فريق «البلسم الدولية» الطبي يعيد الحياة لقلوب اليمنيين

فريق {البلسم} أجرى مئات من عمليات القلب في المكلا («الشرق الأوسط»)
فريق {البلسم} أجرى مئات من عمليات القلب في المكلا («الشرق الأوسط»)
TT

فريق «البلسم الدولية» الطبي يعيد الحياة لقلوب اليمنيين

فريق {البلسم} أجرى مئات من عمليات القلب في المكلا («الشرق الأوسط»)
فريق {البلسم} أجرى مئات من عمليات القلب في المكلا («الشرق الأوسط»)

وسط ظروف مناخية بالغة الصعوبة بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، هبطت طائرة تابعة للقوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، مطار الريان، تحمل 8 من أمهر جراحي القلب، جاءوا لإجراء سلسلة من عمليات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية لمئات المواطنين اليمنيين.
وأكد الدكتور عماد بخاري المدير التنفيذي لمنظمة «البلسم الدولية» والذي يقود الفريق الجراحي، أن زيارتهم لمدينة المكلا في هذه الظروف الصعبة جاء ليبعث رسالة محبة وسلام إلى الشعب اليمني، ويتوافق مع رؤية المنظمة الدولية التي تسعى لتقديم العون للمحتاجين في مختلف الدول حول العالم.
واتجه الفريق الجراحي مباشرةً من المطار إلى مقر مؤسسة أمراض القلب الخيرية لمعاينة مئات الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي، ومناقشة كيفية التعامل مع هذه الحالات وتوزيع المهام والأدوار لبدء العمل، وهو ما حصل بالفعل بعد ساعات قليلة، حيث أُجريت أول عملية قلب مفتوح كُللت بالنجاح لشاب يمني في العشرينات من عمره.
وحسب الدكتور بخاري، فإن نواة منظمة «البلسم الدولية» أطباء سعوديون لكنها اليوم تضم أطباء من كل أنحاء العالم ومختلف الجنسيات، وأضاف: «شعارنا المريض أولاً، والشفافية ثانياً، إلى جانب التعاون الدولي، والوضوح والمهنية والاحترافية. نتوقع في هذه الرحلة إجراء 10 عمليات قلب مفتوح، و100 قسطرة علاجية للكبار، وللعلم فإننا في الزيارة الماضية قمنا بإجراء 125 عملية قسطرة علاجية للصغار والكبار، و12 علمية قلب مفتوح».
ويعتقد الدكتور عماد بخاري أن ما يقوم به الفريق في اليمن وغيرها من الدول هو واجب إنساني وتطوعي يسعى من خلاله الفريق لنشر المحبة والسلام ومساعدة من لا يستطيعون تحمل تكاليف هذه العمليات الجراحية الحساسة.
وأشار المدير التنفيذي لمنظمة «البلسم الدولية» إلى الدعم الكبير وتذليل كل الصعوبات اللوجيستية التي واجهت الفريق من قبل قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، مبيناً أن المنظمة تلقت دعماً مفتوحاً وبلا قيود لمساعدة السكان وإجراء العمليات الجراحية لأكبر عدد ممكن من المستحقين.
من جانبه، اعتبر اللواء فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية، وصول الفريق الطبي لمنظمة «البلسم الدولية» في هذه الأجواء المناخية الصعبة، دليلاً على شجاعة أعضاء الفريق وحرصهم على تقديم العون للمواطنين الذين تقطعت بهم السبل في ظل الصراع الذي تعيشه البلاد منذ 3 سنوات.
وقال البحسني، الذي استقبل الفريق شخصياً: «إنها لحظات سعيدة نعيشها في استقبال هذا الفريق الذي يقوم بعمل عظيم في حضرموت ها هو للمرة الثانية بيننا وفي ظرف وزمن مميزين جداً، شهر رمضان الكريم، واستعدادهم لتقديم العون والمساعدة لأهل حضرموت، خصوصاً في هذا المجال الصعب على المواطنين».
وأردف: «أعتقد أن الفريق الذي يأتي هذه الأيام في ظل ظروف استثنائية متمثلة في أعاصير وأمطار غزيرة، ويصر على الوصول في موعده المقرر له، يمثل دليلاً على شجاعتهم وحرصهم على تقديم العون، لا سيما أن المركز يأتي إليه اليمنيون من مختلف محافظات الجمهورية لإجراء العمليات الجراحية».
إلى ذلك، أوضح محمد باشعيب رئيس مؤسسة أمراض الخيرية، أن حملات منظمة «البلسم الدولية» ساهمت في إنقاذ مئات اليمنيين وإعادة النبض إلى قلوبهم، مبيناً أنهم أجروا أكثر من 2450 عملية قسطرة تداخلية، وأكثر من 200 عملية قلب مفتوح منذ افتتاح مركز «نبض الحياة» في المكلا.
ولفت باشعيب إلى أن مركز أمراض القلب هو الوحيد في اليمن الذي لا يزال يعمل ويُجري عمليات جراحية في القلب للمواطنين، بعد إغلاق بقية المراكز بسبب الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية الانقلابية ونهبها للمستشفيات ومعداتها، بالإضافة إلى عدم دفع رواتب الأطقم الطبية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.