حكومة مدبولي تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري

TT

حكومة مدبولي تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري

تؤدي حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في مصر، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مقر رئاسة الجمهورية بضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) اليوم (الخميس).
وقالت مصادر مطلعة إنه «تم الاستقرار على تغيير أكثر من 10 وزراء بحكومة شريف إسماعيل، رئيس الوزراء السابق، وتم زيادة عدد المقاعد الخاصة بالمرأة في الحكومة، فضلاً عن الدفع بالشباب».
ومن المقرر أن يرأس السيسي أول اجتماع للحكومة الجديدة لتحديد المهام والتكليفات الخاصة بها خلال الفترة المقبلة.
وكان السيسي قد كلف مدبولي قبل أسبوع بتشكيل الحكومة الجديدة، في مستهل ولاية رئاسية ثانية، بعدما تقدم شريف إسماعيل باستقالة الحكومة الثلاثاء قبل الماضي.
ويعول المصريون كثيراً على الحكومة الجديدة، خصوصاً في ضبط الأسعار والأسواق ومكافحة الفساد، والعناية بمحدودي الدخل، والاستمرار في جهود مكافحة الفساد.
وأضافت المصادر أمس أن أمام الحكومة الجديدة «ملفات استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومتابعة مشروع قانون التأمين الصحي الشامل، واستكمال متابعة المشروعات التنموية والخدمية»، لافتة إلى أن «التشكيل الجديد سوف يشهد وجوهاً تتميز بالكفاءة، والحكومة الجديدة سوف تلبي طموحات المصريين، خصوصاً لطبيعة المرحلة المقبلة».
وأوضحت المصادر نفسها أنه سيتم الدفع بالشباب والمرأة في التشكيل الجديد، ومن أبرز الوزارات التي قد يشملها التغيير «الصحة، والبيئة، والزراعة، والمالية، والتنمية المحلية، والتجارة والصناعة»، لافتة إلى أنه تم التوسع في تعيين نواب للوزراء، وقد يتراوح عدد النواب المعينون من 13 إلى 16 نائباً للوزير.
ويقول مراقبون إن «ترشيح 16 نائباً للوزراء يعكس اهتمام الحكومة الجديدة بإعداد صف ثان داخل الوزارات». ومن المقرر أن يلقي مدبولي بياناً أمام مجلس النواب (البرلمان) عقب إجازة عيد الفطر، يعقبها إلقاء بيان آخر بعد 20 يوماً من حلفه اليمين الدستورية لإعلان برنامج حكومته الجديدة، ومن المقرر أيضاً أن يتضمن برنامج الحكومة المشروعات المستهدفة، التي سيتم تنفيذها خلال فترة تولي الحكومة الجديدة.
وتنص المادة 146 من الدستور المصري على تشكيل الحكومة، وعرض برنامجها على مجلس النواب من أجل الحصول على ثقة الأغلبية.
من جهة ثانية، شدد اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، أمس، على تأمين صلاة عيد الفطر، ومرافق الدولة والمنشآت المهمة والحيوية، وردع أية اعتداءات قد تتعرض لها، وتفعيل دور نقاط التفتيش والتمركزات الثابتة والمتحركة على كل الطرق والمحاور في ربوع البلاد، مع تكثيف الحملات الأمنية على البؤر الإجرامية والإرهابية، وضبط المطلوبين أمنياً.
وفي غضون ذلك، أمرت محكمة مصرية أمس بتجديد حبس 8 متهمين، منهم 4 مسؤولين بوزارة التموين، و4 آخرين من رجال الأعمال، لمدة 15 يوماً، وذلك على ذمة التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا على خلفية اتهامهم بتلقي مبالغ مالية على سبيل الرشوة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».