الحكومة اليمنية تدعو «الصليب الأحمر» للتراجع عن تقليص أنشطته

TT

الحكومة اليمنية تدعو «الصليب الأحمر» للتراجع عن تقليص أنشطته

رداً على قرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر سحب أكثر من 70 عاملاً من موظفيها في اليمن، بسبب التهديدات والمخاطر الأمنية، دعت الحكومة اليمنية الشرعية، اللجنة الدولية إلى إعادة الموظفين ومواصلة أنشطتها الإنسانية.
وجاءت الدعوة الحكومية في تصريح رسمي على لسان وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، نظراً إلى الظروف الإنسانية التي تمر بها بلاده في الوقت الحالي، والحاجة الماسة إلى وجود المنظمات الإغاثية والإنسانية كافة لمواصلة تقديم المساعدات للمستحقين في المحافظات كافة.
وأكد فتح التزام الحكومة الشرعية بجميع القوانين الدولية والإنسانية ومواثيق الأمم المتحدة الخاصة بالعمل الإنساني، وقال إن الحكومة «ملتزمة بتقديم الدعم والتعاون والمساندة والتسهيل لعمل المنظمات الدولية، وحريصة على أن تقوم المنظمات بكل أعمالها».
وحمّل الوزير فتح، الميليشيات الحوثية، المسؤولية الكاملة عن وضع العراقيل أمام عمل المنظمات الإنسانية واختطاف العاملين في المجال الإغاثي والإنساني والتدخل في أعمال المنظمات ومواصلة التهديد والمضايقات للموظفين في المنظمات الإغاثية.
وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية هي «الجهة الوحيدة المسؤولة عن مضايقة المنظمات الدولية واختطاف العاملين في هذا المجال، وهي المتمردة على قرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي والقوانين الإنسانية».
ودعا فتح، المجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على الميليشيات الانقلابية بكل الوسائل والسبل لإيقاف كل أشكال التدخل في العمل الإغاثي والإنساني، وتحميلها المسؤولية الكاملة إزاء مفاقمة معاناة اليمنيين وما يتعرض له العاملون في المجال الإغاثي. وأثنى الوزير على الجهود الكبيرة والملموسة للجنة الدولية للصليب الأحمر في جميع المحافظات وقال: «إن التدخل الإغاثي النوعي للجنة في عدد من القطاعات مهم جداً»، مؤكداً أهمية استمرار أنشطتها التي أكد أنها «محل تقدير وترحيب كبيرين من الحكومة والشعب اليمني».
وقال: «إن الوضع الإنساني في اليمن يتطلب تضافر جهود «المنظمات الدولية كافة للوقوف إلى جانب الشعب اليمني ومساندة الحكومة الشرعية في تقديم الخدمات للمواطنين في جميع المحافظات اليمنية».
كانت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن قد أعربت عن قلقها بشأن البيان الصادر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، المتضمن سحب موظفيه العاملين بالمجال الإغاثي والإنساني من اليمن.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، التزام قيادة التحالف بتسهيل مهام عمل موظفي الإغاثة الإنسانية للمنظمات الدولية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية أو بقية المناطق اليمنية والخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران.
وأكد المالكي أن تحالف دعم الشرعية في اليمن، يدين تهديدات الميليشيا الحوثية لحياة المدنيين وموظفي الإغاثة الدولية، ويحمّل تلك الميليشيا تبعات أي تردٍّ للأوضاع الإنسانية أو الأمنية في مناطقها.
كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت، الخميس الماضي، أنها نقلت خارج اليمن 71 من موظفيها الدوليين لأسباب أمنية، وهذا العدد يتجاوز أكثر من نصف موظفي اللجنة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.