أثينا وسكوبيي تتفقان على تغيير اسم مقدونيا

أثينا وسكوبيي تتفقان على تغيير اسم مقدونيا
TT

أثينا وسكوبيي تتفقان على تغيير اسم مقدونيا

أثينا وسكوبيي تتفقان على تغيير اسم مقدونيا

تعارض اليونان منذ أمد بعيد حق مقدونيا في تسمية نفسها بهذا الاسم قائلة إن ذلك يرقى إلى المطالبة بالسيادة على منطقة تحمل الاسم نفسه في شمال اليونان. وعرقل هذا النزاع المستمر منذ عقود على اسم الجمهورية السوفياتية السابقة مسعى مقدونيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وفي الأمس صاغ وزيرا خارجية البلدين في بروكسل وثائق ربما مهدت الطريق أمام تسوية، قال رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس أمس الثلاثاء خلال لقائه الرئيس اليوناني بروكوب بافلوبولوس: «لدينا اتفاق وهو اتفاق جيد يغطي كل الشروط التي تفرضها اليونان»، مضيفا من دون الدخول في التفاصيل، أن الدولة المجاورة الصغيرة ستحمل «اسما مركبا» مع إشارة جغرافية.
ومع تسارع الجهود الدبلوماسية في الأشهر الأخيرة، أشارت وسائل إعلام البلدين إلى تسويات بشأن الاسم أكثرها تداولا «غورنا مقدونيا» و«مقدونيا العليا». ويرفض اليونانيون أيضا الاعتراف بحق مقدونيا في إرث الملكين السابقين الإسكندر الأكبر وفيليبوس المقدوني.
وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس إنه اختتم محادثاته بهذا الشأن مع نظيره المقدوني نيكولا ديمتروف، وإن رئيسي وزراء البلدين سيتناولان الأمر بعد مناقشة بعض التفاصيل القانونية. ولم يذكر كوتزياس تفاصيل عما جرى الاتفاق عليه خلال محادثاته مع ديمتروف.
ومنذ أن أعلنت مقدونيا الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، استقلالها في 1991، يرفض اليونانيون القبول بحقها في استخدام اسم «مقدونيا» الذي يؤكدون أنه لا يمكن أن يطلق إلا على إقليمهم الشمالي. وفي الأمم المتحدة بقيت تسمى «جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة». ويبدو أن اليونان باتت تقبل «باسم مركب يتضمن كلمة مقدونيا» مثل «مقدونيا العليا» لكن «شرط إجراء مراجعة دستورية في البلد المجاور» لأخذ ذلك في الاعتبار.
وقال كوتزياس بعد اللقاء الذي انعقد في بروكسل: «سيجري تسليم الوثائق التي صيغت على مستوى وزاري إلى رئيسي وزراء البلدين اللذين سيناقشان (الأمر) ويتوصلان إلى اتفاق نهائي».
ويسابق البلدان الزمن للوصول إلى اتفاق قبل قمة للاتحاد الأوروبي مقررة في نهاية يونيو (حزيران) الجاري والتي قد تفتح الباب أمام انضمام مقدونيا إلى التكتل في نهاية المطاف.
وكان قد تظاهر آلاف من مؤيدي اليمين القومي (معارضة) في سكوبيي ضد تغيير اسم بلدهم قبل أيام بعدما أعلن الطرفان رغبتهما في تسوية هذا النزاع الذي يبلغ عمره ربع قرن. وقالت مقدونيا إن أي حل سيخضع لاستفتاء وسيؤدي إلى تغيير في دستور مقدونيا. وجرت المظاهرة بدعوة من «الحزب الديمقراطي للوحدة الوطنية لمقدونيا» (يمين القومي)، أكبر حزب معارض في مقدونيا. وقال زعيم الحزب هريستيان ميتسكوسكي إن حزبه «لن يدعم تعديلا للدستور لتغيير الاسم، ونحن واضحون جدا في هذا الشأن».
في المقابل، عبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان عن دعمه للزعيم الجديد للحزب القومي، في تسجيل فيديو أشاد فيه «بالقادة الشجعان والحكيمين (....) الذين لا يستسلمون لضغط القوى الأجنبية».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».