تباطؤ سوق الإسكان البريطاني مع ضعف في نمو أسعار المنازل

عدد من المنازل تحت الإنشاء غير المباعة في لندن ارتفع بنسبة 19%

تباطؤ سوق الإسكان البريطاني مع ضعف في نمو أسعار المنازل
TT

تباطؤ سوق الإسكان البريطاني مع ضعف في نمو أسعار المنازل

تباطؤ سوق الإسكان البريطاني مع ضعف في نمو أسعار المنازل

يواجه قطاع الإسكان البريطاني تباطؤا خلال الفترة الحالية، وذلك وفقاً للمؤشرات الأخيرة حول قطاع الإسكاني البريطاني، مما يضع ضغوطا على حركة المبيعات في الوقت الحالي، والناتجة عن ضعف الأسعار وتباطؤ الطلب خلال الفترة الحالية.
أظهرت الإحصائيات الأخيرة في سوق الإسكان البريطاني أن أسعار المنازل زادت بوتيرة أضعف من المتوقع في مايو (أيار) الماضي في أحدث مؤشر على مدى تباطؤ السوق منذ التصويت على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016 وفقاً لبيانات لشركة نيشن وايد للرهن العقاري.
وارتفعت أسعار المنازل 2.4 في المائة في سنة حتى مايو الماضي انخفاضا من زيادة بنسبة 2.6 في المائة في أبريل (نيسان) الماضي، وتقل هذه الزيادة عن متوسط توقعات خبراء الاقتصاد البالغ ثلاثة في المائة في استطلاع أجرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأظهرت البيانات أن الأسعار انخفضت 0.2 في المائة مقارنة مع أبريل وهو ثالث انخفاض على أساس شهري في العام الجاري.
وفي السياق نفسه أظهر تقرير اقتصادي أن عددا من المنازل تحت الإنشاء غير المبيعة في لندن ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 19 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ بدء نشر تقرير «موليور لندن» العقاري عام 2009. وبحسب وكالة بلومبيرغ للأنباء الاقتصادية فإن المشكلة تكمن في أن أسعار أغلب هذه المساكن أعلى من القدرة المالية للكثيرين من الذين يعيشون ويعملون في العاصمة البريطانية.
ويتراوح سعر نحو نصف العقارات المطروحة للبيع في لندن بين 1000 جنيه إسترليني (1358 دولارا) و1499 جنيها إسترلينيا للقدم المربعة، وفي الوقت نفسه فإن متوسط سعر المساكن التي تم بيعها في لندن كان نصف هذا السعر تقريبا بحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني البريطاني في عام 2016 وهي أحدث بيانات رسمية متاحة في هذا المجال.
وأظهر تقرير صادر عن «المعهد الملكي للمساحين القانونيين» البريطاني تراجع مؤشر أسعار العقارات في بريطانيا خلال أبريل الماضي، إلى أقل مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 بسبب ضعف الأسعار في لندن.
وسجل مؤشر أسعار العقارات في بريطانيا سالب 8 نقاط خلال شهر أبريل الماضي، وهو أقل مستوى له منذ نوفمبر 2012. بعد تراجعه في مارس (آذار) الماضي. وقال 65 في المائة ممن شملهم المسح إن أسعار المساكن تراجعت في لندن خلال الشهر الماضي، وهي أعلى نسبة للذين يقولون إن الأسعار تتراجع منذ أوائل 2009.
وقال «سيمون روبنسون» كبير المحللين الاقتصاديين في المعهد إن سوق المساكن تشهد عادة ارتفاعا في نشاطها في مثل هذا التوقيت من العام، مضيفا أنه حتى مع وضع هذا النمط الموسمي لأداء السوق في الحسبان، فإن اتجاه التعاملات السوقية ما زال مستقرا بشكل عام.
ومن جانب آخر أظهر تقرير اقتصادي نمو نشاط قطاع التشييد في بريطانيا خلال مايو الماضي بنسبة بسيطة، حيث جاءت وتيرة النمو متماشية مع وتيرته في أبريل الماضي. وسجل مؤشر مديري مشتريات قطاع التشييد الصادر عن مؤسسة «آي إتش إس ماركيت» للدراسات الاقتصادية والمعهد القانوني للمشتريات والإمداد 52.5 نقطة خلال مايو الماضي، في حين كان المحللون يتوقعون تراجع المؤشر إلى 51.8 نقطة، وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط في حين تشير قراءة المؤشر أقل من 50 نقطة إلى الانكماش.
وأشارت بعض الشركات إلى أن الأحوال الجوية الجيدة غير المعتادة في مثل دعمت نشاطها وأتاحت لها استمرار العمل بعد شهور من الاضطرابات ذات الصلة بالأحوال الجوية.
ومن بين المؤشرات الفرعية الثلاثة، استمر مؤشر قطاع الإنشاءات السكنية الأقوى للشهر الثالث على التوالي. كما استمر ارتفاع مؤشري المشروعات التجارية والهندسية المدنية للشهر الثاني على التوالي خلال مايو الماضي.
وفي الوقت نفسه استمرت الطلبيات الجديدة المسبقة في التراجع للمرة الرابعة خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي في ظل حالة الغموض السياسي والاقتصادي الراهنة.
وأشار المسح إلى تراجع معدل ارتفاع وتيرة التفاؤل تجاه المستقبل إلى أقل مستوى له منذ 7 أشهر خلال مايو الماضي، على خلفية المخاوف من حالة الغموض العام والتباطؤ المتوقع في قطاع التشييد. وتراجعت وتيرة نمو الوظائف في قطاع التشييد خلال مايو الماضي إلى أقل مستوى لها منذ 4 أشهر، في حين أشارت الشركات إلى استمرار معاناتها من نقص العمالة المدربة.


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».