يخوض المنتخب السعودي لقاءً ودياً اليوم (الاثنين) أمام المنتخب الإيطالي على ملعب سانك فالين السويسري، وذلك ضمن المرحلة الخامسة والأخيرة من برنامجه الإعدادي للمشاركة في نهائيات كأس العالم روسيا 2018، الذي يقيمه في مدينة بادراغاز السويسرية.
ويعد المنتخب السعودي مع باقي منتخبات العالم المشاركة في كأس العالم بروسيا العدة، لرفع قائمة لاعبي المنتخب المشاركين في المونديال بعد أن حدّد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم 4 يونيو (حزيران) المقبل موعداً لرفعها بحيث تتكون من 23 لاعباً استعداداً لانطلاق البطولة في 14 يونيو المقبل.
وتأتي مواجهة إيطاليا الودية مع المنتخب السعودي كأول مباراة تجمع المنتخبين في تاريخهما، وسيخوض المنتخب السعودي بعدها مباراتين وديتين الأولى مع منتخب البيرو في الثالث من شهر يونيو المقبل، والثانية مع المنتخب الألماني على ملعب باي أرينا في مدينة ليفركوزن الألمانية.
وسيدخل المنتخب السعودي هذه المباراة بعد أن أجرى لاعبوه الـ28 تدريبات رياضية مكثفة في: الإحماء، والسرعة، والمناورة، بإشراف المدير الفني خوان أنطونيو بيتزي الذي ركز على إجراء تمارين تكتيكية للمنتخب في حالتي الهجوم والدفاع، علاوة على تمارين الحراس.
ويتغيب المنتخب الإيطالي للمرة الأولى في تاريخه منذ عام 1958 عن المشاركة في نهائيات كأس العالم 2018 التي يشارك فيها 32 منتخباً يمثلون خمس قارات، علما بأنه نال لقب البطولة 4 مرات.
وخسر المنتخب الإيطالي بطاقة التأهل لكأس العالم إثر تعادله السلبي مع ضيفه منتخب السويد في لقاء الإياب من الملحق الأوروبي، بعد أن خسر ذهاباً (0 - 1) ليحصد المنتخب السويدي بطاقة التأهل بعد أن كان أقل المرشحين لخطفها.
وكان المنتخب السعودي اختتم المرحلة الرابعة التي انطلقت في نهاية شهر أبريل (نيسان) وحتى منتصف مايو (أيار) الماضي، وشهد مستوى الأخضر تحسناً فنياً وتجانساً في عناصره مع النهج التكتيكي للأرجنتيني بيتزي، المدير الفني للصقور الخضر، وتمكن خلال المعسكر الذي أقيم في مدينة قادس الإسبانية من التغلب على المنتخب الجزائري بهدفين دون رد، جاءت عن طريق لاعبَي الوسط سلمان الفرج ويحيى الشهري، كما تخطى اليونان بالنتيجة ذاتها بعدما سجل لاعبا الوسط سالم الدوسري ومحمد كنو هدفي اللقاء.
واتضحت معالم القائمة الأساسية الأولية التي سيعتمد عليها الأرجنتيني بيتزي في المونديال في المرحلة الأخيرة، حيث افتتح مواجهتي الجزائر واليونان بتشكل ثابت إلى حد كبير، وسيرسم مساء اليوم الخطوط العريضة للتشكيل الأساسي الذي سيعتمد عليه في ظهور المنتخب السعودي الخامس في نهائيات كأس العالم، ويتطلع الأرجنتيني للاستفادة من قوة وصلابة المنتخب الإيطالي، واللعب بتكتيك مغاير عن المباريات السابقة بالاعتماد على النواحي الدفاعية وإغلاق المنافذ الخلفية للخروج بالفائدة المرجوة من هذه المواجهة بعيداً عن النتيجة النهائية.
ولن تبتعد خيارات بيتزي عن الأسماء التي اعتمد عليها في التجارب الأخيرة، بتواجد ياسر المسيليم في حراسة المرمى، والثائي عمر هوساوي وأسامة هوساوي في متوسط الدفاع، وياسر الشهراني ومحمد البريك على ظهيري الجنب، وعبد الله عطيف وتيسير الجاسم وسلمان الفرج في منطقة محور الارتكاز، وعلى الأطراف سالم الدوسري وفهد المولد ومحمد السهلاوي وحيداً في خط الهجوم.
ويعمل المدير الفني للأخضر السعودي للحفاظ على تجانس المجموعة الحالية بعد التناغم الملموس على أداء عناصر منتخب المملكة في المرحلة الماضية وتفهم اللاعبين للطريقة الفنية التي ينتهجها الأرجنتيني؛ وهو ما أسهم في تصاعد الأداء الفني لغالبية اللاعبين وظهورهم بصورة مغايرة تماماً عن الأداء الذي كانوا عليه في مواجهة المنتخب البلجيكي في ختام المرحلة الثالثة المعسكر الإعدادي، وتلقى المنتخب السعودي خسارة قاسية بأربعة أهداف دون رد، قبل أن يتعادل أمام أوكرانيا بهدف لمثله.
وسيعزز من خيارات الأرجنتيني بيتزي تواجد الثنائي سالم الدوسري وفهد المولد المحترفان في الليغا الإسبانية، بالإضافة إلى عودة خماسي النادي الأهلي بعد فراغ مشاركتهم مع ناديهم في دوري أبطال آسيا، بيد أن إصابة أبرز صناع اللعب نواف العابد وهتان باهبري لا تزال مقلقة للجهاز الفني، ويعملون على تجهيز الثنائي قبل أن يتم الإعلان عن قائمة النهائية التي ستضم 23 لاعباً من بين الـ28 المشاركين في المعسكر الحالي.
ويعتمد مدرب الأخضر السعودي بشكل كبير على طريقة اللعب الحديثة بالاستحواذ على منطقة المناورة وتناقل الكرات القصيرة بداية من الخطوط الخلفية وحتى الوصول لمرمى الخصم، غير أنه يبالغ في أغلب المباريات الماضية بالاندفاع الهجومي على حساب النواحي الدفاعية، ويمنح ظهيري الجنب حرية التحرك مستنداً إلى مهارتهم الفردية.
المبالغة الهجومية تسببت في تلقي شباك الأخضر عدداً من الأهداف لاستغلال الخصوم المساحات الواسعة في المناطق الخلفية، بيد أن الأرجنتيني تدارك الموقف في مواجهتي الجزائر واليونان، وسيحرص في مواجهة إيطاليا على تعزيز النواحي الدفاعية، وعزل مفاتيح اللعب الإيطالية بالمراقبة اللصيقة من لاعبي محور الارتكاز.
في الجهة المقابلة، يطمح المنتخب الإيطالي جريح القارة العجوز بعد فشله في بلوغ النهائيات، وإهداره الفرص المتوالية للظهور في المونديال، لبناء منتخب شاب قادر على المنافسة على بطولة أوروبا المقبلة، بمنح اللاعبين الشبان الفرصة الكاملة إلى جانب عدد من لاعبي الخبرة، حيث سيشرف روبرتو مانشيني على منتخب الطليان للمرة الأولى في هذا المساء خلفاً للمدرب المؤقت دي باجيو.
واستدعى للمعسكر الأخير بالوتلي الغائب عن تمثيل منتخب بلاده منذ نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيلي، وسيمنحه شارة القيادة لابتعاد بوفون الحارس الإيطالي المخضرم عن قائمة التي ستشارك في مواجهة الأخضر السعودي، كما ستضم القائمة الأساسية أندريبا بيلوتي ولورينزو إنسيني، وذكرت مصادر صحافية إيطالية، أن مانشيني سيدخل هذا اللقاء بمزيج من لاعبي الخبرة والشباب، وبطريقة 4 - 3 - 3 حسب الحصص التدريبية الأخيرة، وتعتبر هذه الطريقة جديدة على المدرسة الإيطالية التي تعتمد على النواحي الدفاعية واللعب على أخطاء الخصوم واستغلال الكرات الثابتة.
من جهته، أكد المدرب الوطني علي كميخ، أن مواجهة اليوم من أهم المباريات الاستعدادية لمونديال روسيا، وعلى المدرب أن يستفيد من هذه المباراة التي اعتبرها من مباريات الوزن الثقيل، حالها حال مباراة ألمانيا وبلجيكا والبارغواي، وفي الوقت نفسه بدأ الفريق يخطو خطوات جيدة من حيث الاحتكاك وتطبيق التكتيك الذي ينتهجه المدرب خلال المباريات السابقة من البرنامج الإعدادي، وأصبح الآن الفريق يتكامل مع عودة العناصر ولم يتبق إلا اللاعب نواف العابد الذي لم يدخل «الفورمة» مثل بقية «زملائه».
وتابع: لم يتبق على انطلاقة المونديال إلا بضعة أسابيع، وحقيقة أثق بالعمل القائم فنياً، لكن المطلوب من بيتزي ثلاثة أشياء أساسية الثبات على التشكيل وإدخال العناصر التي يحتاج إليها، بمعنى إذا كان هو في حاجة إلى مهاجمين عليه إدخال مهاجمين، وإذا كان هو في حاجة إلى مدافعين عليه إدخال لاعبين مدافعين، إضافة إلى ذلك تعزيز، وأكررها تعزيز بناء الهجمة بأسلوب بحيث يحفظه اللاعبون عن ظهر قلب، خلاف ذلك تطوير الكرات الثابتة ويكون لديهم منهجية بحيث يعرف المتابعون كيف سيطبق المنتخب السعودي تنفيذ الضربات الركنية والكرات عند منطقة الـ18، وتمركز اللاعبين وتحركاتهم، وعندما تثبت هذه المنهجية بإمكانك التغيير.
وواصل: مثلاً وقوف محمد السهلاوي بجانب القائم الأول، وعمر هوساوي أمام القائم الثاني، وأثناء المباراة يتم تغيير مركزيهما، وهذا يعتبر جزءاً من التكتيك الذي يسمى عنصر المفاجأة، لكن الأهم، وسبق أن تحدثت، نعيد ونكرر الثبات وهو أساس النجاح.
وواصل: للأمانة، اللاعب الذي أتمنى عودته ويكون في كامل جاهزيته حتى يكتمل عقد المنتخب هو نواف العابد؛ فهو عنصر مهم، وأعتبره أيقونة المنتخب، وهنالك ثلاثة لاعبين في خط الهجوم إذا تواجدوا ليس لديهم حل، نواف العابد، وفهد المولد، ويحيى الشهري؛ كونهم يتميزون بالدقة والتمرير والسرعة، وكذلك سالم الدوسري فهؤلاء اللاعبون تطور مستواهم بشكل ملحوظ في عملية الارتداد والتحركات وهم صغار بالسن؛ وهذا ما نحتاج إليه في مبارياتنا أمام روسيا والأورغواي.
الأخضر يختبر تشكيلته للمونديال بمواجهة إيطاليا اليوم
بيتزي يسعى إلى اعتماد القائمة النهائية من خلال المباراة
الأخضر يختبر تشكيلته للمونديال بمواجهة إيطاليا اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة