ملحق عسكري سابق على رأس جيش البر التونسي

TT

ملحق عسكري سابق على رأس جيش البر التونسي

أعلنت وزارة الدفاع التونسية تعيين الملحق العسكري السابق محمد الغول على رأس جيش البر، وتمت بالمناسبة ذاتها ترقية العميد محمد الغول من رتبة عميد إلى أمير لواء، وتعيينه رئيساً لأركان جيش البر، وتولى عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع مراسيم تنصيبه في هذا المنصب العسكري المهم، خلفاً للفريق إسماعيل الفطحلي الّذي بلغ سن التقاعد.
وتعود صلاحيات تعيين كبار القادة العسكريين إلى رئيس الجمهورية، وفق ما حدده دستور 2014 من مهام دستورية. ويأتي هذا التعيين في ظل الأزمة السياسية الخانقة التي تعرفها تونس، وانهيار جلسات الحوار السياسي حول مصير الشاهد ومسؤولية حكومته عن عدم حل المشكلات الاجتماعية الشائكة، علاوة على الحرب الكلامية المفتوحة بين رئيس الحكومة الحالية، ونجل الرئيس الباجي قائد السبسي.
وبخصوص هذا التعيين الجديد، أكدت وزارة الدفاع أن محمد الغول تخرج في الأكاديمية العسكرية التونسية، وتابع دراسته بمختلف المدارس العسكرية في تونس والخارج، بالإضافة إلى معهد الدفاع التونسي، كما تدرج في المهام العسكرية، وشغل منصب آمر مركز تدريب مدفعية بمنطقة مدنين (جنوب شرقي)، وآمر فوج مدفعية، وآمر مدرسة الرقباء بمنطقة كندار في مدينة سوسة، وآمر الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد في ولاية نابل، وآمر اللواء الثالث مشاة بمدينة القيروان، قبل أن يشغل منصب ملحق عسكري في واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية.
على صعيد آخر، انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قانون التوقيف في مراكز الأمن التونسية، وقالت في تقرير حمل عنوان «تريد محامياً حقاً؟»، إن وزارة الداخلية التونسية لم تصدر أوامر توجيهية للشرطة العدلية تطالبهم فيها بتجنب اللجوء إلى الاحتفاظ بالمتهمين في المخالفات، التي لا تنطوي على عقوبات بالسجن.
وخلصت «هيومن رايتس ووتش» إلى مجموعة من التوصيات، إثر إنجازها تقريراً ميدانياً يغطي الفترة الزمنية الممتدة من أكتوبر (تشرين الأول) 2017 إلى غاية مارس (آذار) 2018. وفي هذا السياق، قالت آمنة القلالي، مديرة مكتب المنظمة الحقوقية الدولية في تونس، إن وزارة الداخلية مطالبة بـ«صياغة إشعار موحد يحدد جميع حقوق الأشخاص المحرومين من حريتهم، وتعليقه في أماكن الاحتجاز»، وطالبت السلطات بدعوة القضاة ووكلاء الجمهورية إلى طرح أسئلة على الأشخاص القادمين من غرف الاحتجاز حول ما إذا تم احترام حقوقهم الإجرائية، وما إذا سمحت لهم الشرطة بالحصول على مساعدة من محامٍ خلال مراحل التحقيق الأولية. وأضافت القلالي موضحةً: «نظرياً، تعد بنود القانون رقم 5 المتعلق بضمانات الموقوفين في مراكز الأمن، بالوصول السريع إلى محامٍ، منارةً للمنطقة بأسرها. لكن عملياً ما زلنا بعيدين عن حماية المعتقلين من سوء المعاملة والاعترافات القسرية»، مؤكدةً أن الشرطة تعتقل آلاف الأشخاص في مختلف أنحاء تونس، وأنهم يقضون في الغالب نحو 4 أيام رهن الاحتفاظ، وهي فترة حاسمة لبناء قضية جنائية ضدهم، قبل أن يَمْثلوا أمام قاضٍ لأول مرة، وخلال هذا الوقت يكونون عُرضة لسوء المُعاملة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».