بعد تأهلها لأول بطولة كبيرة منذ كأس العالم لكرة القدم 2010، أقالت صربيا مدربها سلافوليوب موسلين لإفساح المجال أمام تعيين المبتدئ
ملادن كرستاييتش الذي تعهد بضخ دماء جديدة سعيا للوصول لأدوار خروج المهزوم في نهائيات روسيا.
وعدّ مدرب المنتخب الصربي لكرة القدم ملادن كرستاييتش أن بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا هو «هدف» بحد ذاته قد تحقق، وذلك بعد نحو عقد من الزمن على آخر ظهور لصربيا في العرس العالمي.
في عام 2010، لم يجنب الفوز الرائع على ألمانيا (1 - صفر) صربيا الخروج من الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا، ولم يكن كافيا لمحو الخروج المذل للمنتخب الصربي - المونتينيغري من النسخة السابقة في ألمانيا 2006 عندما تعرض لثلاث هزائم بينها واحدة كارثية بنصف دستة من الأهداف أمام الأرجنتين، فودعت بـ10 أهداف في مرماها مع تسجيلها هدفين فقط.
منذ ذلك الحين، وفي الوقت الذي كان فيه الجار والغريم التقليدي الكرواتي يتألق، كانت صربيا تغرق. بدا أن لاعبيها يولون فقط اهتماما لمشوارهم مع أنديتهم، فكان المنتخب يخوض مباريات دون نكهة في ملاعب فارغة.
ورفض كرستاييتش، البالغ 44 عاما والذي عاش خيبة 2006 من مقاعد البدلاء، الانسياق خلف ما وصفها بـ«الأجواء الحماسية إلى حد ما» والتي تعم صربيا مع اقتراب «النسور» من خوض المباراة الأولى في العرس العالمي ضد كوستاريكا في 17 يونيو (حزيران) الحالي، خصوصا أنهم سيواجهون العملاق البرازيلي ثم المنتخب السويسري القوي.
وقال كرستاييتش، المدافع السابق لفريقي فيردر بريمن وشالكه الألمانيين: «لا داعي حتى للتعليق على المنتخب البرازيلي: في إمكانهم الدفع بفريقين جيدين، لكن يمكن أن نكون سعداء بأننا نوجد في المجموعة نفسها التي يلعب فيها منتخب من طينة البرازيل». وتابع: «هذا الجيل من اللاعبين الصرب سيذهب إلى روسيا لتقديم أفضل ما لديه. يجب أن ننظر إلى الأمور هكذا. لكننا بلغنا بالفعل هدفنا: بعد فترة طويلة، عادت صربيا إلى بطولة كبيرة».
وتأهل المنتخب الصربي من مجموعة متكافئة على حساب آيرلندا وويلز والنمسا بأداء لم يكن على مستوى النتائج، مما أدى إلى الانفصال عن المدرب موسلين عقب ضمان التأهل مباشرة.
واحتلت صربيا صدارة المجموعة الرابعة في التصفيات الأوروبية برصيد 21 نقطة من 10 مباريات بفارق نقطتين عن آيرلندا، و4 عن ويلز. وضمنت التأهل بفوزها 1 - صفر على جورجيا في مباراتها الأخيرة بعدما شددت قبلها قبضتها على الصدارة بالانتصار 1 - صفر في آيرلندا.
وبعد التأهل دخل موسلين (64 عاما) في خلاف مع مسؤولي الاتحاد الصربي بسبب رفضه ضم كثير من المواهب الشابة إلى تشكيلته، وأبرزهم لاعب الوسط سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش الذي يراقبه كثير من الأندية الأوروبية الكبرى.
ووجه كرستاييتش، الذي ستكون مباراته الرسمية الأولى عندما تفتتح صربيا مشوارها في المجموعة الخامسة ضد كوستاريكا، الدعوة إلى لاعب لاتسيو إضافة لمواهب أخرى واعدة خلال مباريات ودية.
وكان أداء صربيا متباينا في المباريات الودية مع تحول كرستايتش لطريقة 4 - 3 - 3 المألوفة بدلا من أسلوب 3 - 4 - 3 غير التقليدي الذي كان يستخدمه موسلين إضافة لتجربة عدة لاعبين وطرق لعب مختلفة.
وبعد الفوز 2 - صفر على الصين والتعادل 1 - 1 مع كوريا الجنوبية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خسرت صربيا 2 - 1 أمام المغرب، وهي نتيجة أدت لانتقادات حادة من الجماهير والنقاد قبل تحقيق انتصار رائع 2 - صفر على نيجيريا في مارس (آذار) الماضي.
وفي وجود البرازيل وسويسرا أيضا في المجموعة، يواجه المنتخب الصربي طريقا محفوفة بالمخاطر إلى دور الستة عشر.
وتضم تشكيلة صربيا 3 لاعبين من الفريق الذي شارك في نهائيات 2010 وخرج من دور المجموعات بعد الخسارة أمام غانا وأستراليا رغم تحقيق انتصار مفاجئ 1 - صفر على ألمانيا التي بلغت قبل النهائي في النهاية.
ويشكل الحارس فلاديمير ستويكوفيتش والمدافعان برانيسلاف إيفانوفيتش وألكسندر كولاروف العمود الفقري لتشكيلة تضم أيضا لاعب وسط مانشستر يونايتد نيمانيا ماتيتش ومهاجم نيوكاسل يونايتد ألكسندر ميتروفيتش.
ومن المفترض أن ترفع المواهب الشابة ميلينكوفيتش سافيتش وجناح بنفيكا آندريا زيفكوفيتش ومهاجم اينتراخت فرنكفورت ميات جاتشينوفيتش مستوى طاقة الفريق مع وجود دوسان تاديتش وآدم ليايتش على الجناحين. ونقاط ضعف صربيا التي سيتطلع منافسوها لاستغلالها هي الافتقار لخبرة البطولات الكبرى والدفاع المهتز الذي سيغيب عنه على الأرجح قلب الدفاع ماتيا ناستاسيتش بسبب الإصابة. ويواجه ناستاسيتش فترة غياب طويلة بعد إصابته بقطع في أربطة الركبة، ومشاركته في النهائيات محل شك كبير.
نجم الفريق
ماتيتش
> سيكون مستوى لاعب الوسط المدافع نيمانيا ماتيتش مؤثرا في آمال صربيا بترك بصمة بنهائيات كأس العالم في روسيا مع سعي الدولة من منطقة البلقان للتأهل إلى دور الستة عشر لأول مرة بعد الاستقلال.
وكان نجم وسط مانشستر يونايتد البالغ عمره 29 عاما، واحدا من أكثر اللاعبين ثباتا في المستوى في موسمه الأول مع النادي الإنجليزي، وخصه المدرب جوزيه مورينيو في كثير من الأوقات بالإشادة. وبعد انتقاله إلى استاد «أولد ترافورد» قادما من تشيلسي بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأ ماتيتش مشواره مع يونايتد بقوة وثبت أقدامه على الفور ليصبح اللاعب الذي يربط بين الدفاع والهجوم. وقد يفتقر ماتيتش إلى القدرات المهارية والتمرير السلس مثل لاعبي الوسط الأعلى موهبة في العالم، لكن كثير من المميزات الأخرى جعلته اللاعب الأهم في صربيا.
ويتحلى ماتيتش بالهدوء في أصعب المواقف، ويمتاز بقدرته على انتزاع الكرة من المنافسين، ويمتلك رؤية جيدة للمرمى، وهو فعال للغاية في الجانبين الدفاعي والهجومي بفضل قدرته على إيقاف هجمات الفرق المنافسة وشن هجمات مرتدة سريعة مع التسديد من مسافات بعيدة في بعض الأحيان.
وبفضل طوله الذي يبلغ 1.94 متر يتفوق ماتيتش أيضا في ألعاب الهواء، لكن شخصيته الهادئة هي التي تؤدي إلى أن يبحث عنه زملاؤه. واستبعده المدرب السابق سينيشا ميهايلوفيتش خلال مشوار صربيا الفاشل في تصفيات كأس العالم 2014، ولم تتأهل بلاده أيضا إلى بطولة أوروبا 2016.
لكن ماتيتش برز بوصفه أحد الأعمدة الرئيسية في تشكيلة صربيا في تصفيات كأس العالم، رغم أن إشادة النقاد ذهبت إلى الجناح دوسان تاديتش والمهاجم ألكسندر ميتروفيتش بسبب قدراتهما على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف.
ووصف نيمانيا فيديتش قائد صربيا ومانشستر يونايتد السابق زميله مايكل كاريك يوما بأنه «اللاعب الذي يربط كل شيء بعضه ببعض» مع حصد يونايتد المليء بمواهب من طراز عالمي للألقاب تحت قيادة المدرب السابق أليكس فيرغسون. ويتولى ماتيتش، الذي يمر بأفضل فترات مسيرته حاليا، هذا الدور حاليا مع ناديه ومنتخب بلاده.
التشكيلة
> المدير الفني: ملادن كرستايتش
> حراسة المرمى: فلاديمير ستويكوفيتش وبردراغ وماركو ديميتروفيتش.
> الدفاع: ألكسندر كولاروف وأنطونيو روكافينا وميلان روديتش وبرانيسلاف إيفانوفيتش وأوروس سباييتش وميلوش فيليكوفيتش ودوسكو توسيتش ونيكولا ميلنكوفيتش.
> الوسط: نيمانيا ماتيتش ولوكا ميليفوييفيتش وماركو غروييتش ودوشان تاديتش وآندريا زيفكوفيتش وفيليب كوستيتش ونيمانيا رادونييتش وسيرغي ميلينكوفيتش سافيتش وآدم لياييتش.
> الهجوم: ألكسندر ميتروفيتش وألكسندر برييوفيتش ولوكا يوفيتش.