بعد أن هاجم لوحة من روائع الفن الروسي بقضيب معدني وألحق أضرارا بها، قال رجل إنه تصرف بدافع آيديولوجي لإنقاذ سمعة قيصر، ليسحب اعترافه السابق بأن التخريب نجم عن شربه الفودكا. وسيزيد هذا التصريح على الأرجح من مخاوف الليبراليين بشأن تأثير المحافظين والسياسيين الذين حولوا تاريخ روسيا إلى ساحة معركة فكرية للتفاخر بالوطنية، حسب «رويترز».
واعترف إيغور بودبورين (37 عاما) بالهجوم على واحد من روائع الأعمال الفنية في البلاد والذي يعود للقرن التاسع عشر، وهو رسم يصور القيصر إيفان الرهيب وهو يحتضن ابنه المحتضر.
كان الرجل قال إنه أفرط في شرب الفودكا إلى أن فقد وعيه في مقهى معرض «تريتياكوف» الفني، وهو أهم متحف للفنون في موسكو. وقال «المعرض» إن الرجل تجاوز بطريقة ما مجموعة من موظفي المعرض والتقط قضيبا معدنيا يستخدم لإبقاء الزوار على مسافة من اللوحات الفنية، وحطم به الزجاج الواقي للوحة.
وذكر المعرض في بيان أن الزجاج السميك تهشم بفعل الضربات، وأن أضرارا جسيمة لحقت باللوحة. وأضاف: «نسيج اللوحة ثُقب في 3 أماكن بالجزء الأوسط من العمل، والذي يصور شخصية تساريفيتش (ابن القيصر)».
وقال المعرض إن الإطار لحقت به أيضا أضرار بالغة، لكنه أشار إلى أنه «من حسن الطالع» أن العناصر الأثمن في اللوحة، مثل وجهي وأيادي القيصر وابنه، لم تتعرض لأذى. لكن بودبورين أنكر أمام محكمة في موسكو أول من أمس أن يكون قد شرب الفودكا قبل الهجوم، وقال إنه فعل فعلته لأنه يعترض على الرسم. ونقلت وكالات أنباء روسية عن بودبورين قوله لهيئة المحكمة: «اللوحة كذب. إنه (إيفان الرهيب) يعد في مصاف القديسين».
وكان فنان الواقعية الروسي الشهير إيليا ريبين قد أكمل لوحة «إيفان الرهيب وابنه إيفان في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 1581» في عام 1885، وهي تصور القيصر يحتضن ابنه بين ذراعيه مفجوعا بعد أن وجه له ضربة قاضية، وهي حادثة تاريخية يشكك القوميون الروس في صحتها. ويشكك بعض المؤرخين الروس في فكرة أن إيفان قتل ابنه، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام الماضي إنه لم يتضح هل كان القيصر مذنبا أم لا.
وقال إيفان ميلنيكوف، وهو مسؤول حقوقي زار بودبورين في الحجز، في تصريح لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية الثلاثاء، إن الرجل يفكر منذ عامين في اللوحة التي يعدها تصويرا خاطئا لإيفان الرهيب.
ونقل ميلنيكوف عن بودبورين قوله: «سمعت عن هذا الرسم منذ فترة طويلة. حتى بوتين قال في التلفزيون إن ما تعرضه اللوحة غير صحيح. وعندما ذهبت إلى (معرض) تريتياكوف لم أتمالك نفسي. الأجانب يذهبون إلى هناك وينظرون إليها. ماذا سيظنون بقيصرنا؟ وبنا؟ إنه استفزاز للشعب الروسي حتى ينظر الناس إلينا بشكل سيئ».
لإنقاذ سمعة القيصر... روسي يتلف لوحة «إيفان الرهيب»
لإنقاذ سمعة القيصر... روسي يتلف لوحة «إيفان الرهيب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة