريق الملكي بالفضل إلى نجمه البرتغالي المتألق كريستيانو رونالدو الذي سجل تسعة أهداف.
في المقابل عانى برشلونة من بعض المتاعب في الحصول على صدارة المجموعة الثامنة، إلا أنه أنهى المرحلة على أكمل وجه بفوز ساحق على ضيفه سلتيك الاسكوتلندي 6-1 رغم استمرار غياب نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي ناب عنه في التألق البرازيلي نيمار بتسجيله ثلاثية هي الأولى له في دوري الأبطال.
وأعرب نيمار عن سعادته بإحرازه ثلاثية (هاتريك) ليعيد البهجة إلى جماهيره بعد خسارته أمام أياكس 1-2 في الجولة السابقة ثم الخسارة أمام أتليتك بلباو صفر- 1 بالدوري الإسباني.
وقال نيمار: «أشعر بسعادة غامرة حقا بإحرازي أول (هاتريك) لي مع برشلونة في دوري الأبطال. كان أمرا عظيما أن أكون قادرا على اللعب بحرية. لم أشعر بضغط كبير لكي أسجل، كنت أريد فقط أن أنطلق وأستمتع بوقتي».
هيمنة ألمانية وإنجليزية.. وتراجع إيطالي في دوري أبطال أوروبا
هيمنة ألمانية وإنجليزية.. وتراجع إيطالي في دوري أبطال أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة