الجيش الليبي يتوجه إلى سبها... وصناديق ذخيرة تفتح باب التكهنات

إفراج مفاجئ عن رموز نظام القذافي في طرابلس

السراج مستقبلاً وزير الخارجية التونسي في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
السراج مستقبلاً وزير الخارجية التونسي في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش الليبي يتوجه إلى سبها... وصناديق ذخيرة تفتح باب التكهنات

السراج مستقبلاً وزير الخارجية التونسي في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
السراج مستقبلاً وزير الخارجية التونسي في طرابلس أمس (أ.ف.ب)

في حين كشف الجيش الوطني الليبي، أمس، عن أن وجهته المقبلة ستكون تحرير مدينة سبها عاصمة جنوب البلاد، أظهرت لقطات فيديو عرضها الجيش، العثور على مخزن كبير من صناديق الذخائر والمتفجرات يعتقد أنها من دولة خليجية متهمة بدعم منظمات إرهابية، بمنزل عطية الشاعري زعيم ما يعرف باسم «مجلس شورى مجاهدي درنة».
ونقل العقيد ميلود الزوي، المتحدث باسم القوات الخاصة عن قائدها اللواء ونيس بوخمادة، قوله إن الوجهة المقبلة للجيش بعد درنة ستكون إلى سبها، مشيراً إلى أن قواته رهن تعليمات القيادة العامة للجيش الوطني، في إشارة إلى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش.
وعن تطورات المعارك في درنة، قال الزوي إنه تم تحرير مسجد الصحابة والميناء والطريق الساحلي بالكامل والتحام القوات القادمة من المحور الشرقي بالمحور الغربي وزيادة تضييق الخناق على المتطرفين.
وكان اللواء عبد السلام الحاسي آمر غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني، قد دعا جميع سكان درنة الذين نزحوا عن بيوتهم أثناء العمليات الحربية، إلى العودة إليها بعد أن تم تأمينها من قبل قوات الجيش الوطني.
وقال الحاسي، إن قوات الجيش تسيطر على معظم ضواحي المدينة، لافتا إلى «وجود ما وصفه ببعض جيوب صغيرة للعناصر الإرهابية».
واعتبر أن «الموقف العسكري يكاد أن يكون قد حسم»، وحث جميع الجهات والدوائر الحكومية بالعودة إلى المناطق المحررة لمباشرة أعمالهم، من أجل تحقيق الاستقرار للسكان.
من جهة أخرى، نشر سامي المتريح، أحد ضباط الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والظواهر الهدامة، على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فيديو كان موجوداً داخل الهاتف الجوال لأحد المتطرفين في معارك درنة يظهر تدريب ثلاثة أطفال على استخدام مدافع الهاون، ومشيرا إلى أن الفيديو الذي تم العثور عليه في هواتف الإرهابيين يبين أطفالا صغارا قتلوا في معارك سابقة بمنطقة الفتائح.
كما أظهرت لقطات أخرى عرضها الجيش، العثور على مخزن كبير من صناديق الذخائر والمتفجرات يعتقد أنها من دولة خليجية متهمة بدعم الجماعات المتطرفة بمنزل عطية الشاعري، وشهرته «قيوة» زعيم مجلس شورى مجاهدي درنة، بعدما سيطرت قوات الجيش على منطقة شيحا الغربية حيث منزله.
وقصفت طائرات مروحية «هليكوبتر» تابعة للجيش في الساعات الأولى من صباح أمس مواقع تابعة لمتطرفين في درنة، حيث قال مصدر عسكري إن سرباً للطيران العمودي شن غارات جوية بالرشاشات على ارتفاع منخفض على آخر ما تبقى من الجماعات الإرهابية بالمدينة.
إلى ذلك، اعتبر فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، ضرورة أن تتم الانتخابات المقبلة في ليبيا أبرز مخرجات لقاء باريس الشهر الماضي، على قاعدة دستورية سليمة.
وجاءت تصريحات السراج لدى لقائه أمس مع وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي الذي أكد رغبة بلاده لإعادة الزخم للعلاقات الاقتصادية، وتفعيل الأطر القانونية للمعاملات التجارية التبادلية بين البلدين، قبل أن يعلن أن عودة الخطوط الجوية التونسية لاستئناف عملها في ليبيا باتت قريبة جدا.
من جهة أخرى، نسب بيان لحكومة السراج المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، أنها قررت رفع الحراسة المفروضة على أموال وممتلكات مسؤولين سابقين بعضهم عمل مع العقيد الراحل معمر القذافي.
ويظهر القرار المتداول أن تاريخ صدوره كان مطلع الشهر الماضي، لكن لم يكشف النقاب عنه إلا أمس، حيث ضم القرار أسماء كل من إبراهيم مصباح الحسناوي، الطاهر منصور ضو، مصطفى الخروبي، محمود علي الهتكي، حسين جاب الله عطية، سعيد محمد راشد، صالح عمار الحاج.
وكان الصديق الصور رئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام في العاصمة طرابلس قد أعلن أن السلطات المختصة ستقوم بإطلاق سراح عدد من مسؤولي النظام السابق المعتقلين حاليا بسبب أوضاعهم الصحية
وقال الصور، إن قرار الإفراج جاء بعد مطالبة مكتب النائب العام لجنة الإفراج عن السجناء التابعة لوزارة العدل بمتابعة ظروف عدد من السجناء من الضباط التابعين للاستخبارات في النظام السابق، والنظر فيها، مشيرا إلى أن من بين المفرج عنهم مسؤولين عسكريين سابقين عملوا في الاستخبارات العسكرية والأمن الخارجي.
وأكد أن السجناء المفرج عنهم يمرون بظروف صحية حرجة، ويتلقون العلاج داخل السجن منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن حالتهم الصحية تتطلب متابعة بشكل أدق، وظروفا خاصة تستوجب نقلهم إلى مكان آخر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.