المغرب: بنشماش أميناً عاماً لـ«الأصالة والمعاصرة»

وهبي لـ«الشرق الأوسط»: متفائل بمستقبل الحزب مع القيادة الجديدة

صورة وزعها «الأصالة والمعاصرة» لبنشماش متحدثاً أمام المجلس الوطني مساء أول من أمس
صورة وزعها «الأصالة والمعاصرة» لبنشماش متحدثاً أمام المجلس الوطني مساء أول من أمس
TT

المغرب: بنشماش أميناً عاماً لـ«الأصالة والمعاصرة»

صورة وزعها «الأصالة والمعاصرة» لبنشماش متحدثاً أمام المجلس الوطني مساء أول من أمس
صورة وزعها «الأصالة والمعاصرة» لبنشماش متحدثاً أمام المجلس الوطني مساء أول من أمس

انتخب المجلس الوطني لحزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض، في الساعات الأولى من صباح أمس، رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) حكيم بنشماش، أميناً عاماً له، خلفاً لإلياس العماري المستقيل، وذلك في دورة استثنائية مغلقة شهدت نقاشاً ساخناً بين أعضاء برلمان الحزب.
وحصل بنشماش على 439 صوتاً من أعضاء المجلس الوطني، بعدما دعمته غالبية أعضاء المكتب السياسي وقادة المجلس، وفي مقدمتهم رئيسة برلمان الحزب فاطمة الزهراء المنصوري، وعدد من القيادات التي كانت تعارض منطق تسيير العماري «الانفرادي» للحزب وقراراته. واستفاد بنشماش في سباقه للظفر بكرسي الأمانة العامة لثاني أقوى حزب بالبلاد، من انسحاب الأسماء الكبيرة التي كان من شأنها عرقلة طموحه مثل اللطيف وهبي وسمير أبو القاسم اللذين لم يترشحا رغم التوقعات برغبتهما في المنافسة على المنصب.
وواجه الأمين العام الجديد لـ«الأصالة والمعاصرة» خمسة مرشحين، غالبيتهم من الشباب، وهم محمد صلوح (39 صوتاً) والهيبة عدي (35 صوتاً) وياسر اليعقوبي (12 صوتاً) وعزيزة الطيبي (9 أصوات) وهشام الحضري (ثلاثة أصوات).
وحسب مصادر من داخل المجلس الوطني، فإن الدورة المغلقة شهدت نقاشاً ساخناً وتوجيه انتقادات حادة لحصيلة المرحلة التي أشرف عليها العماري، إضافة إلى شد وجذب حول طريقة انتخاب أعضاء المكتب السياسي وعدد من القضايا.
وقال بنشماش عقب انتخابه أميناً عاماً للحزب: «أجدد تعهدي العمل مع جميع أجهزة الحزب بشكل تشاركي وفعال، لكن على قاعدة إعادة تعريف مفهوم المسؤولية»، مؤكداً ضرورة تثمين وإيجاد «القنوات المؤسساتية والتنظيمية المناسبة، وفق رؤية دامجة للجميع، مؤسسة على تنمية وإشاعة قيم وثقافة التدبير الديمقراطي للاختلاف».
وأضاف في كلمة نشرتها البوابة الإلكترونية لحزبه، إن تفعيل هذا التعهد «يقتضي على وجه الاستعجال إطلاق مسار للتفكير الجماعي، بخصوص معنى المسؤولية الحزبية والاتفاق المبدئي على تسييد قيم وقواعد التدبير الديمقراطي». وشدد على ضرورة ابتكار «حلول منهجية خلّاقة للتدبير والتنظيم الحزبيين، وتقاسم الوعي بأن المعارك تخاض أولاً وأخيراً على جبهة الأخلاق والمصداقية».
وأعلن أن حزبه سيظل «قوة مستنيرة داعمة فكرياً واجتماعياً للمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، ومساهماً فعالاً، إلى جانب كل من يتقاسم معه القيم نفسها، في ورش إصلاح الدولة والعدالة الاجتماعية، ومدافعاً عن التأويل الديمقراطي للدستور، وسداً منيعاً في مواجهة المشروعات المجتمعية غير الديمقراطية المتطرفة والشعبوية، مضاداً لكل خطابات العنف والكراهية، وحليفاً لكل القوى الحزبية والنقابية والمدنية التي تتقاسم معه قيمه وطنياً ودولياً»، في إشارة إلى أن لا تقارب ممكناً في الأفق مع حزب «العدالة والتنمية» ذي المرجعية الإسلامية.
وأكد النائب عبد اللطيف وهبي، أن المجلس الوطني للحزب عقد في «جو متوتر والكل تمسك بالديمقراطية والتصويت الفردي»، معتبراً أن هذا الأمر «أكبر ضمانة على أن الحزب سيعرف مساراً جديداً ينبني على الديمقراطية والتصويت والاختيار الحر». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن أجواء النقاش التي شهدها الحزب «ستعطيه دفعة قوية في المستقبل». وأضاف: «عندما تابعت النقاش العنيف في المجلس الوطني شعرت بالارتياح والأمل، وبنوع من التفاؤل الكبير».
وبدا وهبي واثقاً في استعادة «الأصالة والمعاصرة» المبادرة في ظل القيادة الجديدة التي وصفها بـ«الأيادي الجيدة التي ستسهر على الحزب»، لافتاً إلى أن «النقد والعنف في النقاش هما ما يمنح الأحزاب السياسية القيمة الحقيقية ويضمن استمراريتها». ورأى أن تأكيد بنشماش على تبني قرارات المجلس الوطني وتعامله مع الجميع «سيفيد الحزب في المرحلة المقبلة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.