النفايات البلاستيكية في القطب الجنوبي تكشف حجم التلوث العالمي

النفايات البلاستيكية في القطب الجنوبي تكشف حجم التلوث العالمي
TT

النفايات البلاستيكية في القطب الجنوبي تكشف حجم التلوث العالمي

النفايات البلاستيكية في القطب الجنوبي تكشف حجم التلوث العالمي

قالت جماعة غرينبيس (السلام الأخضر)، المعنية بالدفاع عن البيئة، إن نفايات بلاستيكية ومواد كيماوية سامة عثر عليها في مناطق نائية بالقارة القطبية الجنوبية هذا العام، تقدم دليلا إضافيا على أن التلوث يمتد وينتشر حتى إلى أطراف كوكب الأرض.
وأضافت الجماعة أنها عثرت على نفايات متناهية الصغر من جميع أشكال البلاستيك، بدءا من أكياس التسوق وحتى إطارات السيارات، في تسع عينات من 17 عينة مياه جمعتها إحدى سفنها قبالة سواحل القطب الجنوبي، في أوائل العام الحالي.
وذكرت أيضا أن سبعا من تسع عينات أخذت من جليد القارة القطبية الجنوبية، تضمنت مواد كيميائية تستخدم في المنتجات الصناعية، ويمكنها الإضرار بالحياة البرية.
وقالت فريدا بنجتسون، من حملة «غرينبيس» لحماية القطب الجنوبي، في بيان: «ربما نفكر في القارة القطبية الجنوبية كمنطقة برية بكر نائية».
وأضافت: «لكن بدءا من التلوث والتغير المناخي، وانتهاء بصيد قشريات الكريل لأغراض صناعية، تظهر بصمة البشرية واضحة».
وتابعت قائلة: «يبدو من هذه النتائج أن حتى أكثر البيئات النائية في القطب الشمالي ملوثة بنفايات بلاستيكية متناهية الصغر، ومواد كيميائية دائمة الخطورة».
وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة ذكر أنه تم رصد التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وفي أماكن نائية منها خندق ماريانا، وهو أعمق جزء من محيطات العالم، في المحيط الهادي.
وقال البرنامج إن أقل من عشر كمية البلاستيك المصنوع يجري تدويره، وإن على الحكومات التفكير في حظر أو فرض ضريبة على الأكياس أو عبوات الطعام التي تستخدم مرة واحدة من أجل الحد من التلوث.
وعلى صعيد آخر، أظهر تقرير صناعي تراجع استخدام الأكياس البلاستيكية في ألمانيا بنسبة كبيرة خلال العام الماضي.
وبحسب التقرير الذي أعدته «جمعية أبحاث سوق التغليف» الألمانية، واطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية، فإن عدد الأكياس البلاستيكية التي استخدمها الألمان خلال العام الماضي يقل بمقدار 1.3 مليار كيس، وهو ما يعادل ثلث عدد الأكياس التي استخدمها الألمان في 2016.
ويبلغ متوسط استخدام الألماني للأكياس البلاستيكية في العام الماضي 29 كيسا، بما يعادل 2.4 مليار كيس في مختلف أنحاء ألمانيا خلال عام.
تناول التقرير بشكل خاص أكياس البلاستيك المستخدمة في حمل السلع المغلفة أو المعبأة، وليس الأكياس الشفافة التي تستخدم في تعبئة الخضراوات والفاكهة. كانت الشركات الألمانية قد تعهدت في 2016 بعدم تقديم أي أكياس بلاستيك مجانا لعملائها، بهدف الحد من استخدام هذه المنتجات غير الصديقة للبيئة.


مقالات ذات صلة

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد رئيس وزراء منغوليا يتحدث إلى الحضور خلال «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس وزراء منغوليا من الرياض: مشاريع سعودية تستهدف الانتقال للطاقة النظيفة

أوضح رئيس وزراء منغوليا أويون إردين لوفسانامسراي أن مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16» المنعقد حالياً في الرياض يتمحور حول مستقبل الأرض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات للتصحر.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.