الحريري يبدأ اليوم مستشاراته للانطلاق بتأليف الحكومة

TT

الحريري يبدأ اليوم مستشاراته للانطلاق بتأليف الحكومة

تنطلق الاستشارات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في البرلمان اليوم، حيث يبحث مع رؤساء الكتل النيابية في مطالبهم، ويبني تصوراً كاملاً حول شكل الحكومة، لينطلق بعدها في مهمة توزيع الحقائب الوزارية.
وحتى مساء أمس، لم يطرأ أي تعديل جوهري على قاعدة مطالب القوى السياسية، بالنظر إلى أن «أول يوم للبدء بالحديث الجدي عن التشكيلة الحكومية هو الاثنين»، بحسب ما قال النائب حسن فضل الله، فيما أعلن نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن «الحكومة ستولد في وقت قريب»، مشدداً على أن واجبات رئيس الجمهورية «رعاية حقوق المعارضة كما الموالاة».
وتركزت نقاشات اليومين الماضيين على ردود متبادلة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب القوات اللبنانية»، أفضت نتيجتها إلى تأكيد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب آلان عون أن التفاهم بين حزب القوات والتيار الوطني الحر يختبر مرحلة جديدة. وقال في حديث إذاعي: «اليوم هناك مرحلة جديدة وهي مرحلة تنافس، ولكن لا عودة إلى القطيعة والتصادم داخل الساحة المسيحية»، مشدداً على ضرورة أن تتمثل كل كتلة حسب حجمها.
في المقابل، رأى ممثل حزب «القوات» في حكومة تصريف الأعمال ونائب رئيسها الوزير غسان حاصباني أن الحقائب الوزارية «لم تناقش بعد، وفي هذا الوقت يجري بحث المبادئ والمشاركة والأحجام ووجهة الحكومة وبيانها الوزاري». وقال: «ما نحرص عليه حياد لبنان عن الصراعات في الخارج. بمشاركتنا في الحكومة الحالية استطعنا لجم مسار كان يتجه نحو التطبيع مع النظام السوري، ترسيخ العودة إلى المؤسسات واحترام القوانين كالتوجه إلى دائرة المناقصات. كنا من المعارضين الأساسيين لعدم احتكار قرار السلم والحرب واتخذنا مواقف استراتيجية واضحة بهذا الشأن».
وشدد حاصباني على أنه: «لا يمكن لأحد أن يقصي فريقا أساسيا ضاعف حجمه في الانتخابات النيابية وهذا الموضوع دائما محتمل، ولكنه شبه مستحيل رغم بعض المحاولات الإعلامية والتصعيدية»، آملاً أن «تشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.