أبو الغيط يدعو إلى {تحرك دولي فعال} لوقف انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين

التقى المنسق الخاص الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط

أبو الغيط خلال لقائه ميلادينوف أمس («الشرق الأوسط»)
أبو الغيط خلال لقائه ميلادينوف أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أبو الغيط يدعو إلى {تحرك دولي فعال} لوقف انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين

أبو الغيط خلال لقائه ميلادينوف أمس («الشرق الأوسط»)
أبو الغيط خلال لقائه ميلادينوف أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أهمية وجود تحرك دولي فعال لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال لقائه مع نيكولاي ميلادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أمس، حيث بحث الطرفان التطورات الأخيرة بالقضية الفلسطينية وسبل توفير الدعم اللازم للفلسطينيين.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن ميلادينوف عرض خلال اللقاء، لتقييمه لمجمل التطورات والاتصالات التي أجراها مؤخرا في هذا الصدد، مع مختلف الأطراف المعنية، خاصة ما يتعلق بالأحداث التي وقعت الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من أبناء قطاع غزة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذه التطورات أوجدت مناخاً سلبياً لا يخدم على الإطلاق هدف إحياء التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضح المتحدث الرسمي، بأن الأمين العام حرص، من جانبه، على استعراض أهم أبعاد الموقف العربي الحالي تجاه التطورات، الذي تجسد في القرارات ذات الصِلة الصادرة عن كل من القمة العربية الأخيرة، التي عقدت بالمملكة العربية السعودية (قمة الظهران)، والاجتماع غير العادي للمجلس الوزاري للجامعة العربية في مايو (أيار) الماضي، مع التأكيد على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي للضغط بقوة وفعالية على الجانب الإسرائيلي، لوقف الانتهاكات والجرائم اليومية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، وضمان محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات التي كان أبرزها القتل الذي تعرض له المئات من أبناء قطاع غزة الشهر الماضي.
وأضاف عفيفي أن الأمين العام أكد في هذا الإطار، ضرورة أن تتحمل السلطات الإسرائيلية كامل مسؤولياتها والتزاماتها، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، فيما يرتبط بتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة على وجه الخصوص، وبحيث لا يسمح لها بأن تتهرب من أداء هذه الالتزامات تحت أي ظرف من الظروف، مع السعي في الوقت عينيه، لتعبئة الجهود الدولية اللازمة لتحسين الوضع الإنساني في القطاع، مع الإعراب عن تقديره للجهود التي يقوم بها المنسق الدولي في هذا الصدد، بالتعاون مع وكالات وبرامج الأمم المتحدة العاملة في هذا المجال.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».