السعودية... طموحات كبيرة بتكرار إنجاز 1994

المنتخب السعودي يطمح لتحقيق إنجاز في المونديال الروسي (رويترز)
المنتخب السعودي يطمح لتحقيق إنجاز في المونديال الروسي (رويترز)
TT

السعودية... طموحات كبيرة بتكرار إنجاز 1994

المنتخب السعودي يطمح لتحقيق إنجاز في المونديال الروسي (رويترز)
المنتخب السعودي يطمح لتحقيق إنجاز في المونديال الروسي (رويترز)

مع بدء العد التنازلي لانطلاق منافسات كأس العالم 2018 في روسيا من 14 يونيو (حزيران) إلى 15 يوليو (تموز) تستعرض «الشرق الأوسط» بداية من اليوم تحليلات موسعة للمنتخبات الـ32 المشاركة.
وقسمت المنتخبات المشاركة على ثماني مجموعات ضمت الأولى، روسيا (المستضيفة) والسعودية ومصر وأوروغواي. والثانية: البرتغال وإسبانيا والمغرب وإيران. والثالثة: فرنسا وأستراليا وبيرو والدنمارك. والرابعة: الأرجنتين وآيسلندا وكرواتيا ونيجيريا. والخامسة: البرازيل وسويسرا وكوستاريكا وصربيا. والسادسة: ألمانيا والمكسيك والسويد وكوريا الجنوبية. والسابعة: بلجيكا وبنما وتونس وإنجلترا. والثامنة: بولندا والسنغال وكولومبيا واليابان.

وجهزت روسيا البلد الأكبر مساحة في العالم، وتمتد على 17 مليون كم مربع بين بحر البلطيق غربا والمحيط الأطلسي شرقا، 12 ملعبا لاستضافة الحدث الأكبر في كرة القدم العالمية وستكون موزعة على 11 مدينة.
وسيكون مونديال روسيا هو الأول الذي يشهد تطبيق تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد.

يستعد المنتخب السعودي لخوض تجربته المونديالية الخامسة، وسيكون الحضور هذه المرة مختلفا عن ذي قبل، حيث سيكون «الأخضر» على موعد مع منتخب روسيا صاحب الأرض ومستضيف البطولة في المباراة الأولى.
ويقف الأخضر السعودي في مشاركته الخامسة أمام طموحات كبيرة تهدف إلى مشاركة مميزة كتلك التي تحققت في مونديال 1994 عندما عبر إلى دور الستة عشر بعدما نجح في تجاوز دور المجموعات بجدارة في مجموعة ضمت إلى جواره هولندا وبلجيكا والمغرب.
ويلعب منتخب «الصقور الخضر» كما يحلو لأنصاره تسميته في المجموعة الأولى إلى جوار روسيا ومصر والأوروغواي، وهي مجموعة متوازنة وتبدو مناسبة للغاية لتحقيق نتائج إيجابية.
وسيظل السعوديون يتذكرون تلك التسديدة القوية التي أرسلها فهد المولد بعدما زج به الهولندي مارفيك في مواجهة اليابان الختامية في التصفيات الآسيوية والتي منحت الفريق بطاقة العبور إلى مونديال روسيا.
هدف المولد أنهى معاناة غياب المنتخب السعودي عن المحفل العالمي الذي استمر لمدة 12 عاما، حيث تعود آخر مشاركة له إلى مونديال 2006 الذي أقيم في ألمانيا، قبل أن يغيب الأخضر عن نسختي 2010 و2014 في جنوب أفريقيا ثم البرازيل.
وعودة السعودية للمونديال لم تكن سهلة بل مرت عبر عدة مراحل من التصفيات الآسيوية. ونجح الأخضر السعودي في تصدر مجموعته الأولى التي ضمت منتخبات الإمارات وفلسطين وماليزيا وتيمور الشرقية، برصيد عشرين نقطة (ستة انتصارات وتعادلين دون أي خسارة).
وفي الدور النهائي الحاسم للتصفيات الآسيوية جاء المنتخب السعودي في المجموعة الثانية إلى جوار اليابان وأستراليا والإمارات والعراق وتايلاند، ونجح في تحقيق 6 انتصارات وتعادلين مقابل 3 هزائم أمام اليابان وأستراليا والإمارات، وكانت هذه الحصيلة كفيلة بأن يخطف بطاقة العبور المباشر نحو المونديال برصيد 19 نقطة وبفارق الأهداف عن نظيره الأسترالي الذي اضطر إلى خوض الملحق مع المنتخب السوري لاحقا، علما بأن اليابان تصدرت المجموعة برصيد 20 نقطة.
وسينتظر السعوديون الكثير من المدرب الجديد الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي في المونديال الروسي، رغم أنه تولى المهمة منذ فترة قصيرة بعد إقالة مواطنه إدجاردو باوسا ومن قبلها رحيل المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي قاد الفريق للوصول للنهائيات. وتولى بيتزي، الذي قاد تشيلي لإحراز لقب كأس كوبا أميركا 2016، المسؤولية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي خلفا لباوسا الذي أقيل بعد حوالي شهرين فقط في منصبه.
ورحل باوسا مدرب الأرجنتين السابق والبالغ عمره 49 عاما بسبب تواضع النتائج والخسارة من البرتغال وبلغاريا وديا.
وترك بيتزي، الذي ولد في الأرجنتين لكنه شارك كلاعب مع منتخب إسبانيا، تدريب تشيلي عقب الإخفاق في التأهل لنهائيات كأس العالم لكنه حصل على فرصة جديدة للظهور في روسيا.
ووفر الاتحاد السعودي برنامج إعداد قويا قبل النهائيات يساهم في تعرف بيتزي على لاعبيه وأمام منتخبات مختلفة في أسلوب اللعب. وتضمن برنامج المنتخب السعودي اللعب مع مولدوفا والعراق وأوكرانيا وبلجيكا وإيطاليا وبيرو وألمانيا بطلة العالم.
ورغم تفاؤله يظل بيتزي في مهمة صعبة تتمثل في نقل أفكاره للاعبين خلال فترة قصيرة بعد أن أصبح ثالث مدرب يقود المنتخب منذ سبتمبر (أيلول) الماضي خاصة مع عدم مشاركة مجموعة من الأساسيين الذين أعيروا في فترة الانتقالات الشتوية الماضية لفرق إسبانية.
ويعقد المنتخب السعودي تحت قيادة بيتزي آمالاً كبيرة على نجوم خط الوسط في ترجيح كفته وزيادة قوته الفنية، حيث يضم العديد من الأسماء المميزة القادرة على وضع بصمتها في المحفل العالمي، أمثال سالم الدوسري لاعب فياريال الإسباني ونواف العابد لاعب فريق الهلال ويحيى الشهري لاعب ليغانسي الإسباني.
كما يبرز محمد السهلاوي في الهجوم، إذ نجح في تسجيل 16 هدفا لمنتخب بلاده ساهمت في تأهله لكأس العالم إلى جانب تيسير الجاسم الذي سجل 6 أهداف مقابل خمسة أهداف لنواف العابد ويحيى الشهري.

- التشكيلة
> المدير الفني: الأرجنتيني خوان بيتزي
> حراسة المرمى: عساف القرني ومحمد العويس وياسر المسيليم وعبد الله المعيوف.
> مدافعون: منصور الحربي وسعيد المولد ومعتز هوساوي وأسامة هوساوي وياسر الشهراني ومحمد البريك ومحمد جحفلي وعمر هوساوي وعلي البليهي.
> لاعبو الوسط: عبد الله الخيبري وهتان باهبري وعبد الملك الخيبري وعبد الله عطيف وسلمان الفرج ونواف العابد ومحمد كنو وتيسير الجاسم وحسين المقهوي.
> مهاجمون: محمد الكويكبي وسالم الدوسري ويحيى الشهري وفهد المولد ومحمد السهلاوي ومهند عسيري.

- نجم الفريق: يحيى الشهري
يعوض التأثير الكبير واللمسات الإبداعية ليحيى الشهري في منتخب السعودية المتجه إلى كأس العالم ما يفتقده نجم النصر بقصر القامة.
ويؤدي لاعب الوسط المهاجم متعدد المواهب، الذي يبلغ طوله 1.6 متر فقط، دورا مهما في صناعة اللعب وفرص التهديف للسعودية، وكان من العناصر الأساسية في تأهل بلاده لكأس العالم لأول مرة منذ 2006.
ورغم أنه قادر على اللعب في مركز الجناح، يصبح الشهري أكثر فاعلية عند منحه حرية الحركة خلف المهاجم الوحيد محمد السهلاوي.
وكثيرا ما يعود لمنتصف الملعب لتسلم الكرة من لاعب الوسط المدافع عبد الله عطيف أو من قلبي الدفاع من أجل بدء هجمات المنتخب السعودي.
ويلعب الشهري، 27 عاما، حاليا في النصر الذي تعاقد معه من الاتفاق في 2013 في صفقة قياسية سعودية بلغت 48 مليون ريال (12.80 مليون دولار).
لكن في يناير (كانون الثاني) الماضي تمت إعارته إلى ليغانيس الإسباني لإكسابه خبرة أكبر في اللعب على أعلى المستويات الدولية في إطار الإعداد لنهائيات كأس العالم.
وأتت هذه الخطوة بنتائج عكسية، إذ لم ينجح في دخول التشكيلة الأساسية للنادي الإسباني، ما أدى إلى فقدانه حساسية المباريات وهو ما قد يؤثر سلبا على الشهري لكن البرنامج الإعدادي المكثف الذي يخوضه المنتخب السعودي قد يعوضه ما فقده.
وإذا تمكن الشهري من استعادة المستوى الذي ظهر عليه خلال التصفيات، سيلعب دورا كبيرا مع المنتخب السعودي وسيكون العنصر القادر على اختراق دفاعات الفرق المنافسة بطاقته ومهاراته وعينه الثاقبة في التمرير.


مقالات ذات صلة

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية جانب من منافسات مسابقة المزاين لفئة جمل سيف الملك للون «الشقح» (الشرق الأوسط)

«مهرجان الإبل»: موسى الموسى يتوج بسيف الملك للون «الشقح»

أعلنت لجنة التحكيم بمهرجان الملك عبد العزيز للإبل نتائج الفائزين في اليوم الثاني عشر من منافسات أشواط فعاليات مسابقة المزاين لفئة جمل سيف الملك للون «الشقح».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية استاد المربع الجديد (واس)

استاد المربع الجديد... أيقونة الملاعب السعودية في مونديال 2034

يبرز استاد المربع الجديد بصفته أحد الملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم 2034 ومن المرتقب أن يؤدي دوراً أساسياً في نجاح هذا الحدث الرياضي العالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».