الجيش اليمني يستعيد مواقع استراتيجية ويصل إلى مشارف «الحديدة»

نجاة نائب رئيس هيئة الأركان من ‏محاولة اغتيال في عدن

واصل الجيش تقدمه في تعز وقطع خطوط إمداد الانقلابيين (رويترز)
واصل الجيش تقدمه في تعز وقطع خطوط إمداد الانقلابيين (رويترز)
TT

الجيش اليمني يستعيد مواقع استراتيجية ويصل إلى مشارف «الحديدة»

واصل الجيش تقدمه في تعز وقطع خطوط إمداد الانقلابيين (رويترز)
واصل الجيش تقدمه في تعز وقطع خطوط إمداد الانقلابيين (رويترز)

حققت قوات الجيش اليمني تقدماً ميدانيّاً ‏جديداً في جبهة الساحل حيث تخوض معارك ضد ‏ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.‏
وقالت مصادر عسكرية لوكالة الأنباء اليمنية ‏الرسمية إن قوات الجيش والمقاومة مسنودة ‏بقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن تمكنت من السيطرة على ‏منطقة المجليس والشافعية ومفرق الجاح والمشرعي ‏والحسينية بعد معارك تكبدت فيها الميليشيا خسائر ‏فادحة في العتاد والأرواح.‏
وأضافت المصادر أن قوات الجيش دمرت دفاعات الميليشيا ‏الحوثية وتواصل الزحف باتجاه مدينة الحديدة مركز ‏المحافظة.‏
وكانت القوات قد فرضت سيطرتها أمس الجمعة على ‏مفرق زبيد والفازة وسط انهيار كبير في صفوف ‏الميليشيا بسبب الانتصارات الكبيرة والمتتالية للجيش ‏والمقاومة المسنودين بقوات التحالف.
وأعلنت مصادر عن مقتل 64 عنصرا من ميليشيات الحوثي وأصابت العشرات، في مواجهات مع المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية في جبهات متفرقة في الساحل الغربي.
وواصلت المقاومة اليمنية زحفها نحو مواقع ومزارع غرب الحسينية بالتزامن مع عملية تطهير واسعة تنفذها القوات في أطراف زبيد والجهة الغربية من مركز مديرية التحتيا.
وقصفت مقاتلات التحالف العربي مواقع متفرقة تابعة لميليشيات الحوثي الإيرانية في جبهة الساحل الغربي.
كما سيطرت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية والمقاومة اليمنية على مناطق جديدة في الساحل الغربي وسط انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي، وباتت القوات على مشارف الحديدة.
وقال محافظ الحديدة، الحسن طاهر، إن قوات المقاومة التهامية والجنوبية والوطنية اليمنية، تواصل تقدمها نحو الحديدة بخطوات سريعة، بإسناد من التحالف العربي، وأشار إلى أن 3 مديريات جديدة أصبحت في حكم المحررة من الانقلابيين، داعياً أبناء الحديدة للانتفاض في وجه ميليشيات الحوثي الإيرانية.
وفي تعز فرضت وحدات من الجيش اليمني، سيطرتها على ‏مناطق جديدة في المحافظة، وذلك عقب معارك ‏عنيفة ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من ‏إيران.‏
وقال مصدر عسكري يمني، إن قوات الجيش ‏استعادت ‏تلة دار قاسم وقرية الحجر في عزلة ‏العبد له ‏بمديرية مقبنة الواقعة بغربي مركز ‏المحافظة، وأكد المصدر، وفقاً للموقع الرسمي للجيش اليمني ‏على الإنترنت أن عزلة العبدلة أصبحت ‏بالكامل ‏تحت سيطرة قوات الجيش، موضحاً أن ‏قوات ‏الجيش قطعت طريق إمداد لميليشيا الحوثي المؤدي ‏إلى ‏جبل العويد.‏
وأسفرت المعارك وفقاً للمصدر عن سقوط ‏قتلى ‏وجرحى في صفوف الميليشيا الحوثية وتدمير عدد ‏من ‏الآليات التابعة لها.
في غضون ذلك استهدفت مدفعية الجيش ‏الوطني ‏تعزيزات للميليشيا الانقلابية في عزلة القحيفة في ‏المديرية ‏ذاتها مما أدى تدمير عدد من العربات ‏المحملة ‏بالأسلحة ومصرع وإصابة من كان على ‏متنها.‏
ومن جانب آخر، نجا نائب رئيس هيئة الأركان العامة في اليمن، ‏اللواء الركن صالح الزنداني، من محاولة اغتيال ‏نفذها مسلحون في العاصمة المؤقتة عدن.‏
وقال مصدر أمني إن اللواء الزنداني تعرض ‏لمحاولة اغتيال، الليلة الماضية، عقب خروجه من ‏مستشفی البريهي في عدن.
وأدان رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في ‏اتصال هاتفي بنائب رئيس هيئة الأركان الحادثة ‏والعمل الإجرامي والهمجي الذي يهدد أمن ‏واستقرار العاصمة المؤقتة والوطن بشكل عام. ‏
وأكد بن دغر، في تصريح نقلته وكالة الأنباء ‏اليمنية الرسمية، أن الدولة لن تتهاون تجاه هذه ‏الأعمال الإجرامية وكل من يقف وراءها أو يروج ‏لها، داعياً الأجهزة العسكرية والأمنية ‏في العاصمة المؤقتة عدن إلى سرعة القبض على ‏الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
من جانبه، أكَّد نائب رئيس هيئة الأركان اليمني، أن ‏مثل هذه الأعمال لن تثني الأجهزة العسكرية عن ‏القيام بواجباتها على الوجه الأكمل حتى تحرير ‏البلاد من قبضة الميليشيا الإيرانية تحت قيادة ‏الرئيس عبد ربه منصور هادي بدعم وإسناد من ‏التحالف العربي لدعم الشرعية.‏


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».