«الأمة» الأردني يبدأ حوارات مع النقابات لحل توافقي حول قانون الضريبة

إطلاق «تجمع للفعاليات الاقتصادية» لتوحيد الجهود في التصدي للمشروع الجديد

جانب من المظاهرات التي انطلقت في الأردن أول من امس (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات التي انطلقت في الأردن أول من امس (إ.ب.أ)
TT

«الأمة» الأردني يبدأ حوارات مع النقابات لحل توافقي حول قانون الضريبة

جانب من المظاهرات التي انطلقت في الأردن أول من امس (إ.ب.أ)
جانب من المظاهرات التي انطلقت في الأردن أول من امس (إ.ب.أ)

في حين اتفقت نقابات وجمعيات وهيئات واتحادات أصحاب العمل في الأردن، على إطلاق تجمُّع جديد لمواجهة قانون الضريبة الذي شغل الشارع الأردني خلال الأيام الماضية، وجه رئيس مجلس النواب الأردني (البرلمان)، الدعوة إلى رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، ورئيس مجلس النقباء، نقيب الأطباء علي العبوس، إلى لقاءٍ، غدا (السبت)، لبحث تطورات الأزمة.
وقال رئيس النواب الأردني عاطف الطراونة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن «الدعوة تأتي إيمانًا من مجلس النواب بأهمية تغليب لغة الحوار في مختلف القضايا الوطنية، وعلى رأسها المتعلقة بالتشريعات»، مشيرًا إلى أن «تعديل قانون الضريبة أصبح اليوم في عهدة مجلس النواب، ومن الأهمية عقد الحوارات المختلفة مع الأطراف كافة، للوصول إلى أرضية مشتركة تحقق تطلعات ومصالح المواطن الأردني بالدرجة الأولى».
وأضاف أن «المجلس عازم على إجراء مراجعة شاملة لتعديلات القانون، وهو لا يرى في تعديلات الحكومة ما يستوجب إقرارها على ما جاءت عليه، ويرى في بعضها ما يستوجب الإلغاء، بخاصة تلك التي تمس الطبقتين الوسطى ومحدودة الدخل». وقال: «لن نسمح بالمساس بمحدودي الدخل مع أهمية العمل على تغليظ العقوبات بحق المتهربين من الضريبة».
وأشار الطراونة إلى أن ما عبر عنه مجلس النقباء في إضراب منتسبيهم، يدلل على حسٍّ وطني كبير وإدراك لحجم المسؤولية الوطنية، مؤكدًا أن مطالبهم ستكون في صميم أولويات مجلس النواب في حال أدرج القانون على جدول الدورة الاستثنائية.
وكان إضراب عامّ عمَّ مختلف المحافظات الأردنية، أول من أمس (الأربعاء)، دعت إليه النقابات المهنية احتجاجاً على قانون ضريبة الدخل الذي ألغى الإعفاءات الممنوحة للأسر والأشخاص، وزاد نسبة الضريبة على البنوك والشركات الصناعية والتجارية. وشارك في الإضراب 35 نقابة مهنية وعمالية وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدني للتعبير عن رفضهم للقانون الذي يطال مختلف فئات الشعب.
وكانت الحكومة الأردنية قد أقرت الأسبوع الماضي قانوناً جديداً لضريبة الدخل في محاولة منها لزيادة إيرادات الخزينة، واستجابة لبرنامج الإصلاح المالي والاقتصادي الذي تنفذه الحكومة مع صندوق النقد الدولي. وتسعى الحكومة التي دفعت القانون إلى مجلس النواب لإقراره من أجل تحصيل 423 مليون دولار خلال العام المقبل.
ويتضمن القانون فرض غرامات مالية وجنائية تصل إلى السجن عشر سنوات في حالة التهرب الضريبي، بالإضافة إلى إلزام كل مَن بلغ 18 عاماً بالحصول على رقم ضريبي.
وكانت النقابات المهنية أمهلت الحكومة الأردنية حتى يوم الأربعاء المقبل لسحب القانون والدخول في حوار مع مؤسسات المجتمع المدني للتوافق على قانون يرضي جميع الأطراف، وإلا العودة إلى الإضراب مرة أخرى في خطوة تصعيدية مماثلة.
وكانت نقابات وجمعيات وهيئات واتحادات ممثلة لأصحاب العمل في الأردن اتفقت أمس، على إطلاق «التجمع الوطني للفعاليات الاقتصادية» لغايات توحيد الجهود فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الاقتصاد الوطني، وفي مقدمتها التصدي لمشروع قانون ضريبة الدخل الجديد.
ويسعى التجمع الذي يعتبر الأول بالأردن إلى التنسيق والتعاون مع مختلف النقابات ومؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود وتوسيع قاعدة التمثيل للوصول لحالة توافقية حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها بالمرحلة المقبلة للتصدي لقانون الضريبة بعد المشاركة الفاعلة والنجاح القوي الذي حققه إضراب الأربعاء.
وقال نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق الذي تم اختياره رئيسًا للتجمع إن موقف المشاركين الذين يمثلون قطاعاً واسعاً وشاملاً من مؤسسات القطاع الخاص، موحد بخصوص رفض قانون الضريبة بصيغته الحالية التي ستضيف أعباء جديدة على المواطنين، ومختلف الأنشطة الاقتصادية. وأضاف أن «التجمع سيعقد اجتماعاً خلال الأيام القليلة المقبلة لوضع تصور عام حول الخطوات التي سيتم التحرك بموجبها للتصدي لمشروع القانون».
وشدد على ضرورة سحب مشروع القانون الحالي للضريبة من مجلس النواب والبدء بحوار وطني شامل تشارك فيه كل فعاليات المجتمع للوصول إلى صيغة توافقية قبل إقرار أي قانون جديد للضريبة تراعي مصالح مختلف الأطراف، مطالباً الحكومة الاستماع لمؤسسات المجتمع بمختلف أطيافها كون مصلحة الاقتصاد الوطني فوق كل الاعتبارات.
وأكد أن «حالة التشنج التي تمارسها الحكومة ومحاولاتها فرض وجهة نظرها على الجميع بالقضايا المفصلية التي تهم الوطن لم تعد تجدي نفعاً بعد حالة السخط التي انتابت الأردنيين من تصرفاتها وقراراتها المبنية على الجباية أولاً ودائماً، ومس جيوب الطبقتين الوسطى والفقيرة في مخالفة واضحة لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بهذا الخصوص».
وقال الحاج توفيق إن «الجميع يدرك صعوبة الظروف الاقتصادية التي تمر على المملكة بالإضافة للضغوط السياسية التي تمارس، ما يتطلب الوقوف صفّاً واحداً لتجاوز هذه التحديات والمحافظة على الإنجازات التي حققها الأردن ودعم ركائز الأمن والاستقرار التي يسندها اقتصاد قوي ومنيع معتمد على الذات».
وأضاف أن «الأردن يزخر بالمؤسسات والكفاءات القادرة على تشخيص مشكلتنا الاقتصادية وطرح الأفكار والبرامج التي تساعد على تجاوزها بأقل الخسائر».
على صعيد ذي صلة، عقد رئيس مجلس الأعيان الغرفة الثانية لمجلس الأمة الأردني فيصل الفايز اجتماعاً أمس الخميس، لأعضاء المكتب الدائم للمجلس ورؤساء اللجان البرلمانية في المجلس، أكد فيه على ضرورة إجراء مناقشة واسعة ومعمقة لمشروع القانون المعدل لقانون ضريبة الدخل. وأكد الفايز أنه لا مواقف مسبقة من قبل مجلس الأعيان، بخصوص مشروع القانون ومواده المختلفة، وهدف المجلس الأساسي، هو مصلحة الوطن والمواطن، من خلال الوصول إلى توافقات بين جميع الأطراف حول القانون، تلبي مصلحة الجميع، وتعزز مسيرة الإصلاح، لتمكين الأردن من مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية. وقال الفايز خلال الاجتماع، إن الظروف الاقتصادية التي نمر بها، تحتاج إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات، انطلاقاً من المسؤولية الوطنية، مؤكدا على ضرورة ألا تؤثر أية إصلاحات مالية واقتصادية، على حياة المواطن المعيشية، وتنشيط الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى ضرورة وضع عقوبات رادعة، لمنع التهرب الضريبي، والمس بالمال العام، وهو ما سيعمل عليه مجلس الأعيان عند مناقشة قانون الضريبة، في الوقت الذي سيقوم فيه المجلس بمراجعة جميع مواد القانون للوقوف على أثرها على مختلف القطاعات، والاقتصاد الوطني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.