الوحدات الإدارية تشهد طفرة في سوق العقارات المصرية

تحيط بها مساحات خضراء وكراجات للسيارات وتسهيلات في السداد لمواجهة ارتفاع الأسعار

مقر إداري لإحدى الشركات بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة
مقر إداري لإحدى الشركات بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة
TT

الوحدات الإدارية تشهد طفرة في سوق العقارات المصرية

مقر إداري لإحدى الشركات بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة
مقر إداري لإحدى الشركات بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة

تشهد سوق العقارات المصرية نشاطاً ملحوظاً في مجال تسويق الوحدات الإدارية، بالتزامن مع الإقبال المتزايد من جانب المستثمرين على إنشاء مدن وتجمعات سكنية وإدارية جديدة، استجابة للطلبات المتزايدة على هذا النوع من العقارات، وخاصة في المدن الجديدة، وتلك المحيطة بالعاصمة الإدارية الجديدة. ويتوقع خبراء العقارات أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في أسعار شراء وإيجار الوحدات الإدارية، ونمواً ملحوظاً لما يعرف بـ«المدن التجارية المتكاملة»، أو «Business park».
ووفقاً لتقرير أعدته شركة «جيه إل إل» للاستشارات العقارية، حول أداء السوق العقاري المصري في الربع الأول من العام الجاري 2018، ونشرته على موقعها الإلكتروني نهاية أبريل (نيسان) الماضي، فإن «المؤشرات الإيجابية للسوق العقارية في مصر أدت إلى إطلاق مشروعات لإنشاء وحدات إدارية جديدة، ومدن تجارية متكاملة».
وفي هذا الإطار أطلقت شركة «سوديك» للاستثمارات العقارية، مشروع «Eastown District New Cairo) «EDNC) بالقرب من مشروعها السكني في القاهرة الجديدة، وهو مشروع لمجمع تجاري متكامل، يتضمن 66 ألف متر مربع من المكاتب التجارية، يتخللها 22 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، ومن المقرر الانتهاء من المشروع في عام 2021. وفي القاهرة الجديدة أيضاً أعلنت «هايد بارك» للتنمية عن إنشاء منطقة تجارية جديدة تضم 21 مبنى، تحتوي على مساحة 116 ألف متر مربع من المكاتب التجارية. كما أعلنت «ريدكون ميديكال بارك» عن المرحلة الأولى من المجمع الطبي «البروج» على مساحة 11 ألف متر مربع، ويضم مساحات مختلفة للعيادات، ومن المقرر الانتهاء منه بحلول 2020.
وتقوم فكرة الوحدات الإدارية الجديدة على عمل تجمعات تجارية متكاملة تحيط بها الحدائق، وتتوفر بها جراجات للسيارات، وتكون مجاورة للتجمعات السكنية «الكمبوندات» الجديدة، بحيث يكون العمل بجوار السكن في تجمعات سكنية مغلقة بعيداً عن الزحام.
مشروع «أوفس بارك»، الذي تنفذه شركة «هايد بارك»، يتضمن إنشاء مكاتب ووحدات إدارية فخمة، تطل على مساحات خضراء وبحيرات صناعية، بينما تنفذ شركة «سوديك» مشروع «EDNC» على مساحة 90.768 ألف متر مربع، ويتضمن مساحات للمشي والتسوق والعمل، وتعرض هذه الوحدات الإدارية للبيع بالتقسيط لمدد تصل إلى 10 سنوات في بعض الأحيان، على عكس الوحدات الإدارية القديمة التي تكون معروضة للإيجار في الغالب، وعند البيع لا تكون هناك تسهيلات في السداد.
ويعتبر الدكتور حسين الحمصاني (خبير تقييم عقاري معتمد بالبنك المركزي) انتشار هذا النوع من المشروعات سلاحاً ذا حدين، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مشروعات الوحدات الإدارية الجديدة تتضمن مزايا كثيرة، تتفوق بها على تلك الموجودة في الأماكن التقليدية، مثل مدينة نصر ووسط البلد»، موضحاً أن «معظم الوحدات الإدارية القديمة في وسط البلد ومدينة نصر غير مرخصة للمهام التجارية، فهي في الأساس وحدات سكنية يتم استغلالها لأغراض تجارية، ولا تتجاوز نسبة الوحدات المرخصة إدارياً الـ10 في المائة، إضافة إلى أنها تقع في أماكن مزدحمة لا تتوفر فيها جراجات للسيارات، كما أن شكل المباني قديم لا يعطي إحساساً بارتفاع القيمة».
لكن في الوقت نفسه تتمتع الوحدات الإدارية القديمة بميزة تنافسية عن تلك الوحدات المزمع إنشاؤها في المدن الجديدة، وهي وفقا للحمصاني: «انخفاض أسعار الإيجارات، وسهولة الوصول إليها حيث تقع في قلب القاهرة، وسط شبكة مواصلات كبيرة»؛ لكن المشروعات الجديدة تتغلب على هذه الميزات التنافسية بتقديم تسهيلات في السداد تصل إلى 10 سنوات أحياناً، لتقليل الإحساس بارتفاع أسعار الوحدات الإدارية في المدن الجديدة.
ويضيف الحمصاني أن «سعر المتر في مناطق وسط البلد يتراوح بين 8 آلاف إلى 10 آلاف جنيه للوحدات الإدارية، بينما يتراوح سعر المتر في الوحدات الإدارية في المدن الجديدة بين 25 ألف إلى 45 ألف جنيه، وفقاً للموقع والشركة المنفذة وطريقة السداد».
وتوقع التقرير أن «تشهد الوحدات التجارية نمواً في الفترة المقبلة، في ظل ارتفاع الطلب عليها»، مشيراً إلى «وجود مساحات خضراء وأماكن واسعة وجراجات للسيارات، تعد أحد العوامل المؤثرة في أسعار وحجم الإقبال على الوحدات التجارية»، وذكر التقرير: «لهذا السبب تشهد مصر إقبالاً على إنشاء التجمعات التجارية المتكاملة أو الحدائق التجارية».
وأثناء جولة «الشرق الأوسط» على وحدات ومكاتب إدارية للإيجار في مناطق وسط البلد، تبين أن إيجارات الوحدات الإدارية في هذه المنطقة تتراوح ما بين 4 آلاف جنيه إلى 40 ألف جنيه شهرياً، وفقاً للمساحة وموقع المبنى ومستوى التشطيبات، وكلما اقترب من ميدان التحرير زاد سعره، فمثلاً عُرض مكتب مساحته 500 متر مربع في موقع متميز بجوار البنوك، للإيجار بـ40 ألف جنيه شهرياً، بينما عُرض مكتب مساحته 70 متراً بمنطقة باب اللوق للإيجار بـ4 آلاف جنيه في الشهر.
في المقابل كانت أسعار إيجار الوحدات الإدارية في التجمع الخامس مثلاً تتراوح ما بين 15 ألف جنيه، و150 ألف جنيه، حسب المساحة والموقع ودرجة التشطيب، فتم عرض فيلا كمقر إداري بإيجار شهري وصل إلى 150 ألف جنيه. وبالطبع فالموقع هو الأساس في تحديد السعر، ورغم بحث المستثمرين عن وحدات إدارية تتوفر فيها سبل الراحة والمواصلات والمساحات الخضراء في المدن الجديدة، فما زالت منطقة مثل الزمالك تتمتع بإقبال كبير وارتفاع أسعار الإيجارات، لتتساوى في بعض الأحيان مع الأسعار في التجمع الخامس، نظراً لاعتبار حي الزمالك من الأحياء الدبلوماسية الراقية.
ويقول محمد حماد، مدير شركة «بروبرتي فايندر» في القاهرة، في تقرير صدر مؤخراً عن الشركة: «تعد هذه الأماكن (الزمالك، المعادي)، مناطق مفضلة لسكن الأجانب، وعدد كبير من المصريين، بسبب موقعها المتميز، وتقسيمها المعماري الجميل».
وقال تقرير «جيه إل إل» للاستشارات العقارية، إن «هناك 68 ألف متر مربع من الوحدات الإدارية ستتم إضافتها هذا العام إلى الوحدات الإدارية الموجودة بالفعل، معظمها في (كايرو فيستفال سيتي) حيث تعد القاهرة الجديدة هي المكان الأفضل والأكثر طلباً للمكاتب الإدارية والوحدات التجارية، مقارنة بمناطق غرب ووسط القاهرة التي تشهد استقراراً في حجم الطلب، وعدم الإعلان عن مشروعات جديدة».
وأضاف التقرير أن «القاهرة الجديدة شهدت نمواً في قيمة إيجارات الوحدات التجارية، من 11 إلى 16 في المائة بسبب ارتفاع الطلب على هذه المنطقة، لقربها من المطار والعاصمة الجديدة، بينما استقرت قيمة الإيجارات في منطقة وسط وغرب القاهرة، خلال الربع الأول من العام الجاري 2018، بعد تراجعها على مدار العام الماضي، بسبب انخفاض الطلب على المكاتب الإدارية في هذه المناطق».
ويرى الحمصاني أن «عدد الوحدات الإدارية التي يتم إنشاؤها حالياً كبير جداً، مقارنة بحاجة السوق»، معرباً عن اعتقاده بأن «تكون هذه المشروعات بديلاً عن الوحدات الإدارية الحالية التي ربما يعاد استخدامها في أنشطة أخرى»؛ مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من الإقبال على اقتناء الوحدات الإدارية في المدن الجديدة نابعة من أهداف استثمارية: «فالعقارات تعد استثماراً مضمون العوائد بالنسبة للمصريين الآن، وخاصة العقارات الإدارية». ويعتبر الحمصاني الاستثمار في العقارات «خطأ»؛ لأن «هذا النوع من الاستثمار مضمون العوائد ليس تجارة منتجة بشكل حقيقي، ويؤدي إلى تكدس الثروات في كتل إسمنتية غير منتجة».
وتستهدف مصر في نسبة كبيرة من مشروعاتها العقارية حالياً المستثمر الأجنبي، وتسعى شركات التسويق العقاري لتسويق منتجاتها، سواء سكنية وإدارية، للأجانب، لتحقيق عائدات أعلى. ورغم كل المشروعات العقارية الحالية، فما زالت التقديرات تشير إلى أن حجم المعروض أقل من حجم الطلب، في ظل الزيادة السكانية الكبيرة؛ لكن يظل ارتفاع الأسعار هو العائق الأكبر أمام المصريين، مهما قدمت الشركات من تسهيلات.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».