انتخبت يوم أمس (الثلاثاء)، وزيرة الخارجية الإكوادورية الشاعرة ماريا فيرناندا إسبينوزا غارسيز رئيسة للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتكون المرأة الرابعة التي تتولى هذا المنصب في تاريخ المنظمة الدولية، والأولى منذ عام 2006.
وكانت الرئاسات النسائية السابقة في الجمعية من الهند فيجيا لاكشمي بانديت في عام 1953، ثم أنجي إليزابيث بروكس من ليبيريا في عام 1969 والشيخة هيا راشد آل خليفة من البحرين عام 2006.
وأفادت إسبينوزا غارسيز في الخطاب الأول لها بعد انتخابها أنها المرأة الأولى أيضاً التي تتولى المنصب من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مشيرة إلى أنها ستحافظ على سياسة الباب المفتوح خلال فترة رئاستها، وتعمل كوسيط محايد وموضوعي ومنفتح.
وأضافت: "كما تعلمون، أنا أيضاً شاعرة وسياسية. وعلى هذا فإني أدرك تمام الإدراك أنه لا توجد وجهة نظر مفيدة إذا لم نرَ، ولا قيمة لأي كلمة إذا لم نصغ. ولذلك سأكون مستعدة للإستماع إليكم جميعاً والعمل من أجلكم، ومعكم".
وفي حديثها للصحافيين في مقر الأمم المتحدة، قالت إسبينوزا غارسيز، إنها تعتقد أن الأمم المتحدة تسير بخطى ثابتة نحو "أن تصبح كل يوم منظمة أكثر ملاءمة وأكثر كفاءة وأكثر شفافية وأكثر ديموقراطية. سأعمل مع 193 دولة، يداً بيد".
وأضافت أنها وعدت بالزعامة بطريقة من شأنها "تعزيز تعددية الأطراف، وتحقيق الالتزامات التي قطعناها على نحو أفضل". ولفتت إلى أن أولوياتها خلال الدورة المقبلة للجمعية، والتي تبدأ في منتصف سبتمبر (ايلول) المقبل تشمل إصلاح الأمم المتحدة ووضع الصيغة النهائية للاتفاق العالمي بشأن الهجرة وتنفيذ جدول أعمال أديس أبابا حول تمويل التنمية. وأكدت أن العمل المناخي والتوظيف وعدم المساواة والسلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك حقوق الشعب الفلسطيني، مدرج أيضاً على جدول الأعمال.
وخلال تهنئته لها، قدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باعتبارها "ديبلوماسية ذات خبرة وسياسية تفهم الحاجة إلى التعاون عند مواجهة التحديات العالمية الحالية". قال: "إن معرفتك المباشرة بالمفاوضات الحكومية الدولية بشأن حقوق الإنسان والنساء من السكان الأصليين وتغير المناخ أمور ستساعد الجمعية العامة على التقدم في جدول أعمال الأمم المتحدة".
كما هنأها رئيس الجمعية ميروسلاف لايتشاك، قائلاً إن وجود أربع نساء فقط من بين 73 رئيساً للجمعية "ليس سجلاً يفاخر به"، داعياً الى مواصلة الجهود لتحقيق التكافؤ بين الجنسين.
وعملت إسبينوزا غارسيز سابقاً وزيرة للخارجية ووزيرة للدفاع ووزيرة لتنسيق التراث الثقافي والطبيعي. وكانت المرأة الأولى التي تعين مندوبة دائمة للإكوادور في نيويورك، بعدما عملت كسفيرة لبلادها في جنيف.
وككاتبة وشاعرة، نشرت إسبينوزا غارسيز أكثر من 30 مقالة أكاديمية حول الأمازون والثقافة والتراث والتنمية وتغير المناخ والملكية الفكرية والسياسة الخارجية والتكامل والدفاع والأمن. كما نشرت خمسة مجلدات شعرية وحصلت على جائزة الشعر الوطني الإكوادوري في عام 1990.
وكانت انتخابات هذا العام فريدة، إذ جرى التنافس على الرئاسة للمرة الأولى منذ عام 1991. فحسب التقاليد، ترشح المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة مرشحاً واحداً أو مرشحة واحدة، وتصادق الجمعية التي تتألف من 193 دولة على الترشيح. غير أن مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي لم تتمكن من الاتفاق على مرشح واحد هذا العام، مما أدى إلى التنافس بين إسبينوزا غارسيز والمندوبة الهندوراسية لدى الأمم المتحدة ماري إليزابيث فلوريس فليك.
وبنتيجة الإنتخاب، حصلت إسبينوزا غارسيز على 128 صوتاً مقابل 62 صوتاً لفليك.
وفي ممارسة جرى التأسيس لها أخيراً لتعزيز الشفافية وشمولية عملية الاختيار، عقدت الجمعية حوارات تفاعلية غير رسمية مع المرشحين الذين قدموا بيانات رؤيتهم. وتوفر الجمعية المكونة من كل الدول الأعضاء منتدى للمناقشات المتعددة الأطراف حول جميع القضايا الدولية التي يغطيها ميثاق الأمم المتحدة.
شاعرة إكوادورية تفوز برئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
شاعرة إكوادورية تفوز برئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة